# يوميات " شخص ناجح " #
في صباح يوم الأربعاء قبل الماضي بتاريخ 4/3/1434 هـ ذهبت للمحكمة الجزئية ( المستعجلة سابقاً) لرفع قضية على شخص لم يسترد مبلغ مالي في مساهمة تجارية .
و تقع هذه المحكمة في وسط الرياض بحي الفوطة و تحديداً في شارع الملك فيصل ( الوزير سابقاً ) بجوار برج المياه المعروف .
عندما وصلت لمقر المحكمة و جدت سطحات السيارات متجمعة أمام المحكمة لتظهر التحذير و النذير لمراجعي المحكمة بأن عليكم الوقوف في الأماكن المخصصة لوقوف السيارات و ليس أمام باب المحكمة و إلا اضطررنا لتحميل سيارتكم لحجز السيارات .
أوقفت سيارتي بالقرب من المحكمة في مكان منعزل عن تجمع سطحات السيارات و آمن للسيارة من السرقة و الخراب فوجدت بعض العمالة متجمعة عند هذا المكان , فعندما أوقفت السيارة في الموقف و إذا هذه العمالة تقبل علي لتعرض نفسها لغسيل سيارتك بأحسن ما يكون و في أسرع وقت ممكن , رفضت مباشرة عرضهم و ذهبت مرتجلاً لأدخل داخل المحكمة .
كانت المحكمة من الداخل متكونة من مبنيين و مواقف خاصة لمنسوبي المحكمة , المبنى الأول عبارة عن مبنى لتسجيل المواعيد و الاستعلام و نحوها , و المبنى الثاني عبارة عن مكاتب القضاة و المكاتب الإدارية .
عندما أتيت للمحكمة كنت جاهل بتعليمات المحكمة و طرق رفع القضية , فعندما وصلت للمبنى الأول المختص بتسجيل المواعيد و ذهبت للموظف و قلت إني أريد رفع قضية على شخص في مشكلة مالية قال لي : " عليك بأن تدخل موقع وزارة العدل الإلكتروني و تدخل أيقونة (رفع صحائف دعوى ) ثم تكتب فيها جميع المعلومات و بعد أن تنتهي تطبع ما كتبته و تأتي بالورق لنا لنعطيك موعد مع الشيخ " .
و بعد أن أخبرني الموظف بالطريقة ذهبت لخارج المبنى الأول و بحثت عن شخص يقوم بتسجيل بيانات قضيتي و يرفعها عبر الموقع و يطبعها لي لكي أنهي من أخذ موعد في نفس اليوم , لكن للآسف لم جد في حرم المحكمة من يقوم بتسجيل بياناتي و يرفعها و يطبعها و حتى خارج المحكمة لم أجد من يقوم بها لأن المنطقة التي كانت حول المحكمة مختصة ببيع الملابس و نحوها , فاضطررت للذهاب للبيت و قررت بأن أعود لهم يوم السبت .
و في يوم الخميس بتاريخ 5/3/1434 هـ دخلت موقع وزارة العدل ثم دخلت أيقونة "صحائف دعوى إلكترونية " و قمت بملء الاستمارة كاملة حتى طبعت الاستمارة بصورة نهائية , و احتفظت بالورقتين حتى يأتي يوم السبت لأذهب بها للمحكمة .
و في صباح يوم السبت الماضي الموافق 7 / 3/ 1434 هـ ذهبت للمحكمة لأقدم أوراقي و أخذ موعد عند الشيخ , و بينما أنا واقف في طابور الانتظار العشوائي حتى أتى دوري عند الموظف ,فنظر في أوراقي و قال لي : " أنت كاتب المحكمة العامة و ليس المحكمة الجزئية أذهب وعدلها " فقلت له :" لأجل هذا الخطأ البسيط تجعلني أذهب للبيت عدلها أنت من عندك أنت " فرفض طلبي و قال :" هناك مثلك من المراجعين لابد أن يحصل معهم هذا الخطأ مرتين أو ثلاث مرات على الأقل أذهب و عدلها من أي مكان و أرجع لنا " .
بعدها خرجت خارج حرم المحكمة و قلت في نفسي :" لا يمكن أن أذهب للبيت لأجل أعدل هذا الخطأ البسيط لابد أن أرى المحلات الموجودة حول المحكمة لعل عندهم خدمة انترنت و طابعة كمبيوتر لأعدل هذا الخطأ " , ثم وجدت مجمع تجاري كبير أمام المحكمة عبارة عن محلات و معارض اسمه " الشمسية بلازا " ذهبت لهذا المجمع و تحديداً الدور الأول و طلبت منهم هذه الخدمة و وجدت الرفض من الجميع و أعذار واهية مع أنه يوجد عندهم حاسب آلي و طابعة ورق و جهاز الدي أس أل (DSL) ثم قال لي أحدهم أذهب للدور الثاني إلى السادس و سوف تجد ضالتك فهناك معارض ممكن أن تخدمك , ذهبت للأدوار العليا و أخذت أبحث عن معارض و كان لا يوجد هناك الكثير من المعارض المفتوحة لأن هذا المجمع جديد و لا تزال المعارض معروضة للأجار , و وجدت عدة معارض لكنها كانت ترفض كما كانت المحلات في الدور الأول .
حتى وجدت محل مختص في الملابس الرياضية دخلت على هذا المحل و وجدت شخص كان اسمه طارق يمني الجنسية و طلبت منه أن يخدمني و قال لي :" انتظر حتى أنتهي من جرد هذه القطع و أنا تحت خدمتك " فعندما انتهى قال لي ماذا تريد ؟ فقلت له : " كل ما أريده هو انترنت و طابعة و ممتن لك إن خدمتني " فقال لي ما عندك مشكلة سوف أخدمك و انطلقنا إلى مستودع كانت مساحته تقريباً 20* 15 متر مربع و كان مليء بالملابس الشتوية فنظرة أثناء دخولنا للمستودع عن ما يقل عن 25 عامل يمني داخل المستودع و قاموا بالاختباء بسرعة بصورة تثير الريبة و الشك فيهم .
حتى وصلنا للحاسب المختفي بين هذه الملابس و قال لي طارق اجلس أنهي شغلك فجلست على الكرسي و كان هذا الحاسب قديم و بطيء جداً , و كنت أسمع من العمالة يقولون لطارق بينما أنا ستخدم الحاسب " لماذا تدخل هذا الرجل للمستودع أنت تعرف أن عارف يقول أنه ممنوع ؟" .
لم أستفد من وجودي في المعرض فقد كان الجهاز بطيء و كان موقع وزارة العدل يحتاج إلى انترنت سريع و حاسب سريع , ذهبت من المستودع وسط تهكم هذه العمالة المجهولة على طارق , و قمت بشكر طارق أمام هذه العمالة و قلت له :" خذ رقم جوالي و أي خدمة تحتاجها أنا على استعداد القيام بها " , بعدها خرجت من معرضهم و ذهبت لمعرض آخر و كان هذا قبل آذان الظهر و حصلت على معرض قبل أن يخدمني و وجدت عنده ضالتي .
الغريب أن هذا المجمع جميع العاملين فيه من الجنسية اليمنية و البيع فيه بالجملة فهذا يدل على سيطرتهم في هذا المجال ! ( و السعوديين يقولون ما فيه شغل ).
يذكر أن المحكمة الجزئية مختصة في القضايا الصغيرة , فأما القضايا المالية فهي تبت في القضايا من 20 ألف و تحت .
( سمعت و شاهدت )
- شاهدت أن هناك مشكلة عند المبنى الأول و هي تعديل الأخطاء الواردة في تعبئة الاستمارة فقد كان المراجعين يتمنون أن يكون هناك مكتب خدمات عند المبنى الأول ليقوم بتعديل الأخطاء و طباعة الأوراق من جديد من موقع الوزارة فقط فهو يكفيهم من الخروج من المحكمة و البحث عن مركز خدمات يختصر لهم الوقت , فهي فرصة للأشخاص الذين يريدون استغلالها فكل ما في الأمر هو استجار مكان و جلب جهاز كمبيوتر و طابعة و انترنت و الأرباح مضمونة , فهي على طريقة القاعدة التي ننصح بها دائماً , وهي :
مشكلة + حل = مشروع ناجح
- شاهدت و للآسف الشديد ما زالت المحكمة تستخدم الملف الأخضر و هناك دوائر حكومية أيضاً تستخدم الملف الأخضر , فلو أن شخص يأتي بملف إلكتروني يشبه ذاكرة الجوال و يستبدل به الملف الأخضر فسوف يكون نسبة النجاح قوية جداً , لكن هناك أشخاص للآسف ينتظر الفرص تأتيه و هو جالساً في محله فيمر به العمر والدهر و هو ينتظر الفرص فهذا لا شك أنه لن يحصل على شيء .
- سمعت من أحد زملائي أن هناك وظائف معروضة في وزارة الخارجية , و الرواتب تبدأ من 6000 ريال على نظام التشغيل الذاتي ( أرجووووووكم لا أحد يسأل كيف ؟ و متى ؟ ) .
---------------------------------
اتمنى أن هذه المقالة مفيدة