عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 16-02-2013, 01:01 AM
سايكولوجي سايكولوجي غير متصل
عضو مهم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 279
معدل تقييم المستوى: 12346
سايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداعسايكولوجي محترف الإبداع
(هام لضباط وأفراد القوات المسلحة)الصحة النفسية وأهميتها في القوات المسلحة

أهمية الصحة النفسية في القوات المسلحة

لا يوجد أي إنسان إلا ويتعرض خلال حياته إلى مشكلات, وصعوبات, وأمراض خلال حياته, ومنها الأمراض النفسية التي لا تقل أهميةً عن الأمراض الجسمية, بل قد يكون تأثيرها أبلغ من الأمراض الجسمية. يجب على الإنسان أن يتكيف مع المواقف العادية للحياة تكيفاً معقولاً, فالإنسان خلال حياته يواجهه كثير من المشكلات, فيجب عليه أن يكيف نفسه مع تلك المشكلات, ولكن قد يكون هذا التكيف ملائماً, وقد يكون غير ملائم, فخوف الإنسان من الحيوانات يعد تكيفاً مقبولاً’ أما مشاهدة الإنسان للقتل, والدم, أو المياه العميقة فيعد تكيفه غير ملائم.

ما هي الصحة النفسية؟
تتعدد وتتنوع تعريفات الصحة النفسية حسب كل عالم!
و يمكن تعريفها كما يلي:

هي التلاؤم بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة الأزمات العادية التي تطرأ على الإنسان مع الإحساس الإيجابي بالسعادة والكفاية.

أهداف الصحة النفسية:

وتتمثل في القوات المسلحة فيما يلي:
1– أن يتوافق ويتلاءم الجندي أو الضابط مع نفسه, ومع الآخرين, ومع البيئة المحيطة به ولا ننسى أن العسكريين من بيئات مختلفة, وليسوا من بيئة واحدة, فهم من البادية, والريف, والمدينة, وعلى الرغم من ذلك فكل أسرة لها طبيعتها التي تختلف في التربية والناحية المادية والاجتماعية, ولذلك فهذا الهدف نبيل, ولكن تحقيقه ليس بالأمر البسيط, ولكن يحتاج إلى قادة عسكريين في تعويد العسكريين الجدد على التكيف والتلاؤمِ.
2– أن نساعد الجندي أو الضابط على أن يكون إنساناً سوياً.
3– أن يستطيع الجندي أو الضابط السيطرة على مواقف الإحباط التي قد يتعرض لها, فالعسكرية تعلم الصبر من خلال الالتحاق بها, وهذا الصبر يعودنا على ألا نقف أمام أي مشكلة محبطين.
4 – أن يكون الجندي أو الضابط قادراً على مواجهة الصراع, وبشكل خاص إذا كان هذا الصراع داخلياً بين غرائزه وضميره, فالعسكرية تعلم العسكري الصبر, وتحمل المشاق, فتعوده على تحمل المسؤولية, وعلى تحمل الجوع, والعطش, فالمسؤولية توجب عليه أن يعمل شيئاً ما, أو لا يعمله, وبهذا يستطيع أن يتصرف ويوازن بين غرائزه وضميره.

الصحة النفسيه والمقاتل:

يعتقد كثير من الناس أن سبب المرض النفسي هو الصدمة الأخيرة التي يتعرض لها المريض مثل وفاة قريب له, أو الإصابة بالأمراض المعدية, أو التعب الشديد في العمل, ولكن يجب علينا ألا ننسى أن كثيراً من الناس أيضاً, يتعرضون لصدماتٍ عنيفة دون أن يصابوا بأمراض نفسية, ولذلك توجد صفات تميز الإنسان المريض نفسياً عن الإنسان السليم. إن مسببات الأمراض النفسية ليست واحدة, وتختلف من شخص لآخر, فالأسباب هي:
• الأمراض العقلية, وقد يصاب بذلك نتيجة الإصابة بأمراض خطيرة.
• الأمراض الجسمية, كالإصابة بأمراض خطيرة مثل الإيدز, أو السرطان, أو الإصابة بإعاقه نتيجة الحرب, أو التدريب, أو حادث سيارة.
• العوامل الوراثية, ومنها كأن يكون طويل أو قصير القامة, أو لون البشرة, إذا كانت سمراء, أو شديدة البياض, وهذه تؤدي به إلى الخجل أمام زملائه في بعض الأحيان, وقد تشغل تفكيره, وبالتالي يصبح مريضاً نفسياً.
• البيئة الأسرية, وما يجري بها من مشكلات, سواء أكانت مع الزوجة, أو مع الأولاد, أو مع الأهل والأقارب. • البيئة الاجتماعية المحيطة به, وتتمثل في المعاملة والأخلاق, وربما تعيش أسرة وحولها أسر أخلاقها, ومعاملتها غير حسنة, أو أن لها أفكاراً لا تتوافق مع هذا الإنسان.
• المدرسة, وما يجري بداخلها كوجود صحبة سيئة, أو يعتدون, ويكذبون على إنسان ما, أو أنه كان غير موفق في الدراسة, أو أن البعض يستهزئ به, لأنه كسول. وأضف أيضاً: الذكاء, فبعض الناس إذا شعر بالذكاء يصاب بالغرور, وأحياناً نتيجة الغرور يصاب بالجنون.
• وسائل الإعلام المختلفة كمشاهدة أفلام العنف, والجرائم المختلفة, والفضائيات التي لا تلتزم بالأخلاق.
• طبيعة العمل, وخاصة إذا عمل في عمل ما, وكان مجبراً على أن يعمل فيه, أو قد يعمل في الليل, وهو لا يرغب في ذلك.
• سوء بعض القادة والمديرين والرؤساء في التعامل مع العاملين, ولا ننسى أيضاً وجود زملاء غير جيدين, وأخلاقهم غير محببة لإنسان ما.
• رفاق السوء.
ولذلك لا تعتبر الصدمة النفسية الأخيرة التي يتعرض لها الإنسان, أو الإرهاق هو السبب الرئيسي للمرض النفسي.

أنواع الأمراض النفسية:

أولاً: مهيئة: وهي الحادثة التي أظهرت المرض النفسي. ثانياً: مرسبة: وهي الاستعداد الخاص للمرض النفسي, وترتبط بعدة أسباب, وليس بسبب واحد, وقد تستمر معه لفترة طويلة حتى يظهر المرض النفسي, ولذلك قد يكون سبباً مهيئاً بسيطاً, يظهر المرض النفسي بسرعة نتيجة الأسباب المرسبة.
تختلف الحياة العسكرية عن الحياة المدنية, فالحياة العسكرية تتصف بقوة الضغوط النفسية على الفرد, وهذا يعود لعدم معايشة تلك الضغوط في الحياة المدنية, وفي الحياة العسكرية تزداد الإصابة بالأمراض النفسية نتيجة العوامل السابقة المهيئة والمرسبة, ونتيجة ما يلي أيضاً:

1– أن يتحدث الجندي, أو الضابط, بكلمات, وعبارات غير مفهومة, وغير واضحة أمام الآخرين.
2– التعرض إلى غارة عنيفة, أو الاشتراك في معركة حربية.
3 – الشكوى من أن بعض الأفراد يريدون سرقة سلاحه, أو الاعتداء عليه, أو قتله فالأمراض النفسية لها سبب أو عدة أسباب كالأمراض الجسدية.
4– الانفعالات الناتجة عن الحزن, أو الغضب, أو القلق, والتعبير عنها بطريقة غير مألوفة.
5 – قلة النشاط المعرفي, والنسيان, وعدم التذكر, والإدراك, فبعضها قد يظهر فجأة نتيجة إصابته بمرض, أو يكون ملازماً للإنسان منذ فترة طويلة.
6 – السلوك غير السوي الذي يمارسه الجندي أو الضابط حتى لو كان بسيطاً, ما ينعكس عليه, وعلى عطائه فمثلاً الطيار الذي يقود طائرة حربية, وفيها أحدث المعدات الإلكترونية وتحمل أحدث الأسلحة, فإذا تعرض الطيار للقلق أثناء تحليقه في معركة حربية, فقد لا يصيب أهدافه بدقة, أو تصاب طائرته, والأمثلة كثيرة في هذا المجال, ومنها المظليون أثناء القفز, فإذا تعرض المظلي للخوف, فربما لا تفتح مظلته, وبالتالي يسقط على الأرض ويموت.
7 – قلة إشباع الدوافع والحاجات: فمثلاً القائد الذي لديه رغبه في السيطرة أو تحقيق النصر بسرعة, أو التملك, وكانت وحدته صغيرة, ولكن كان دافعه شديداً, فقد لا يستطيع أن يحقق دوافعه, خاصة إذا كانت قدراته الشخصية ليست بالمستوى المطلوب, ولذلك قد يلجأ بعض القادة, لإشباع حاجاتهم, ودوافعهم بطرق غير مناسبة, ومثيرة للعسكريين, والمجتمع, ما يجعلهم محط انتقاد البعض, وبعدم الرغبة في التعامل معهم, وهذا يثير بعض القادة, ويجعلهم غير واثقين بأنفسهم, أو يحقدون على الآخرين, ويصابون بالقلق, والخوف, والانفعال لديهم, ويتعرضون عندئذٍ للأمراض النفسية.

إنه من الأجدى أن يقوم القائد بأعمال مختلفة لإشباع دوافعه, وحاجاته من أجل اكتساب ثقة جنوده, وضباطه, والمجتمع, كالتعرف على مشكلاتهم, سواء أكانت داخل العمل أو خارج نطاق العمل, ومحاولة حلها ما أمكن, وعليه أيضاً البقاء داخل وحدته العسكرية بين الجنود والضباط, خاصة أثناء التدريبات العملية, والطوابير, والأعمال الإدارية المختلفة, وأن يكون مخلصاً في عمله, وأن يكون أيضا قدوة لجنوده, وضباطه, ولكن إذا كانت أعماله, ووجوده أثناء التدريبات القتالية, والعملية, والطوابير, والأعمال الإدراية المختلفة, والتدخل غير المناسب في عمل الجنود, والضباط لإشباع حاجاته, ودوافعه, وكانت أعماله بدون إخلاص, وبدون تقدير لعمل جنوده, وضباطه, واعتقد الجنود والضباط أن هذه الأعمال مظهرية لتعزيز هيبة القائد, فسيكون هذا القائد في موضع سخرية واستهزاء, وهذا سيؤدي إلى شعور القائد بعدم الثقة بالنفس, وسينعكس عليه, ما يؤدي لإصابته في النهاية بأمراض نفسية. إن أنانية القائد, وعدم تقديره لجنوده, وضباطه في أعمالهم, وتدريباتهم, وتضحياتهم, وأن ينسب القائد كل عمل, أو إنجاز لنفسه, وهو الذي أحرزه, سيؤدي إلى غضب, وسخط الجنود, والضباط عليه, وإلى سخريتهم منه, وإلى عدم الاكتراث, والإخلاص في عملهم.

خصائص الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية:
1 - الشعور بالسعادة مع النفس, فإذا لم يكن إنساناً سعيداً, فسيكون محبطاً, وبالتالي سيؤثر هذا في نفسيته.
2 – الشعور بالسعادة مع الآخرين, ومع الجنود, والضباط على مختلف رتبهم.
3 - القدرة على مواجهة مطالب الحياة وأداء الأعمال, والتدريبات حتى لو كانت شاقة.
4 – أن يكون سلوكه عادياً, فالذي ينام عشر ساعات نهاراً, ومثلها في الليل دون سبب مرضي, فهذا الإنسان سلوكه ليس سويّاً, والذي يأكل كل ساعة وجبة كاملة, سلوكه ليس سويّا أيضاًً.
5 – مدى تقبل الجندي أو الضابط لقدراته, وما يستطيعه, وما لا يستطيعه.
6 – إقبال الجندي أو الضابط على الحياة بإيجابية وحماس.
7 - شعور الجندي أو الضابط بكفاءته, وقدراته, ومواجهة إحباطات الحياة المختلفة.
8 – أن تكون اتجاهاته ثابتة, وليست متغيرة, فلا يغيره لأنه فقير, ويريد أحد الأشخاص أن يعطيه مالاً من أجل ذلك.
9 – قدرة الجندي أو الضابط على إشباع حاجاته البيولوجية والنفسية.
10 – اهتمام الجندي أو الضابط بمختلف الممارسات المعرفية والعملية والاجتماعية.
11 – وجود روح الانتماء والولاء للوحدة والقدرة على التضحية, وخدمة الآخرين, لأن الذي ليس عنده انتماء, ليس مخلصاً في عمله, والإنسان غير المخلص في عمله, هو مريض نفسياً.
12 – يجب أن يكون الجندي أو الضابط ناجحاً في علاقاته مع الآخرين, وراضياً عنها, فالذي يفشل سيشعر بالإحباط, وبالخجل, وبعد القدرة في التعامل مع الآخرين, وبالتالي لن يكون راضياً عن نفسه, ومن لم يرض عن نفسه, فسيكون مريضاً نفسياً.
13– أن يكون منتجاً, فالجندي أو الضابط السليم هو إنسان منتج, وغير السليم قليل الإنتاج أو غير منتج, وسينعكس على أدائه وإنتاجه.
14 - إن الميول, والقدرات, والتعليم, والخبرات السابقة قبل الالتحاق بالجيش لها دور مهم في الصحة النفسية للجنود والضباط.

مظاهر الصحة النفسية:

إن مظهر الإنسان يدلنا على بعض صفاته, وخصائصه, وبالنسبة للعسكريين في الخدمة العسكرية, فإن أهم المظاهر للجنود والضباط هي:
1 – عندما يبذل الجندي أو الضابط طاقاته, وقدراته بحماس, ويكون سعيداً بقدراته وطاقاته التي يبذلها.
2 – عندما يقومون بإنجاز الأعمال المهمة والصعبة معتمدين على أنفسهم دون أن ينتظروا أي مساعدة من الآخرين.
3 – القدرة على التكيف النفسي مع قادته, وزملائه حتى لو كان مختلفاً معهم في الرأي.
4 – عندما يتصدى للمواقف الصعبة بأفكار إيجابية وبروح عالية, ويبقى على درجة كبيرة من القوة.
5 – عندما يقوم بعمل ما, أو حل مشكلة ما, وذلك بأن يستجمع إمكاناته غير مهتم بتلك الصعوبات والفشل.
6 – عندما يكون لديه رغبة في العمل, والعطاء, والأخذ معاً.
7 –مدى قدرة الجندي والضابط على مواجهة إحباطات الحياة.
8 – القدرة على إرضاء الحاجات البيولوجية والنفسية إرضاءً مناسباً.
9 – فهم الجندي والضابط لذاته, ففكرة الإنسان عن نفسه هي الركيزة الأساسية للشخصية.
10 – تنوع النشاطات والأعمال المختلفة, بحيث لا يقتصر الاهتمام على جانب واحد كالأعمال الإدارية, أو النشاط الرياضي, أو الثقافي, بل يجب أن يركز اهتمامه على مختلف النشاطات والأعمال.
11– إدراك الدوافع, والأهداف, والحاجات, وإمكانية تحقيقها.
12 – القدرة على تحمل المسؤولية.

أسباب الإصابة بالأمراض النفسية في الجيش:

1– عدم الثقة بالنفس.
2 – الأنانية.
3 – الغرور.
4 – عدم تكليف القائد للجندي أو الضابط بمهام رئيسة, وخاصة عندما يكلف القائد زملاءه أمامه, ولا يكلفه, أو يكلف القائد آخرين, وهو أفضل منهم.
5 – قيام القائد بالمحاكمات وإعطاء الجندي أو الضابط عقوبات زائدة.
6 – يجب أثناء التدريبات العملية كالقفز عن الأبراج أو القفز من الطائرة أن يمارس المدرب هذه المهارات أمامهم عدة مرات, ويشجعهم على ذلك.
7 – خلال المعارك, وخوف العسكريين من الموت, ومن حصول الإصابات, ولا ننسى الخوف من الفرار, وإلحاق العار بالفارين من ساحة القتال.
وأضف إلى ما سبق:
8 – عدم التكيف داخل الوحدة العسكرية بسبب المرض, أو أن مزاج بعض زملائه لا يلائمه أو نتيجة عدم تكليفه بالواجبات أو نتيجة أن مكان وحدته مناخها لا يناسبه.
9 – عدم الرغبة في العيش في منطقه ما.
10 – عدم الرغبة في عمل ما والرغبة في الانتقال لعمل آخر, وعدم الموافقة على نقله إلى ذلك العمل أو المكان.
11 – الظروف الأسرية, وما يحدث داخلها من مشكلات.
12 – الظروف المالية وعدم كفاية الراتب.
13 – حدوث حرب فجائية.
14 – الإجهاد الجسمي والعقلي أثناء المعارك, خاصة القادة الذين سيتحملون مسؤولية توفير الطعام, والوقود, والأسلحة, والعتاد, وإدارة المعركة, ومتابعتها, والاتصالات, وغيرها.
15 – ما يشاهده الجندي أو الضابط من أهوال المعارك كأصوات الانفجارت, والقتلى, والجرحى, وقطع ٍ للأطراف, وأجزاء الجسم, أو إصابة زميله بجانبه, أو موته وسقوطه عليه أو على الأرض أمامه.

العوامل المؤثرة في الصحة النفسية:

التعب: يلعب التعب دوراً مهماً في العمل والإنتاج, سواء أكان جسدياً أم عقلياً, وسواء أكان في وقت السلم أم وقت الحرب, وسواء أكان في النهار أم في الليل. ففي بداية النهار يكون نشاط الجنود والضباط كبيراً, وفي آخر النهار يقل, وتكمن المشكلة في زيادة ساعات العمل, وأداء الوظائف أكثر من قدرة الإنسان, ما يؤدي للتعب والملل وقلة العطاء, وعدم القيام بالواجبات بالشكل الصحيح. إن العمل الطويل يرهق الجنود والضباط, ولذلك يلجأ الجنود بخاصة إلى اقتطاع بعض الوقت من العمل لأنفسهم, وذلك بالذهاب للشرب, أو للوضوء, أو لأداء الصلاة, أو لتناول الطعام, أو لقضاء حاجة, أو التمارض, أو بالطلب من شخص خارج الوحدة بالاتصال مع قائده, وطلب إجازة له, ولذلك يجب أن يكون هناك وقت راحة كاف خلال العمل الطويل. الحياة المعيشية والمادية: إن توفير الحياة الكريمة من مأكل, ومسكن, ولباس, وعلاج للجنود والضباط, وعائلاتهم في أوقات السلم, وفي أوقات الحرب كل ذلك يشعرهم بالسعادة, والإخلاص في العمل, وأما إذا لم يتوافر لهم ولأسرهم ذلك, فسيشعرون بالقلق, ويكون عطاؤهم أقل من المعتاد. القيم المعنوية: إن الاهتمام بالقيم المعنوية في أوقات السلم والاستمرار في ذلك واستنهاض الهمم, وتقديرهم كل ذلك يزيد من العطاء والعمل والإنتاج, وأهم من كل ذلك الإخلاص في العمل, والولاء للوطن, والتضحية من أجله. سلوك المقاتلين: فدراسة سلوك المقاتلين أثناء السلم, وقبل القتال وخلاله أمر مهم في توجيههم, وتغير أنماط سلوكهم السلبية كحثهم على القتال, والاستشهاد في سبيل الله.

وأضف أيضاً:
– عدم التدريب الجيد والمناسب, سواء على المهارات القتالية, أو على استخدام الأسلحة, والمعدات, والآليات المختلفة.
– القائد وتصرفاته مع أفراد وحدته, خاصة إذا كانت تصرفاته تسودها الغطرسة, والتكبر, وعدم معرفته الكافية بشؤون القيادة, وبشؤون العلم العسكري.

الخلاصة:
يجدر بنا قبل كل ما ذكرته الوقاية من الإصابة بالأمراض المختلفة, خاصة النفسية, فالوقاية أهم من العلاج, وهي تقلل كمية العلاج, ولذلك أرى أن يكون قادة الوحدات على معرفة بالأمور النفسية, ما أمكن والتصرف السليم, وأن يشجعوا أفراد وحداتهم, وأن يكونوا قدوة لهم, وأن يشاركوهم, ما أمكن في أفراحهم وأحزانهم, وأن يكون عند القائد سجل لكل واحد يتضمن معلومات عن حالته, وأوضاعه المعيشية والمرضية قبل التحاقه بالخدمة العسكرية أو أثنائها, وهذا يساعده في كيفية التعامل, والتصرف مع كل جندي, أو ضابط منهم, فكل ذلك سيؤدي إلى التعاون, والعمل والإنتاج, والعطاء, والإخلاص, والولاء, والتضحية من جميع أفراد وحدته، إضافة إلى ذلك يجب أن يكون داخل الوحدات العسكرية مرشدون دينيون يكون لهم دور في استنهاض النفوس, ولا ننسى دور الإعلام العسكري, فالتثقيف أمر مهم, وإصدار النشرات التوعوية, والأفلام, والكتب, والمجلدات, والتوعية مهمة, سواء أكانت في السلم أم في الحرب, فالنفس الإنسانية لا تشترى, ولا تباع, وما يجري في نفس كل إنسان لا يعلمه إلا الله- سبحانه وتعالى- فالنفس الإنسانية تقدر, وتستنهض, فتقدير النفس أهم من المال.
بقلم/ محمد مصطفى عبدالرزاق العمري
من مجلة البرية العدد(7) جمادى الأولى 1431هـ / إبريل 2010م


التعديل الأخير تم بواسطة سايكولوجي ; 16-02-2013 الساعة 01:09 AM
رد مع اقتباس