المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ، وهو في سيره على هذه الحياة تعترضه الأحداث وتواجهه المصائب والنكبات وتلم بنفسه المشكلات والمعضلات إنها تحاول أن تنهك قواه ، وتضعف إرادته وعزيمته ، وتشتت همه وتفكيره ، إنها لا تقف عند حد أبداً فمن استسلم لها أردته صريعاً للهموم والوساوس ومن لم يستفق منها بإرشاد عالم نحرير أو إشارة فقيه خبير ، أو نصيحة محب للخير بشير، فإنه إلى الهوان والضياع وربما الوفاة أقرب ومن السلامة والأمان أبعد ..والله وحده المستعان .
وقد قال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاظمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
خرج عبد الله بن عامر بن كريزٍ رحمه الله من المسجد يريد منزله، وهو وحده، فقام إليه غلامٌ من ثقيفٍ فمشى إلى جانبه، فقال له عبد الله: ألك حاجةٌ يا غلام ؟ قال: سلامتك وفلاحك، رأيتك تمشي وحدك فقلت: " أقيك بنفسي وأعوذ بالله إن طار بجناحك مكروهٌ " فأخذ عبد الله بيده، ومشى معه إلى منزله، ثم دعا بألف دينارٍ فدفعها إلى الغلام، وقال: استنفق هذه، فنعم ما أدَّبك أهلك.
"لست وحدك"؛ نافذة تفتح أذرعها لكل من ألمت به معضلة ، أو أحاطت به مشكلة أو مرت به تجربة قاسية ، أو احتار في أكثر من خيار بأيهما يبدأ ويختار..
أخي / أختي : هنا ستجد من يقدم لك حلاً أو إشارة أو نصيحة لعل الله أن ييسر أمرك ويفرج همك ويسعدك في الدنيا والآخرة ..
فثق أنك لست وحدك ، هلمّ إلينا ، ائتنا وفضفض بما لديك وستجد ـ بإذن الله ـ ما يعينك ويسددك ويثبتك.والله الموفق لما فيه الخير والصلاح