ليس ضروريا أن تكون أخصائي نفسي حتى تكتشف أن أغلب الأنس السعودي وأعتقد حتى جنهم يعاني من أمراض نفسية مزمنة يدل عليها تصرفاته وسلوكه المتناقض.
فتارة تجده يعتنق أشد طرق الصوفية زهدا وورعا وخصوصا في يوم الجمعة المقدس بالنسبة اليه من كل اسبوع والذي يكثر فيه الصلوات والدعوات التى يعتقد أن لا يفصل بينه وبين قبولها واستجابتها سوى النطق بها.
وبعدها تجده يحجز بأقرب رحلة الى دبي أو سواها ليكمل سهرته هناك بكل ما طاب من مغريات الدنيا وملذاتها متوكلا على أن ربه غفور رحيم.نجده يدثر نسائه بأثقل الملابس والغطوات داكنة السواد داخل المملكة ولا يسمح حتى بظهور أصبع زوجته وعلى العكس في الخارج تجده رجلا متسامحا منفتحا فمنذ استواء الطائرة في الجو تتغير عاداته وتقاليده ومعتقداته فزوجته فورا تبدل السواد بالبنطلون الفيزون وتتمشي بجانبه في هذا البلد الأجنبي بأرقي الأزياء العالمية الحديثة.
تجده يحدث الناس ويصدع رؤوسهم بمناسبة وبدون مناسبة بضرورة الزهد وعدم حب الدنيا وتكتشف في الحقيقة أنه أشد الناس ولعا بجمع المال حتى ولو على حساب كرامته أحيانا أو على حساب الفقراء والعاطلين فهذا الزاهد العابد له أكثر من وظيفة فهو الموظف الرسمي وأمام الجامع وعضو الهيئة وووو…وكل هذا لوجه الله تعالى.
تجده ملتزم ويؤدي الصلوات الخمس بمواعيدها يحدثك عن الأخلاق الاسلامية الحميدة وضرورة التمسك بها وتكتشف أنه لا يلتزم بوعد ولا يمد يد العون لمحتاج وبذئ الألفاظ والسلوك مع الآخرين ولا يؤدي الأمانة الوظيفة فيهمل في أداء واجبه الوظيفي ويخلق الأعذار للتغيب عن العمل.يدعى تقبل الرأي الآخرونبذ العصبيات الطائفية والقبلية ويعلم أن ذلك من صلب دينه وتعاليمه ومن أول جلسة مناقشة مع أشخاص يخالفونه المذهب تثور ثائرته ويعود الى الجاهلية الأولى بالتفاخر وأحتقار الآخرين.
تجده في المساء شيخ يتحدى حاتم الطائي في الكرم ويبذر ويقيم أكبر الولائم وفى النهار أكبر شحاذ متسول يزاحم الفقراء والمساكين أمام قصور الأمراء والجمعيات الخيرية.أخيرا ولس أخرا تجد بعضهم في فترة ما شديد التدين حنبلي المذهب وبعد ذلك ينقلب راسا على عقب الى ملحد ماركسي المعتقد لا يطيق سماع أي خزعبلات دينية من وجهة نظرة الجديدة.
بأختصار هذه حقيقة أغلبية شعبنا الكريم التى لا يمكن أن تحجب بغربال والذي يعيش بشخصيتين مزدوجتين وعالمين مختلفين وهو واقع مر قد يكون فرض على بعض الرجال والنساء في مجتمعنا .
فمن المسؤول عن ذلك هل هو فهمنا الخاطئ للدين أو عاداتنا وتقاليدنا أو قوة النظام؟
واذا لم يتدارك الوضع فسوف يكون هم خطط التنمية المستقبيلية توفير أكثر عدد من المستشفيات النفسية للعلاج.
الكاتب
عايد مبارك العنزي