ما رأيته في حي الصالحية شيء محزن فأين القلوب الرحيمة؟
سارة المشرف
قمت بجولة مع احدى اخواتنا من فاعلات الخير حيث تتولى توزيع الصدقات بجهود فردية في أحد أحياء الرياض المنسية وهو حي الصالحية ويا هول ما رأيت مررنا على بيوت عفواً هل قلت بيوت؟.. انها أشبه بالمقابر.. أو بيوت مهجورة غير صالحة للسكن الآدمي تعبث فيها الحشرات والصراصير والجرذان.. يعيش فيها إخوة لنا في الدين عيشة كفاف لا يجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس وجلهم أيتام أو أرامل أو عائلة زوج مريض.من للأرملة المسكينة التي مات عنها زوجها وخلف لها الأبناء ومع كل واحد منهم هم يثقل كاهلها بل هموم كالجبال من أين تدبر هذه الضعيفة إيجار بيتها وفواتيره ومصاريف الغذاء والملبس، والعلاج وغيرها.. سنورد بعض المشاهد لعلها تحيي القلوب الغافلة التي تنقلب في النعيم وتظن أن لديها هموما.
أرملتان فقيرتان تعيشان في بيوت آيلة للسقوط.. عندما انهالت الأمطار في احدى السنوات على الرياض لم تجدا حلاً سوى اللجوء الى المسجد مع أبنائهما حتى لا ينهار على كل واحدة منهما سقف بيتها وفي يوم ممطر كعادتهما خرجتا مع أبنائهما الى المسجد عادت إحداهما للبيت لتحضر بعض الأغراض الضرورية التي خافت عليها وعندما دخلت بيتها أغلقت عليها الرياح الباب لينهار المنزل عليها ويدفنها حية أمام عيون أبنائها..
فضمت جارتها أبناءها الستة مع أبنائها برغم ضيق حالها هي الأخرى..
عائلة لديها ثلاثة أبناء الابن الأكبر عليه دية 100 ألف ريال بسبب حادث سير ويعيشون في (عشة) سقفها من الخشب ومطالبين بإزالتها بعد شهر والأب لا يعمل ولديهم منزل صغير من دور واحد تم بناؤه بجمع صدقات ولكنه لم يكتمل لضيق حالهم ويعلم الله أين تذهب هذه الأسرة إذا انتهت المهلة ولم يجدوا من يساعدهم في إكمال بيتهم.
احدى الأرامل لديها أربع بنات دفعتها الحاجة إلى أن تعمل (صبابة قهوة) المشكلة أن عملها في المناسبات والأفراح التي تقام ليلاً وتخشى على بناتها من الفساد والانحراف.
وغيرها من المشاهد كثير مما يدمي القلب ونحن عنهم غافلون أو متغافلون أين نحن من هؤلاء كيف يطيب لنا العيش وبيننا اخوان يعيشون مثل هذه الحال. أين وصية رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم أن نكون كالجسد الواحد.
لو أن كل عشر عائلات تكفلت بأسرة فقيرة واحدة وتفقدت أحوالها لما بقي لدينا محتاج.
إن هؤلاء الاخوة اجتمعت عليهم مصائب الفقر والجهل والمرض أحياناً فمن لهم بعد الله سوانا أخشى أن يسألنا عنهم فماذا أعددنا.
يا صاحب الأموال والأسهم ساهم مع الله تربح الأجر والطمأنينة. أسهم الدنيا تجلب لك الأمراض النفسية والجسدية مهما كان ربحها المادي فقد حصلت عليها بعد أن خسرت وقتك وصحتك وضيعت بيتك وما قدمت لنفسك شيئاً فمهما كانت أرباحها لن تعوضك ما خسرت.
إن ما تقدمونه من مال لمساعدتهم فهو مال الله استخلفكم فيه وتقدمونه لأنفسكم أولاً فأنتم بحاجة لأجر مساعدتهم أكثر من حاجتهم لكم.
والإنسان يقاس بإنجازاته الخيرية. لماذا لا نكف عن مراقبة الشاشات والمؤشر والأرصدة البنكية قليلاً ونراقب أرصدة الحسنات ومؤشر الخير لدينا.