هذه الوظائف الشاغرة.. لماذا؟
عابد خزندار

هناك، ولك أن تعجب، وظائف شاغرة في الحكومة في ظلّ وجود بطالة مستشرية، ومحاولات مستميتة للقضاء عليها، هذا في الوقت الذي تزداد فيه علينا أعباء الحياة وتكاليفها، وقلت فيه انّ وزارة الخدمة المدنية صرّحت بأنّ عدد الوظائف الشاغرة في الجهات الحكومية 155764 ألف وظيفة تمثل 13% من الوظائف المعتمدة في الميزانية، واليوم قرأت في إحدى الصحف أنّ هناك 40 ألف وظيفة شاغرة أيضا في الدوائر الحكومية وبالذات لدى أربع وزارات، ولم يشرح أحد سواء وزارة الخدمة المدنية أو غيرها الأسباب شرحا مقنعا، على أنني لا أحسب أنّ هذه الشواغر راجعة إلى عدم وجود متقدمين لها، والوزارة نفسها لم تقل أنها أجرت مسابقة ولم يتقدم لها أحد، ولهذا فإنّ وزارة الخدمة المدنية نفسها مسؤولة ولو جزئيا عن وجود هذه الشواغر، وهذا لا يعفي الوزارات الأخرى المعنية، أي التي لديها شواغر من المسؤولية، إذ أنّ عليها في حالة وجود الشواغر أن تتابع الموضوع مع وزارة الخدمة المدنية، وتلحّ عليها كلّ الالحاح، ونحن بدورنا كمواطنين ينبغي علينا متابعة هذه القضية، والكتابة عنها بصوت صارخ دون كلل أو ملل، وهناك قضية أخرى لها علاقة بقضية الشواغر، وهي وجود أجانب في وظائف حكومية يمكن أن يشغلها سعوديون، وهي في مجالات غير الطب والهندسة والتخصصات النادرة، فلماذا لا يجري توطين هذه الوظائف، أم أن وزارة العمل لا يعنيها سوى القطاع الخاص وتوزيع البطاقات الملونة عليه، وتنأى عن التدخل في القطاع الحكومي، مع أنّ من واجبها أيضا توطين الوظائف فيه، وهذه أيضا قضية يجب أن نتابعها ونكتب عنها بصوت صارخ.