ضحية جديدة من ضحايا العنف الاسري ... طفلة تتعرض للضرب والحرق والتعذيب على يد والدها والشؤون الصحية ترفع تقريرا بذلك
عرعر – فهد الجهني :
ادخلت طفلة لم تتجاوز الثمانية سنوات مستشفى عرعر المركزي حالة نفسية وصحية سيئة جداً ، بعد تعرضها لحادثة عنف اسري جديد يضاف الى مسلسل حوادث العنف الاسري التي شهدتها السعودية مؤخرا تعرضت فيه الطفلة للضرب والحرق في الظهر واجزاء من الجسم من قبل والدها الذي اعترف بقيامه بضربها وحرمانها من الاكل وحبسها لمدة ثلاثة ايام وتعاني الطفلة "اثير" من كدمات واثار للضرب والحرق في الجسم ، وهي في حالة نفسية حرجة للغاية واوضحت مصادر طبية مطلعة في مستشفى عرعر المركزي أن المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية الدكتور فيصل الثبيتي زار الطفلة في المستشفى طلب تقريراً مفصلاً عن حال الطفلة تمهيداً لرفعه إلى الجهات المختصة ووجه الأقسام الطبية بتكوين لجان مختصة لرفع تقارير طبية دقيقة عن حالها».
وأحالت شرطة الحدود الشمالية قضية الطفلة اثير إلى هيئة التحقيق والادعاء العام طبقاً لمصدر رسمي فــي الـشـرطـة والـذي وصف الحادثة بأنها «عمل غير إنساني خال من المشاعر ومبادئ الإنسانية، وهو أشبه بعمل حيواني جنوني وتصرف سادي لسلوك عدواني وتصرف غير مسؤول ضد طفلة».
وحاولت اخبارية رفحاء الاتصال بعدد من المسؤلين في "الشرطة" الا أنها لم تتلقى منهم أي اجابة على الموضوع
أوضح أستاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعات الشرعية الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور حسن سفر ، أن الإسلام نظم العقوبات وفق المقاصد والغايات التي أشار لها قوله تعالى: «ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب»، مضيفاً أن ظاهرة العنف الأسري وتعذيب الأطفال والزوجات انتشرت بشكل مخيف في المجتمع، الأمر الذي دعا إلى إيجاد عقوبات رادعة تتناسب والجريمة التي ارتكبت.
وقال سفر في حديثه السابق : «إن الشارع الحكيم نهى عن تعذيب الحيوان أوقتلها صبراً، فما بالك بالإنسان، والقضاء الشرعي إذا حكم بسجن أو قتل والد نتيجة قتله وتعذيبه لابنه أو ابنته فإن هذا من باب التعازير الشرعية التي تناولها فقه العقوبات في الشريعة الإسلامية، وليس فيه تعارض مع قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يقاد والد بولده»، إذ أن الولد يشمل الابن والابنة». وأشار إلى أن مرامي الشارع الحكيم هو حماية النفس وصيانتها من التعدي، إذ أن ذلك يدخل في باب ما أعطته الشريعة الإسلامية من حقوق للقاضي في أن يحكم وفق المقاصد والأهداف لحماية المجتمع من الأذى، موضحاً أن الرأفة في العقوبة يجب أن تكون المعيار في التأديب، بحسب ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أمر باجتناب مواضع المقاتل من النفس، مثل الوجه، وأي مظنة تؤدي إلى إرهاق النفس. ودعا سفر المجتمع السعودي والآباء والأمهات إلى المحافظة على أطفالهم، وعدم التعدي عليهم بالقتل، فإن جنحوا فلا ينبغي أن يقابل هذا الجنوح إلا بالتأديب، وليس بالتعذيب والتشفي.ولفت إلى أنه يتعين على الجهات الاجتماعية والأمنية درس ظاهرة العنف الأسري، والحرص على عقد الندوات التوعوية والتثقيفية من طريق مجالس الأحياء ومنابر المساجد، نظراً لتفشي هذه الظاهرة بشكل كبير في بعض المناطق.