دعونا نواجه الحقيقة : أغلب الأزواج و الزوجات لا يشعرون بالسعادة في زيجاتهم .
فبعد سنة / سنتين من بدء الزواج , يبدأ ما يُشبه ” نفاد المشاعر ” , المخيف في الأمر أننا نلمس تقبلا ً للمفهوم القائل ( الحب الرومانسي لا يدوم ) , و نتيجة ذلك تدخل الرتابة في العلاقة الزوجية و يشعر كل من الزوجين أنه يحب الأخر لكنه لم يعد ” مغرما ً ” به !
و نجد هذا الوضع حتى عند من كان مؤهلا ً للزواج
الآن سنضع يدنا على موضع المشكلة , فأرجو أن نتحمل الألم قليلا ً .
الحب كنز , أليس كذلك ؟ لكن هل سبق و رأيت كنزا ً ملقى على الأرض ؟ بالطبع لا ! … فهو مدفون تحت الأرض و لاستخراجه لا بد أن تزيل أكواما ً من الصخور و الأتربة .
هذه الأكوام في العلاقات الإنسانية , هي ما يدعى :المشاعر السلبية .
فلا يمكنك الحصول على الحب قبل أن تتخلص من المشاعر السلبية و آثارها .
و الآن سنتحدث عن المستويات الأربعة لهذه المشاعر و التي تليها النهاية …!
فما هي إذا ً دلائل الوصول إلى مقبرة المشاعر ؟
1 – المقاومة
2- الاستياء
3 – الرفض
4 – الكبت
نبدأ مع المقاومة .. :
تنشأ المقاومة متى لاحظت أنك تبدي مقاومة اتجاه تصرف شريكك حيث تبدأ في نقده في مخيلتك.
هو غياب اهتمام لحظي بالشريك حين يسرد قصة ما للمرة الـ 10 . أو يبدأ بالتحدث في موضوع مقيت كأنواع سموم الفئران !
ببساطة إذا لم تصرح بحقيقة مقاومتك و تسوّي المشكلة مع شريك حياتك , فستزداد القصص المملة و ستتراكم “المقاومات” و بالتالي سننتقل إلى المستوى الآخر من موت العلاقة : ألا و هو …
الاستياء .. :
” المزيد من الكره لو سمحت ” هذا ما تطلبه منك نفسك حين تصل إلى مرحلة الاستياء , حيث تشعر بالغضب و التوتر , و ذلك حين تبدئين في إسكاته بحدّة في ذهنك .
و هنا أيضا ً لا بد من التعبير عن استيائك هذا إذا لم تكن تريد الانتقال إلى المستوى ما قبل الأخير من مستويات القضاء على العلاقة ألا و هو ….
الرفض .. :
حيث نجد الزوج يُكثر من الخروج من المنزل , أو نرى الزوجة تُكثر من إغلاق باب غرفتها على نفسها و تشكو زوجها لصديقاتها , فلنعلم أننا وصلنا إلى مرحلة ” الرفض ” حيث ترفض كل ما يصدر من الآخر من قول أو فعل أو عمل أو رأي .
في هذه المرحلة سيستقر رأيك على الطلاق لو كان بيدك ( لكن الطلاق في هذه المرحلة سيجلب الآلم و المرارة للطرفين )
نتيجة لافتقار الزوجين إلى الحوار في هذه المرحلة , نصل إلى أخطر مرحلة …و هي …
الكبت … :
و ذلك حين تكبت كافة مشاعرك السلبية لأجل العائلة , و حفاظا ً على السمعة …. إلخ …
من المرعب حقا ً أن الكثير من فالعلاقات الزوجية وصلت إلى هذه المرحلة
حيث يجلس الزوجان على طرفي الأريكة : هو يشاهد التلفاز و هي تطوي الغسيل ثم تنتهي من ذلك لتذهب إلى النوم قائلة ً : تصبح على خير
فيرد هو – دون أن يشيح ببصره عن التلفاز طبعا ً – : و أنت ِ من أهل الخير .
هنا نرى الزوجان عازفان عن كل شي : عن الحب و الكره , و السعادة و التعاسة … هو تأقلم مع الواقع و انتظار للموت ببساطة !
و كذلك الأمر حين ننظر للعلاقة المفترضة بين المراهق و أسرته , حيث يتدرج سبب إخفاء المشاعر أو المقاومة بين إهمال الأهل للمراهق و اعتبار المراهق ” فترة بتمضى ” و بين قمع للشخصية و تسلط مخيف عليها ! , و في الحلتين ستتدرج مشاعر المراهق السلبية بدءا ً من مقاومته للتعبير العلني عنها خوفا ً من العقاب و انتهاء ً بتأقلمه مع وضع أهله و جموده العاطفي اتجاههم . و بالتالي الشعور بتبدل المشاعر …
فحين يرى المراهق والده يتألم : فلا هو يكرهه فيتمنى ازدياد سوء حالته الصحية , و لا هو يحبه فيهرع لجلب الدواء لأبيه من تلقاء نفسه .
كيف نعالج الوضع و نطلق سراح الحب في قلوبنا ؟
لو ركزنا قليلا ً في المراحل الأربعة المردية إلى مقبرة المشاعر , سنلاحظ أن القاسم المشترك بينها هو ” الانفصال في المشاعر عن الشريك ” ,
إننا هاهنا نشبه طفل مكبوت مصاب بالتوحد ( و الذي هو انفصال عن الواقع ) فحين تعبر عن الحب لهذا الطفل سترى أنه لن يبدي أي استجابة ( مرحلة كبت المشاعر ) بعدها سيرفض حبك و يحاول الهرب ,
بإصرارك ….. ” سيستاء ” بشدة
و “سيقاومك ” بشكل بسيط
ثم ” سيستقبل ” معانقتك له بسرور
و الآن بالإسقاط على العلاقة الزوجية , ستجد إهمالا ً ن زوجتك لما تفعل , و بعدها سيرفض محاولات حبك ِ و ربما سيستهزأ منها , بعد ذلك ستلاحظ أنها ستحتقرك و قد تذكرك بهفواتك الماضية … اصبر …. فإن ثابرت ِ ستجدين أنها سيبادلك ِ الحب بحب ٍ أكبر , حتى أن أيامكما ستكون أجمل من أيام الخطوبة , لأنكما الآن اكتشفتما نواقص بعضكما البعض و تقبلتموها .
في نهاية هذه التدوينة , أدعو كل زوج اعتقد أنها ناكرة للجميل , و كل زوجة رأت فيه شخصا ً أنانيا ً … و أتمنى من كل مراهق فقد الأمل من أهلك و كل أب ٍ و أم ٍ ظنوا أن المراهقة ” شر لا بد منه ” , أدعوهم جميعا ً للمحاولة مرة أخرى فلا أحد ينجح من المرة الأولى .
==================