هذا المقال قرأته في جريدة الوطن اليوم وعجبني فيه غيرة الكاتب على اخوانه المسلمين وعلى دينه
اتمنى ان ينال على اسحتسانكم
عبدالرحيم محمد الميرابي
لماذا يكثر اللهو في رمضان ؟! من المؤلم والمؤسف والمعيب والمخجل، ومن ضعف الإيمان أيضاً أن ننفق الوقت في شهر رمضان في اللهو واللعب والتسكع في الشوارع والأسواق والميادين، أو في السهر والسمر بالتسمر أمام الفضائيات، من الغروب إلى الشروق، ثم النوم طوال النهار.. إن عبثاً كهذا لا يليق بنا بصفتنا مسلمين مطالبين بشد المئزر للقيام والصيام وتلاوة القرآن والإكثار من الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار في هذا الشهر الكريم الذي اختاره الله للمسلمين، وأنزل فيه القرآن، وخصه بليلة القدر، ونزل فيه الملائكة والروح، وصفد فيه الشياطين، وجعل فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
منا من يتجاهله، ومنا من يفسده، ومنا من يحاربه، وها أنتم ترون أنه أمسى هدفاً لترويج وتسويق الأغاني والمسلسلات والمسابقات والأفلام، وبشكل متزايد عاماً بعد عام؟! فما إن تنتهي الشركات ـ قاتلها الله ـ من العبث بروحانية رمضان فائِتٍ حتى تبدأ التخطيط لطمس هوية رمضان قادم، فتشمر عن سواعدها وتشد مآزرها، فنلحظ استعدادها يجري على قدم وساق ينذر بالمزيد من وسائل تبديد الوقت وهي تنقلنا من قناة إلى أخرى، مضيفة المزيد من مشاهد الإغراء والمجون، في سباق محموم مع الزمن، كيلا يحل رمضان إلا وهم مطمئنون أنهم قد أعدوا له ما استطاعوا من نساء ورجال لمحاربته، وقد لا أكون مبالغاً لو قلت: كأنهم يعلنون دون حياء الحرب على الله ورسوله، حين يصرون على ملء السماء بصور العري والتفسخ، في الوقت الذي يملأ الله فيه السماء بملائكته ينزلهم على عباده الصائمين القائمين العاكفين، فمالهم، ألا يستحون؟ ثم متى وفي أي شهر سيحين لهذه الفضائيات أن تهجد، وتكبل شياطينها بالسلاسل والأصفاد ليتفرغ الصائمون لرب العباد بلا لهو أو فساد؟! ثم أليس من القائمين عليها مسلمون، يتقون الله في إخوانهم المسلمين؟! وفي هذا عتاب للشاعر يحيى واصلي يقول فيه:
رمضان ماذا قد يجول بخاطري
وعلى رموش الغيد شوّه ناظـري
جاءت إليك خواطري مكلومة
مثل الفريسة في مخالب طائر
وقفت على متن الهزيمة أحرفـي
وكذا تموت على الهوان مشاعري
العجيب أنهم حين يروجون لأعمالهم يحرصون على ختمها بعبارة (رمضان كريم)، فأي كرم هذا الذي يكرّمون به رمضان؟!.. يا جماعة نحن بحاجة إلى تغيير مفاهيمنا عن شهر رمضان بعد أن أصبح المفهوم عنه بأنه شهر الكرم بالإسراف في المسلسلات واللهو والسهر، والإمساك بالريموت أكثر من الإمساك بالقرآن.
أما نصيحتي الأخيرة فهي ألا تذهبوا للتسوق وأنتم جوعى، بل اذهبوا عندما تكونون متخمين بالطعام، وبعد خروجكم مباشرة من أقسام الطوارئ بالمستشفيات، اتجهوا إلى أقرب مركز للمواد الغذائية، ثم إلى أقرب مركز لدورات المياه، وكل عام أنتم بخير