[align=justify]
- 4 -
بقلم .. دانيال
- هذيـان
في الروضة، شنطه حمراء صغيره، كانت تحمل مرساماً وألواناً كثيره، كنت اتأمل في تلك الأعواد الخشبيه التي أشتراها أبي وأمي، لطالما كنت أتباهئ بها أمام أقراني .. ، وفي يوماً من الأيام عدت إلى الفصل حاثاً خُطاي لأرسم، صُعقت بعدم وجودها، فجُلت الفصول، وعبرت القارات والبحور، لأياماً ودهور ، إلى أن شخت ، وما زلت ، حتى الأن، أبحث عن ألواني التي سُرقت.
كانت دموعي تتساقط، في غرفتي التي سكنها الأشباح، كانت بلا ألوان، قاتمة لا روح فيها ، كنت أشد الرحال بين جزيرة وأخرى، في الخيال الذي أطاح بعقد الرجال، ومن شدة الهول أصبح ذاك الشئ : " لا يُطاق " فقررت : ( XXXXXXXX ).
مًخملية الجلد ذات نحرَ ، ألهمتني ذات صباح بعذوبتها ، بعد أن تحدثت لي عن فُتوحتها ، كبلتني بدواعج عُيونها ، أسقمت قلبي، فلم أستطع كراً ولا مفر، أسلمت لها فلم أكن ذا عزيمة ولا قدر، قبلتني بثغرها المنصهر، نظرت لي وقراءت كل ما كان يجول في خاطري ، قصص مرتبه كنت سأسردها لها في ذاك الصباح ولاكنني تفاجأت بخذلانها الذي لا يُغتفر.
- الوجود
نحن ندرك بأننا فانون وإن كنا غافلين عن ذلك أو مُتناسين عنه بشكل عفوي أو غير عفوي. خصوصا في خضم الحياة العصرية التي نعيشها بالتأكيد سوف لن نعير ذلك الشي القاسي أي انتباه. هل حقاً نعتقد بأننا سوف نخلد في هذا الوجود. إن كنت تعتقد يا قارئ هذه المقالة بأنها موعظة دينية فأنت مخطئ إنما هي فلسفة لوجود ولأمر حتمي منطقي غير قابلاً للنقاش في وقوعه وإنما هو قابل للنقاش للماهيات التي تدور حول هذا الأمر.
في كل دقة لعقرب الثواني في ساعة الحائط تنبيه بأنك أيها الموجود سوآءا (إنسان ،حيوان ،جماد) كبيرا كنت أو مُتناهي الصغر في حجمك أنك تحتضر وتتقدم إلى الفناء أي الانعدام عن كل هذا الوجود.
يصعب في بعض الأحيان سياق بعض الحروف وثنيها من العقل لتخرج متناغمة حتى يمكن سردها على مسامع قلوب النخبة من الناس وكل ذلك لأجل إيقاظ بعض التساؤلات التي تحار فيها العقول والتي هي في الأساس مبادئ كان من الواجب زرع جوهر حقيقتها في نفوسنا منذو الصغر. ولأنها كانت وما زالت غائبة عن من هم سبقونا فهي كذلك ستبقى غائبة عن عيون المتعلقين بهذا الوجود.
وللحظات قد يعيشها الفرد منا مع ذاته حين يسمع بفناء إنسان كان خليله، يفكر وبشكل غريزي بدافع الفضول مالذي سيحدث له بعيداً عن أي تسربات دينية لذلك الدافع.
وإن كان هذا الوجود المتحلي بالنجوم والأقمار والشموس العظيمة ذو خصائص فريدة التي هي من نتاج الأساس وإبداع العقل الأول ستنتهي ديناميكيتها في وقت لاحق من الزمن وقد أعطيت لك الفرصة لكي تعيش في هذا العالم المليء بالإبداعات وأنت مٌجرد حلقة في هذه السلسلة ستنتهي حالك ملحوقا بما شابهك. فنصيحتي لك أن تجعلها تجربة جميلة تشعرك في لحظات الفناء بالشبع والزهد عن ما بقي لغيرك من الفانين.
[/align]