قبل سنوات مضت وانقضت كنت أجلس مع صديقي التاجر في رمضان جاء إليه رجل مجنون رث الثوب أشغث الشارب واللحية ...
وطلب صدقة أعطاه صاحبي 50 ريال
نظر المجنون إلى خضارها الباهت وقال : الله يرحم والديك زيدني هذي ما تكفي صاحبي ما كأنه
سمع
طناش
والمجنون يقول : الله يرحم والديك زيدني
وصاحبي طناش
الا والمجنون يناظر بصاحبي ويقول له : الله يرزقك بهذا الشهر الفضيل زيدني
الا و دعاء الرزق يحرك كل ساكن في جيب صاحبي التاجر ويخرج له 200 ريال
على الدعوة ...
ضحكت وقلت لصاحبي رحمة الوالدين ما آثرت فيك لكن لما دعا لك بالرزق خرطت الجيب خرط...
هكذا هو الانسان مقتنع بعقله لكن غير مقتنع برزقه وقليل ما هم القانعين بهذه الحياة ...
أذكر في يوم من الايام وعقب صلاة العشاء في المسجد قام أحد الدعاة وألقى خطبه
بدأت بالوعيد والثبور وعن عذاب القبور .... وإذا بالناس قيام وانصرف أغلب من في المسجد الا
محسوبكم دماغ وكم شايب شكلهم ما يسمعون زين ...
خلص الداعية واستقبلته استقبال المحاربين في الاحضان والتقبيل ...
وقلت له : يا بني رغبوا و لا ترهبوا شوف كيف إنصرف الناس عن حديثك ...
يا ولدي تبغى الناس تسمع لك وتجلس ...
قال : و من لا يريد ذلك
قلت اسمع ونفذ: إذا مسكت المايك يا شيخ
استهل خطبتك وقول : ساتحدث لكم اليوم عن مسببات زيادة الرزق وعلاج الفقر والضنك
ثم تكلم كما تشاء ستجد القوم جلوس مستمعين لما تقول
قال : برأيك ينفع
قلت : كيف ما ينفع متى محاضرتك القادمة
قال : يوم الثلاثاء في مسجد الابرار بعد صلاة المغرب
قلت خلاص اول ما تتكلم تكلم عن مسببات الرزق ثم بعدها دخل ما شئت من مواعظ ولكن خلك رقيق ورغب بخير الدنيا قبل الاخرة ...
وبالفعل مرت الايام وصليت في مسجد الابرار وقام الشاب بعد صلاة المغرب إلى المايك
وبدأ بالصلاة والسلام على خير الانام صلى الله عليه وسلم
قام ما يقارب 4 اشخاص قبل أن يذكر العنوان
ولما قال مقولته التي لقنتها له : مسببات زيادة الرزق وعلاج الفقر والضنك
أعتقد إن لم تخني الذاكرة بعض من هم بالخروج والانصراف بطلوا وقاموا يصلوا السنة واستندوا على جدار يكملوا المحاضرة ....
وبالفعل نجح الشاب في ترغيب المصليين بالاستماع وايصال ما يريده من نصح ولكن مغلف ومبطن بموضوع آخر ذو أهمية لدى المتلقي....
دائما الرزق هو معضلة البشر في هذه الحياة ويأخذ جل اهتمامهم....
غير مدركين أن الرزق قدر ومصير يلحق صاحبه مثله مثل باقي الاقدار ولكن يلزمه السعي في طلبه والمثابرة
كتبت على عجل لارتباطي بمواعيد رمضانية
تقبلوا مني خالص التقدير والمحبة
فارتقبوا إني من المرتقبين
حظ موفق
دمــــــــــــــــــــــــــــاغ