الآستثمار في الذات
وقد يسمى الإستثمار في رأس المال البشري
"الإستثمار في نفسك هو أفضل استثمار يمكنك عمله|.لن يسعد ويطور حياتك فحسب,بل سيطور ويسعد حياة الآخرين من حولك
" -مجهول
تخيل لو أنك تستثمر كل يوم في نفسك. في دينك في عقلك في جسمك في مهاراتك. العوائد ستكون خيالية لأنك تطور من نفسك ولا تتوقف عن ذلك حتى تبلغ المشيب
تسعى لطلب العلم الشرعي ومحاولة تطبيقه بالمحافظة على الفروض والواجبات وتعاهد النوافل
تهذب نفسك بإكتساب الأخلاق الحسنة والتعود على الآداب الكريمة وصقل الصفات الحميدة. فقد قال صلى الله عليه وسلم :"إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم. رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، وصحيح الجامع.
وكذلك المحافظة على صحتك والسعي لإمتلاك وزن مثالي وعضلات متناسقة يتطلب إستثمار الجهد والوقت في التمارين الرياضية
والإستثمار في صقل مواهبك وتطوير قدراتك والتركيز على تقوية جوانب القوة لديك. ودعم وتحسين جوانب الضعف.
بالنسبة للزواج ,
للرجال بدلاً من أن تبحث عن المرأة ذات الدين الصالحة الخلوقة الحكيمة عليك أنت أن تكون كذلك. أسعى لتطوير نفسك في دينك وزيادة إيمانك. كذلك كن رجلاً بمعنى الكلمة بأخلاقك وإلتزامك بمبادئك وغيرتك على محارمك وكن منجزاً في عملك وسعيداً مع أهلك. تحلى بالحكمة أسعى لطلبها من مصادرها. لتحيا حياة سعيدة فالطيبون للطيبات. تريد زوجة رشيقة حافظ على تمارينك الرياضية ولا تنسى إمتلاك ست عضلات في البطن فهي علامة الجودة -مجرد مزحة ,لكن في الحقيقة هي الخط الدفاعي الأول ضد أن تمتلك ما يسمى "كرشة" ,فحافظ عليها وتعتبر شئ جميل - . وتريد زوجة أنيقة حافظ على أناقتك وهل تريد زوجة مدبرة مثالية للمنزل. تولى أنت مسؤوليات المنزل وأثبت بجدارة أنك كفؤ لإدارته وأطرب مسامعها بعبارات الثناء والمديح على ما تقدم وتفعل والتنبيه المؤدب على ما أخطئت به.
مهما أردت من شئ حاول أن تتحلى به أولاً ثم تسعى لتعليمه زوجتك وتثقيفها ومشاركتها الحياة بسعادة. أما إذا طالبت بأشياء لا تتحلى بها ولا تسعى لإمتلاكها, فلا تتوقع أن تحصل على شئ ففاقد الشئ لا يعطيه.وأهم شئ الدين وأن يفهمه بشكل صحيح دون تشدد ودون تميع. بل التوسط وأن ينعكس إلتزامه على أخلاقه وتعامله
قال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي وغيره.
بالنسبة للمرأة فلا تنتظر الزوج ليأتيها بل تسعى لتكون أمنية كل زوج. بالمحافظة على دينها والإزدياد في صلاحها وزيادة علمها والسعي لتطبيق العلم الشرعي وتهذيب أخلاقها وصيانة حيائها عما يخدشه والإلتزام بعبائتها الساترة وتعلم فنون الطبخ وفن تدبير المنزل وكذلك فنون الإتيكيت . ولكل واحد من الثلاثة أعني تدبير المنزل ومشتقاتها لها كتب بهذه العناوين في المكتبات. وكذلك المحافظة على الوزن وإتقان فنون التجميل والأناقة. كل هذه الأشياء يجعل منها مثالية يتلهف الكثير لطلب يدها الكريمة النبيلة . وهي تختار ما يروق لها.أهم شئ الدين وإلا كل شئ غيره يأتي مع الوقت. يتعاون الزوجان لتطوير أنفسهما ولكن يجب أن يكون الأساس راسخاً وهو الدين .
مرة ثانية وثالثة أهم شئ الدين .فهل تم ذكر شئ عن الجمال أو المال أو الحسب؟
لا, بل الدين مقدم على كل شئ. فالدين هو رأس المال.وليس شئ صعباً أو مستحيلاً.
قال الله تعالى{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }.سورة العنكبوت
قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.سورة الطلاق
وما سوى الدين من المهارات التي تم ذكرها يمكن تنميتها لكي تسهم في صقل شخصية فريدة متوازنة سعيدة .
وقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في نكاح ذات الدين فقال : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري ومسلم
وبالنسبة للنساء فهذا مقال رائع -أضغط هنا- أسمه تغريدات عن المرأة
ومن الإستثمار في الذات في شراء الكتب المفيدة وقرائتها والعمل بما تعلمته منها. وكذلك حضور الدورات والمحاضرات والمؤتمرات المفيدة النافعة
كذلك التخطيط الشخصي لتطوير الذات ورسم خطط طويلة الأمد لتحقيق أهداف دينية ,علمية ,عملية ,إجتماعية . والتثقف في المجالات الصحية والمالية وغيرها
وأهم ما تستثمر فيه هو طلب العلم الشرعي.فهو يصحح لك العبادة التي من أجلها خلقت.ويقربك من الله ويزيدك خشية وبصيرة ويعينك على الدعوة إلى الله
قال ابن عثيمين رحمه الله:"إن العلم الذي هو محل الثناء هو العلم الشرعي الذي هو فقه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عدا ذلك فإما أن يكون وسيلة إلى خير أو وسيلة إلى شر؛ فيكون حكمه بحسب ما يكون وسيله إليه ". وفي القران:"وقل ربي زدني علماً".