في الماضي :
كانت في أيام شبابها أماً طيبة كريمة تعطي من دون استثناء تتعامل معهم بكل طيبة و رحمة و كرم .. لا تبخل عليهم بشيء كلما طلبوا منها شيء لبته لهم ... دائمة الستر عليهم حينما يخطؤون في أفعالهم و تصرفاتهم ولا تشتكي لأباهم الشديد
ضحت بالكثير من الأشياء حتى لو كان على حساب فرحتها المهم أن لا تبخل على أبنائها و بناتها ... و من كثرة همومها أصيبت بالشلل الرباعي " شافاها الله "
أما اليوم :
و مضت الأيام و السنين ... و ابيض الشعر و ضعف الجسد و رحل من رحل مع أبيهم و بقي من بقي من فلذات كبدها
تحب ابنتها الكبرى و لكنها تنام عنها فتئن و تصرخ و تبكي من شدة الوجع و المرض إنا لله و إنا إليه راجعون
و عندما تجوع يقدمون لها الوجبة السريعة و الخفيفة " إندومي " ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
يضجونها بصراخ الأطفال الأحفاد !!
و برغم هذا كله لازالت هذه الأم تحب هذه الإبنة الكبرى برغم أن بقية من بقي من أبنائها يتمنون لو أنها تأتي و تعيش عندهم
فأين العدل ؟ و أين الرحمة ؟ و أين البر الحقيقي من أجل الله وحده
أم أنه الصبر و التحمل من أجل الفوز بالغنيمة التي يسمونها " الورثة " المرتقبة بعد موتها
أستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم يهدينا و يهديهم و يصلحنا و يصلحهم ... آمين
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك