الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :-


فقد قال صلى الله عليه وسلم (إن الدينَ النصيحةُ ، إن الدينَ النصيحةُ ، إن الدينَ النصيحةُ . قالوا : لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : للهِ ، وكتابِه ، ورسولِه ، وأئمةِ المؤمنين وعامَّتِهم ، وأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم). صححه الألباني.



فإن كثير من الجهات التي تقدم خدمات لإقراض الشباب تقوم بإيصالك لبنك التسليف بحيث تكون حلقة وصل بينك وبين بنك التسليف، ودفعاتك تستلمها من بنك التسليف.

ولأن بنك التسليف يطلب مبلغ يسمونه رسوم تكاليف إدارية، ولا أعلم ما حقيقته، فبعض أهل العلم يسمي ذلك تحايل على الربا ، والأمر مشتبه لدي جداً، قال صلى الله عليه وسلم : الحلالُ*بيِّنٌ*والحرامُ*بيِّنٌ*وبينَ*ذلِكَ أمورٌ مشتبِهاتٌ لاَ يدرى كثيرٌ منَ النَّاسِ أمنَ*الحلالِ*هيَ أم منَ الحرامِ فمن ترَكَها استبراءً لدينِهِ وعرضِهِ فقد سلمَ ومن واقعَ شيئًا منْها يوشِكُ أن يواقعَ الحرامَ كما أنَّهُ من يرعى حولَ الحمى يوشِكُ أن يواقعَهُ ألاَ وإنَّ لِكلِّ ملِكٍ حمًى ألاَ وإنَّ حمى اللَّهِ محارمُهُ
صححه الألباني


والمبلغ الذي يطلبونه يزيد كلما زاد المبلغ المطلوب للتمويل حتى يصل إلى 45000 ريال!!
هذا الكلام ليس من عندي وإنما من موقع بنك التسليف نفسه وذلك في اللائحة التنفيذية – المادة العاشرة، وهذه صورة من جدول الرسوم:



وهنا رابط اللائحة للتأكيد:
http://www.scsb.gov.sa/MasaratProgramRegulations.aspx


والحقيقة لا أعلم ماهو المجهود الذي يقومون به كلما زاد المبلغ، أليست العملية إلكترونية؟

وأنا الحقيقة ممّن تضرروا بسبب فرض هذه الرسوم فبعد انتظار أكثر من سنة، فوجئت بالمطالبة بهذه الرسوم وعندما سألت بعض أهل العلم كانت في الحقيقة الإجابات مختلفة، وحيث أن بعض تلك الفتاوى مسجلة أحببت أن أعرض عليكم التسجيل.


أولاً / سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
سألته مرة فقال لي "ماتصلح" وسألته مرة أخرى وأيضاً نصحني بتركهم
ومرة ثالثة سألته في مسجده وإليكم الإجابة صوتياً.


التفريغ:

السؤال: أحسن الله إليكم يقول السائل طلبت قرضا من بنك التسليف لعمل مشروع تجاري فطلبوا مني مبلغ 2000 ريال ذكروا أنها رسوم تكاليف إدارية، تكون غير مبلغ القرض وجزاكم الله خيراً فما حكم هذا؟

الجواب: والله هذه الألفين إن كانوا صادقين إنها مقابل خدمات من تسجيل ومن عمل.. وإن كانت زيادة مايصلح يعني إن كانت صدق إن هذه الألفين تكاليف .. وإن كان الأمر خلاف ذلك فالواجب أن لا يأخذوا شيئاً. أن يقدروا الخدمات على قدر النفقة أما يقولون فرض 2000 ريال وقد يكون الواقع أنه يكفيها أقل من ذلك مايصلح هذا الشيء.

هنا المقطع الصوتي المسجل للكلام السابق

------------------

ثانياً / الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله


التفريغ:
السؤال: يقول أحسن الله إليكم طلبت تمويلاً من بنك التسليف وذلك لعمل مشروع تجاري وقيمة المشروع 160 ألف ريال ولكنهم طلبوا مني 2000 ريال قبل تسليمي القرض علماً أن المبلغ يزيد كلما زاد المبلغ المطلوب وهم يقولون إن هذه الرسوم رسوم تكاليف إدارية فهل يجوز لي دفعها للحصول على القرض؟
الشيخ: هذا أي .. البنك السعودي يعني الحكومي؟ يقول البنك السعودي؟
القارئ: إيه نعم أحسن الله إليك.
الشيخ: إستغن ِ يغنيك الله .. إستغن ِ عن الشبهات، لأنه مادام أن الرسم يزيد بزيادة المبلغ هذا معناه أنه شيء من الفوائد، لو كان أعمال إدارية يعني في مقابل الأعمال الإدارية لكان المبلغ مقطوعاً، لأن العمل الإداري سواء كان المبلغ مائة ألف أو مائتين ألف لا يختلف، فإذا كان يزيد بزيادة القرض معناها انه فوائد، والله أعلم.

هنا المقطع الصوتي المسجل للكلام السابق.

------------------

وشبهة الربا في رأيي وكما اتضح من عدة أوجه:
1- أن المبلغ يزيد كلما زاد مبلغ القرض المطلوب كحال القروض الربوية.

2- أن بنك التسليف جهة حكومية تقوم بمساعدة المواطنين فمن المفترض أن يكون الإقراض بدون أي فوائد أو أعباء مالية على المواطن، خصوصاً أنهم لا يطالبون أصحاب القروض الأخرى الاجتماعية أية مبالغ، بينما يطالبون أصحاب المشاريع.


3- أنه لا يتصور أن المجهود الذي يبذله الموظفون عند دفع 100 ألف يزيد عندما يتم دفع 100 ألف وريال
حيث الأول حسب اللائحة يدفع 1000 ريال والثاني يدفع 2000 ريال مع أن فارق تكلفة المشروع هو ريال واحد فقط ( حسب اللائحة )
فعملية التمويل حسب تصوري وتوقعي هي عملية إلكتروني سواء كان مبلغ التمويل المطلوب 20 ألف أو 4 مليون في تصوري العملية واحدة مجرد (ضغطة زر) لا تستلزم أية تكاليف أو أعباء إدارية من حيث زيادة عمل الموظفين


4- أنه لايوجد هيئة شرعية في البنك وإنما الذي فرض هذه الرسوم هم الشؤون القانونية بالبنك، مما يجعل هذه الرسوم محل شبهة حيث لم يوافق عليها عالم معتبر، وعندما سألت الشؤون القانونية قالوا لي أن لديهم فتوى من المفتي ولكن مع الأسف ليس فيها فتوى بجواز هذه الرسوم!


هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.