هذا ما بحثت عنه وحبيت افيدكم ونكون يد وحده ونتعاون
مقومات الباحث الشرعي
قال الله تعالى: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة : 122]، وقال النبي r فيما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث معاوية بن أبي سفيان ": «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».
وقد اتفق العلماء على أن علم الفقه من أشرف العلوم؛ لتعلقه ببيان أحكام الشريعة الغراء من الحلال والحرام، فهو الحاكم على أفعال المكلفين، وهو قانون الحياة ودستورها.
وما سواه من العلوم إنما هو خادم له، وأداة للفقيه تعينه على أداء مهمته التي هي مهمة الرسل، التي ابتعثهم الله من أجلها.
ولذلك فإن العمل في حقل البحث الفقهي يتطلب الإحاطة بكافة العلوم العربية والشرعية من فقه وأصول وتاريخ الفقه وقواعد فقهية ونظريات ودراسات معاصرة واقتصاد وقانون، ومنطق وكلام ولغة وتفسير وعلوم القرآن وحديث دراية ورواية وتاريخ، بالإضافة إلى الإلمام بالمصادر والمراجع المتعلقة بكل ذلك، والإحاطة بمناهج البحث العلمي، والقدرة العقلية على الفهم والاستنباط، والتفكير المنظم، مع القدرة على التعامل مع المخطوطات نسخًا ومقابلةً وتحقيقًا، وبالإضافة أيضًا إلى العلاقات العامة والخاصة مع الأساتذة والمشايخ والأوساط العلمية، مع دراية بلغة أجنبية (ولتكن الإنجليزية)، مع شيء من الثقافة العامة، وفقه الواقع المعاش.
تلك باختصار هي مقومات الباحث الشرعي، وعلى قدر ما يتقنه من ذلك تكون مرتبته، ويتحدد مستواه.