الأحد, 14 سبتمبر 2008
م. طلال القشقري
قلقِتْ مواطنة على زوجها المواطن الأربعيني إذ أصابه الأرق فصار لا يهجعُ من الليل إلا قليلا ، وعندما تسأله: (يبو) فُلان: (وِشْ فيكْ)؟! يُجيبها حزيناً ومُردّداً: لا شيء ، الله (يجيب) الخير ، وفي صباح يوم وجدت تحت وسادته ورقة فاستغربت وجودها ، وأيقنت بحسّها الأنثوي أنّ فيها سرّ وسبب أرق زوجها ، ففتحتها وقرأت ما فيها مكتوباً بخطّه:
راتبي الشهري من وظيفتي = (8000) ريال.
إيجار الشقة = (1700) ريال.
قِسط السيارة ومصروفاتها = (1600) ريال.
مقاضي الطعام = (1000) ريال.
راتب الشغّالة = (800) ريال.
فواتير الخدمات = (1000) ريال.
مستلزمات الأبناء والبنات والعلاج والمدارس = (1800) ريال.
المتبقي من راتبي = (100) ريال لا غير!!.
فكيف أوفّر لشراء أرض بمئات الآلاف من الريالات ، وحتى لو مُنحتُ واحدة ، فمتى؟ بعد أمدٍ بعيد!! ، وأين؟ في مكان قصيّ!! ، وحتى لو تمكنتُ من شراء واحدة ، فمتى يحين دوري للحصول على قرض الصندوق العقاري؟ بعد أجلٍ طويل!! ، وحتى لو حان مُبكّراً فهو لا يكفي لبناء نصف بيت ، وحتى لو اقترضتُ من بنكٍ أو من مؤسسة التقاعد ، فكيف أعيش وأهلي بعد أن يلتهم أحدهما جُلّ راتبي المتواضع لسنوات عديدة تسديداً لأقساطه؟؟!!
فرغت الزوجة من قراءة الورقة وأعادتها لمكانها ، وفي الليل حاولت النوم فلم تستطع إليه سبيلا ، فسألها زوجها: أمّ فُلان (وِشْ فيكِ)؟! ، فأجابت حزينة ومُردّدة وهي تتقلّب يُمنة ويُسرة على سريرهما القديم الذي لم يستبدلانه بسرير جديد منذ بداية زواجهما:
لا شيء (يبُو) فُلان ، الله (يجيب) الخير ، الله (يجيب) الخير!!.
مقال للكاتب نقلته لكم
الله يجيب الخير معظم الشعب السعودي هذا حاله
ومن يعش هذه العيشة يحسد عليها
الله يفرج هم المواطنين والعاطلين والمسلمين أجمعين