شربة العلالي في التعليم العالي
في العام الماضي استقدمت وزارة التعليم العالي مشكورة ومغفورة 10 آلاف أكاديمي وافد من الدول المتطورة ومن دول العالم الثالث، وهذا ليس بمستغرب على الوزارة فهي دائماً حريصة على معالجة بطالة العالم كله. أما بطالة المبتعثين السعوديين فلها حلول؛ فقد قامت وزارة البلدية بتزيين الأرصفة لاحتواء عشرات الآلاف من إخواننا العائدين من دول الابتعاث. وفي تقرير ديوان المراقبة الأخير عن عدد التأشيرات بيّن التقرير أن التشكيلة القادمة من الأكاديميين المستقدمين هم من جميع الجنسيات والنكهات من الهند ومن إفريقيا الجنوبية ومن أوروبا وأرتيريا وغيرها من الدول.
ولا أدري لماذا غضب بعض المسؤولين في وزارة التعليم العالي من هذا التقرير؟ ربما لأن الدنيا كانت في الماضي قبل نزاهة وقبل أن يفض ديوان المراقبة الغبار من على مكاتبه كانت «سكتم بكتم». وقد ضحكت من ممازحة مسؤول الوزارة لمسؤولي الجامعات عندما طلب شرحاً خطياً يشرح أسباب تجاوزات الجامعات في عدد الاستقدام وهي مداعبة لطيفة وممازحة من باب «صدقني يعني». طبعا لن أخبركم أن بعض الجامعات تكتب عقود الدكاترة وتتبادل التواقيع معهم عبر الإيميل قبل أن يدققوا الشهادات وذلك من باب التسهيل، ولن أخبركم بأنهم استقدموا دكتوراً أمريكياً وحجزوا له من أمريكا على الدرجة الأولى بمبلغ يزيد على ثلاثين ألفاً وعملوا له مأدبة عشاء عظيمة.
أخيرا نتمنى من الإخوان المبتعثين عدم إزعاج الوزارة وأن يحمدوا «ربهم» بأن كان ابتعاثهم مجانياً، وذلك لأن «الطمع شين ما هو زين»، وكذلك يحسن منهم أن يتمتعوا بهذه النكهات الأكاديمية العالمية ويتمتعوا بشرب «الشوربة» في وزارة التعليم العالي.
إبراهيم آل مجري
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٦٣٥) صفحة (١٤) بتاريخ (٣٠-٠٨-٢٠١٣)