كنا صغارا نهتم بالقصص كثيرا ، ونتمعض في حين فقداننا حلقة ما ،وحين كبرت حياتنا وشبت تفاصيلنا صار السماع للحكايا صدى من الماضي وأمسينا ننام على قصص حياتنا ، محاولين أن نحيك لها نهاية سعيدة.
خيال الطفولة لا زال بداخلنا يموج ، لكن ليس على هيئة رجل طائر أو مخلوق فضائي بل على هيئة بيت هانئ ، وحديقة نرجس وياسمين ، وأطفال مشاكسون ، وقلب دافئ يطوق روحا تشبهه.
خيال فقير يكتسح المستحيل ، يحلم وعلى آثار حلمه يقتات ،أن له ريشة خشبية نقش عليها اسمه وباترينا مملوءة بألوان الزيت ، ثم يخال أنه أنزل وحيا إلى اللوحة فاكتظت بأرفع الفنون.
خيال عاشق يسرح عند النجوم خيال فاقد يحتضن قميص حبيبته ،خيال صمت يغرق بين أمواج عاتيه أنين تاهت به الدنيا ، دموع تحفظ مقطرة بقنينة عطر ، ثوب ممزق هرول هاربا إلى صندوق القمامة ، مرآة كسرها القبح فانتثرت وأخيلة كثيرة يتداولونها بينهم ، ولكل نكهة سلافية تطرح رأسه وسادة ،
وماذا بعد ذلك سوى حلم في المنام يشغل قطعة من نومه ، فلعله - الحلم - صراط إلى نافذة وردية ، أو حبل ليف أودى بعنق شبح منتحر.