وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
كقاعدة عامة، ليس من عادتي توفير العون للمُهملين أو المُهملات في أداء متطلباتهم الدراسية؛ لأنها تتنافى مع مبدأ العدالة نظير أن هذه الواجبات الدراسية هي متطلبات ذاتية وتنافسية وذات حساب بقدر اجتهاد الدارس في بذل المجهود للقيام بها. واستنادا على هذه القاعدة العامة، عندما أقرأ جملة:
"أخوي عنده مادة...".
فإن هذا الوضع يدل على أمرين لا ثالث لهما:
# إما إنّني أواجه دارسا جامعيّا كسولا كسلا تراكميا لا طاقة للدارس بإصلاحه من تلقاء نفسه، بسبب فساد غايته النهائية ومبادئه العلمية. والجميل في هذا الأمر، أن الدارس الجامعي لا يتحمل وزر ذلك إلا قليلا لماذا يا شباب؟ لأن السياسة التعليمية الحكومية باتت مصممة على إنتاج تعليما فاسدا وهو "الكسول المرافق" وهو طالب علم لا يقدر على العلم من تلقاء نفسه،إلّا بمرافق ابتداء من سياسات القبول وبرامج التعليم انتهاء بالمخرجات الضآلة..
لا شكر الله سعيكم في التطوير، وسوّد الله أيادي التي تخطّ بغير علم أو هدى أو كتاب منير.
# أو أواجه ربّما " نموذج عائلة" مثال على المساندة التي هي أقرب للضرّ منها للنفع، فبئس المساندة. ولكنّي على أية حال، استبعد هذا الاحتمال، وأقرّ الأوّل، بأن أخو صاحبنا هو صاحبنا الأصلي وسواء علينا أخطأنا أم أصابنا في تقدير الذات السآئلة، فإن قدر الكسول لواقع، وماله من الله من دافع إلا من تاب وبيّن وأصلح، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين، وهو التواب الرحيم.
وبعد،
ما حملني على المشاركة هنا هو رفض أستاذ المقرّر علانية شرح المفردات الواردة في الواجب(أو التكليف) الدراسي المطلوب. وهذه الحالة تعتبر حالة متقدّمة متطوّرة تصيب بعض الأساتذة الجامعيين ب"النّعرة التعليمية" نظير عدم استجابتهم السريعة أو المرنة أو المعتدلة مع الوقائع التعليمية المفروضة قهرا وقسرا بقوّة السلطان لاستيعاب تغييرات المرحلة الراهنة.
وتشير أعراض النعرة التعليمية، أن الأستاذ الجامعي المصاب بها، لا يمكنه أن يمارس أو يؤدي عملية تعليمية طبيعية لفشل العلاقات بين أطراف العملية التربوية التعيلمية : الأستاذ، الدارس، البيئة، المقررات...الخ.
وبناء على ذلك، يصدر من هؤلاء الأساتذة سلوكيات أو انفعالات أو مفردات "غير متداولة" أو شآئعة في "الوسط العلمي"، ويرجع السبب إلى ذلك، لأن الأستاذ الجامعي يستجيب حسب الواقع التعليمي الذي يتناوله.. فإذا وجد واقعا منحدرا انحداراً مروعا في الواجبات العلمية، وطريقة النّظر إلى المعرفة العلمية، وأداء الدارسين المنخفض بشأن التعامل مع المعارف الجديدة في تخصصاتهم العلمية، يضطر مثل هذا الأستاذ - وغيره - من استعمال مفردات بأبسط صيغة ممكنة لعلّها تؤتي أكلها وثمارها ضعفين وتقضي الحاجة بدون معلم لغة عربية ..؟!!
واكتشفت هنا فائدة للمعلّم تنصّ: ليس دائما أن "الصيّغ الانبساطية" للمفاهيم والمصطلحات والأسئلة هي "صيغ سهلة" ولا تخلو من عثرة سيما إذا كانت بديلاً غير نزيه عن مفاهيم أو مصطلحات علمية
وقبل أن أدرج خلاصتي في كيفية علاج أعراض النّعرة التعليمية، وجدت أن المشاركات ذهبت بعيدا عن الصواب في تقدير المشكلة، وهذا طبيعي جدا ، ذلك أن السآئل تعمّد إخفاء التفاصيل بسبب طبيعة المنتدى وتخصصه. وأكتب هذا التوضيح البسيط للفائدة، ولمزيد من الفهم. توجد ثلاثة حالات للبحث العلمي -بصرف النظر عن طبيعته- كمتطلّب دراسي:
أ- أن يكون مستقلاًّ. كمقرر قائم بذاته. مثل: مشروع بحث تخرج. أو مشروع بحث تطبيقي يتطلب تحضير بحثا/ ترجمة/ إعدادا/ من إنتاج الدارس لمسار تخصص ما.
ومن حسن الحظ، هذا ليس موضوعنا. ولا حاجة صاحبنا تقع تخومه. والبحث هنا، يتطلّب توفر جميع عناصر كتابة المشروع حسب طبيعة التخصص العلمي وأدبيات مناهج البحث العلمي التي يخضع لها العلم أو التخصص أو الفرع مع مراعاة حدود البيئة التعليمية بشأن تقييد المساحة الحرّة للبحث العلمي..
ب- أن يكون جزءا تكميليًّا لمتطلبات مقرّر دراسي واحد. وحسب نوع المقرّر الدراسي يتم توضيح طبيعة هذا الجزء التكميلي. وهذا أيضا ليس موضوعنا، لأن الأستاذ الجامعي لابدّ من توضيح كآفة المعلومات والعناصر ذات الصلة بالجزء التكميليُّ بما يخدم استيعاب وفهم أفضل لموضوعات المقرر. بعبارة أخرى، من أول يوم دراسي يُطلع الأستاذ الطلبة عن كآفة التفاصيل ذات الصلة بالجزء التكميلي حسب ما يراه الأستاذ في مصلحة المادة والدارس معا. ويعتبر عدم إطلاع الأستاذ للدارسين بالتفاصيل الكافية بشأن هذا الجزء التكميلي المستهدف من درجات المقرر انتهاكا سافرا لحقوق الدارسين، ويتعيّن مخاطبة رئيس القسم بخصوص هذا الأمر. ويدخل في هذا الانتهاك السافر أيضا، هو تقرير الأستاذ بحثا طارئا لأي مستجدّ يحصل في المقرّر سواء من مصدر الأستاذ أو الدارس.. ويضطر الدارسين تسليم البحث باعتبارات أقلّ علمية استجابة للبيئة التعليمية الفاسدة. ومن سوء الحظ، أن "أخو صاحبنا" ليس معنيّ بالانتهاكات السافرة.
ج- أن يكون بديلا لمتطلّب يتعذر تحققه لأي سبب أو إضافة للمساعدة وتحسين الأداء العام.
مثاله: "وهالبحث يقول إنه بديل عن الاختبار الشهري يعني عليه درجة فوق 20"
ويعتمد هذا بشكل عام، على سير المقرر وموضوعاته، فإذا استبدل الأستاذ الامتحان الشهري بالبحث التكميلي كمرادف للامتحان يكون غالبا نتيجة إخفاق النتائج عموما، وانحدار الأداء العام.
أو استدراك الأستاذ ل صعوبة قياس أداء الدارسين بموضوعية من خلال الامتحانات النّظرية، وقد لا يلائم ذلك جميع الدارسين لاختلاف مستوياتهم التحصيلية. بصرف النظر عن السبب، هذه هي حالة
"أخو صاحبنا"..
الخلاصة، إذا استجاب الأستاذ باستبدال الامتحان الشهري ببحث علمي "غير محدد الموضوع" و"محدود بعدد الصفحات فقط". يعني هذا أن من يملك "المفتاح" لفهم المقصود بالصيغة الاستفهامية أو التصريحية، ليس منتديات حلول البطالة، ناهيك عن أعضاء منتديات حلول البطالة، بل هو أخوك ياصاحبي .
بمعنى، المطلوب هو معرفة سبب عدول الاستاذ عن الامتحان الشهري للتقييم واختيار بحث تكميلي للمقرّر؟ أمثلة للأجوبة المفترضة:
أ- إخفاق الدارسين في اجتياز بعض المسائل الهامة ذات الصلة بموضوع عام وأساسي في المقرر.
ب- اكتشاف الأستاذ الجامعي من خلال أجوبة الطلبة، غياب بعض الحقائق الأساسية التي يعتبر تراكمها شرطا لاجتياز المقرر لفهم كآفة الموضوعات.
ج - رغبة الأستاذ "التأكد من فهم واستيعاب القضايا الأساسية في العلم" طالما أن الطلبة يجيدون الحفظ كمخرج طوارئ على حساب الفهم الشامل لكامل عناصر الموضوع.
د- ما هو الشيء الذي يركز عليه الأستاذ الجامعي كثيرا في شرح المقرر؟ أو يعتمد عليه المقرر؟
لابدّ من العثور أوّلا على "المفتاح الضآئع"، ثم محاولة الفهم واستدراك الأمر بأقلّ مستوى ممكن من الضرر الأدبيُّ والعلميُّ.
والله تعالى أعلم.