تأملوا هذه الكلمات : وستعرفون لماذا صرح هؤلاء هذه التصريحات
• وأمام القانون يقف الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس والغنى والفقير والقوى والضعيف ؛ لا يستثنى ملك أو أمير أو قائد من تنفيذ الحكم الشرعي ، ولا يوجد في دولة الإسلام من هو فوق القانون ؛ فإذا ارتكب ملك أو رئيس أو أمير جريمة من الجرائم يطبق عليه الحكم الشرعي ويقام عليه الحد كما يقام على سائر الناس .
• فهذا عمر رضي الله عنه عندما كان – كعادته – في جولة تفقدية لأحوال الرعية ، رأى رجلا ً وامرأة على فاحشة ، فقال لمستشاريه : " ما قولكم في رجل وامرأة رآهما أمير المؤمنين على فاحشة ؟ فرد على بن أبى طالب رضي الله عنه : يأتي أمير المؤمنين بأربعة شهداء أو يجلد حد القذف ، وتلا قول الله تعالى : " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " .
• وأخذها حكام الدولة الإسلامية من فم النبوة ، وساروا على منهجه ؛ فأبو بكر رضي الله عنه يقرر : " القوى منكم ضعيف حتى آخذ الحق منه ، والضعيف قوى حتى آخذ الحق له " ، وعمر بن الخطاب يقسم :" ألا وإني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلتهم ليعلموكم دينكم وسننكم ، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلى ، فوالذي نفسي بيده إذن لأقصنه ، فوثب عمرو بن العاص فقال : يا أمير المؤمنين أفرأيت إن كان رجل من المسلمين على رعيته فأدب بعض رعيته إنك لمقصه منه ؟ قال عمر : إني لأقصه منه ، وقد رأيت رسول الله يقص من نفسه ، ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم " .
• أقسم عمر ليقتص للناس ممن اعتدى عليهم من الخاصة والصفوة وعلية القوم ، وأبر رضي الله عنه بقسمه ؛ فناول المصري الدرة وقال له : اضرب ابن الأكرمين ، وبعد أن ضربه المصري التفت إلى عمرو وقال كلمته الخالدة : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. وكذلك فعل مع أبى موسى الأشعري في قصة مشابهة .
• ولما استنكر الشريف الغساني جبلة ابن الأيهم أن يساويه عمر بأعرابي بسيط من بنى فزارة ، وأن يحكم لصالح الأعرابي بتهشيم أنف آخر ملوك غسان بعدما أقدم هو على لطمه وتهشيم أنفه قائلا : يا أمير المؤمنين كيف ذاك وهو سوقة وأنا ملك ؟ قال عمر : إن الإسلام جمعك وإياه ، فلست تفضله إلا بالتقي .