عرض مشاركة واحدة
  #609 (permalink)  
قديم 18-01-2014, 10:44 PM
شاهد عى العصر شاهد عى العصر غير متصل
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: الرياض
المشاركات: 389
معدل تقييم المستوى: 365944
شاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا وجدان مشاهدة المشاركة
ماشالله عليك استفدت كثير من قصتك و احترمت الشركة حقتك
لانها جت من تعب و اخلاص و صدق.. انصحك تألف كتاب عن قصتك و مسيرتك عشان الكل يستفيد منك..

الله يوفقك و يزيدك اضعاف هالرزق يارب،، والله يرزقني طموح زي طموحك و اتوظف و ادخل تجارة ويكون لي اسم معروف مثلك ..
أشكر لك مرورك وأتمنى آن يرزقك الله وكل طموح مكافح
وأما تأليف الكتاب فأعتقد بأن وجودها على الأنتر نت أفضل
وهذا رابط القصة بعد تنقيحها وإدخال بعض المستجدات منذ حوالي سنتين
حفظك الله
رابط القصة الجديد

http://www.*******.com/vb/showthread.php?t=1411457
عذرآ الرابط لا يعمل
وهذه القصة
أعزائي أعضاء المنتدى المحترمين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد شرفت بالانضمام لهذا المنتدى حديثا ؛ ومما يسعدني أن أخص هذا المنتدى العامر بتفاصيل قصة كفاحي ونجاحي .
والتي كان الفضل فيها لله تعالى فله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا .
وسوف أفصح لكم في نهايتها عن اسمي الحقيقي واسم نشاطي وشركاتي .
وسوف أبحر معكم في أحداث قصتي ومواقفها المثيرة في حلقات أسبوعية متوالية ؛ لعلي أتمكن من التقاط خيوطها ، والغوص في تفاصيلها
حتى يسعفني الوقت ، وتجود الذاكرة لذكر كافة التجارب التي مررت بها .
و أعاهدكم بأن أبذل جهدي في روايتها لكم بما فيها من سلبيات وإيجابيات بدقة وموضوعية وتجرد .
و في نهايتها سأميط اللثام عن الكنز الذي عثرت عليه خلال ذلك المشوار الطويل ، وكيفية الوصول إليه ؛ حيث إنه شائك نوعا ما ويحتاج إلى جهد كبير ، وإرادة جبارة ، وعزيمة وقادة .
وإن ما سأعرضه عليكم من قصة كفاحي هذه إنما أريد به وجه الله عز وجل لا أريد منه مردودا ماليا ، ولا شهرة وإنما الرغبة الصادقة في إفادة إخواني ؛ فقد يستفيد منها كثير ممن لهم طموح ورغبة في النجاح ،
كما أنني بإذن الله سوف أسوق لكم ما قد اكتشفته من علاجات عديدة مجربة ونافعة لأمراض نفسية شائعة
قد يستفيد منها كثير ممن اطلع عليها .
تلك القصة التي تعرض باختصار مسيرة شاب مريض نفسيا فقير ماديا مقصر دينيا غير محبوب اجتماعيا بل و جاهل علميا أيضا ؛ ومع كل هذه العوائق يصبح بفضل الله رجل أعمال مشهورا ، وناجحا لديه شركتان معروفتان ، ويعمل لديه أكثر من 2000 موظف منهم أكثر من 165 سعوديا .
ويتمكن بفضل الله وتوفيقه من تحويل الجوانب السلبية المظلمة في حياته إلى وقود للإبداع ، وحافز على النجاح في تصميم دؤوب ، وإرداة قوية ، وتحد لكل العقبات والصعاب .

أيها الإخوة والأخوات والأبناء الأعزاء عامة :
أتشرف أن أبدأ معكم في سرد قصتي ؛
ولكي أرويها لكم كاملة ، وتعيشون أحداثها بدون ملل ، وحتى تتحقق الاستفادة المثلى ، ورغبة في إضفاء عنصر التشويق فسوف أجعلها بمشيئة الله على حلقات متتابعة .
ولو شئت لجعلتها في سطور قليلة وينتهي الأمر ولكنها حينئذ لن تفي بالمقصود ولن تحقق الفائدة المؤملة منها
وليعلم أنه من السهل جدا علي أن أصنع ما يفعله كثير من الناس ولا سيما الأثرياء والمشاهير منهم
من تلميع لقصص حياتهم وتصويرهم لأنفسهم بأنهم أناس كاملون ومتميزون وعباقرة خارقون للعادة ؛
بيد أني أحب أن أكون بمنتهى الشفافية ، وأذكر لكم قصتي كاملة بجميع تفاصيلها من سلبيات وإيجابيات , لأن ما يهمني هو غير الناجحين ، أو من الشباب المحبطين واليائسين ،
أو من يعانون من أمراض نفسية ،أو وسواس ، أو قلق أو اكتئاب .
أو ممن وقع تحت تأثير سحر والعياذ بالله ، أو ما في حكمها من عين وخلافه مما يكدر صفو حياتهم ويعيقهم عن النجاح .
وذلك في نظري أكثر أهمية من توجيهها للناجحين والأصحاء والطموحين والذين هم أيضا قد يستفيدون منها في بعض التفاصيل .
وكما قلت , سوف أذكر لكم سلبياتها قبل إيجابيات .
ومهما يكن من تصور ينطبع في أذهان بعض الناس عني فلا آبه به ؛ فأنا لا أخاف من الماضي لأن ذلك كان في زمن المراهقة والشباب ،
ولأنه كما يقال ماض والناس تقاس بحاضرها وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " العبرة بكمال النهايات لا بضعف البدايات "
والذي يحاسبنا على أعمالنا ماضيها وحاضرها هو الله سبحانه وتعالى .
وأرجو أن تكون خالصة لوجهه سبحانه إنه جواد كريم .
وأتمنى حتى لو أخذت وقت في قرأتها كاملة فهذه كما قلت قصة تحكي الحقيقة .
وبها بأذن الله فوائد لكل الفئات والأعمار

ملاحظة
قد يقول البعض سبق قرأتها في مكان آخر أقول نعم ولكن هذه تم م تنقيحها وتمت إضافة ما أستجد من أمور خلال العامين التاليين وتم توضيح الأمور المبهمة والتي تركت سابقآ لأضافة التشويق والأثارة التي تجعل القارئ لا يمل من طولها قبل كشف الأسم الحقيقي بالنهاية .

( 1 ) خطواتي الأولي

ولدت ونشأت في قرية صغيرة من قرى منطقة القصيم ( مدينة الخبراء في قرية السحابين )1376 هـ. من أبوين مستوري الحال , وكانت الظروف المادية للأسرة وقتها قاسية مع شدة حرص والدي حفظه الله على التمسك بتعاليم الدين الحنيف ،والقيم التي نشأ عليها آباؤنا وأجدادنا رحمهم الله في تربية أبنائهم .
ولكن ! ومع بداية التغيرات والتحولات الحضارية ومظاهر النهضة التي جلبت معها وسائل الترفيه الحديثة كالسينما ، والتلفاز، وانتشار المسجلات والأغاني ؛ بدأت في إحداث فجوة بين الوالد وبين أبنائه .
ورغم اجتهاد الوالد ـ أطال الله في عمره على طاعته ــ في تربيتنا إلا أن مظاهر المراهقة علينا والبيئة المحيطة بنا أكبر من قدرته على السيطرة على شباب مراهق
حيث كنت كثيرا ما أذهب للمدرسة بالقوة . وفي أحيان كثيرة أهرب للبيت بعد أن أتعلل بالخروج لقضاء الحاجة .
وكان مستخدمو المدرسة (الفراشين) حينها يطاردونني في معظم الأحيان إلى المنزل ، وأحيانا يتمكنون من إحضاري بالقوة ، وأتمكن في بعض الأحيان من الإفلات من قبضتهم فلا يستطيعون العثور علي .
ومضت الأيام , و كان أبي حفظه الله يعمل هو الآخر مستخدما في مدرسة أخرى بقرية مجاورة هي ( النفيد ) فما لبث أن قام بنقلي إلى تلك المدرسة التي يعمل فيها لأكون تحت سمعه وبصره وليسيطر على عبثي .
فكنت غالبا ما أذهب معه قرابة 2 كيلومتر يوميا سيرا على الأقدام .
ومع ذلك فإنني أكرر هروبي أحيانا في الطريق للمدرسة .
وأهيئ نفسي لما سوف يلحق بي من شتى أنواع العقاب من والدي بعد عودته من العمل جلدا وتوبيخا , ولكني في معظم تلك الحالات أرتمي في أحضان جدتي لأبي رحمها الله رحمة واسعة فأجد في كنفها الأمان من ثورة أبي وغضبه . كيف لا وقد كنت عندها الحفيد المدلل بين إخوتي .
فتقسم على والدي أن لا يمسني بسوء , وهو بار بأمه مطيع لها فأنجو من العقاب في معظم الأحيان ببركة شفاعتها .
وأخذت الأيام تمضي بطئية الخطى وما أنهيت المرحلة الابتدائية إلا بشق الأنفس .
والتي بادرت بعدها في الالتحاق بأحد المعاهد العلمية بمدينة مجاورة ( البدائع )وكانت مكافأة الطلاب يومها بهذا المعهد 210 ريال وقد كانت هذه المكافأة هي غايتي ومطلبي .
واستمر معي الميل إلى العبث بل انه قد ازداد مع وصولي لسن البلوغ ، و بعد الحصول على المال رغم أن معظمه كنا ندفعه للوالد .
فتعلمت شرب الدخان والعزف على العود !
وكنت ولدا شقيا في بلدتنا تلك .
وغالبا ما يأتي أناس محتسبون ناصحون إلى والدي منتقدين لسلوكي وتصرفاتي إضافة إلى قلة حرصي على صلاة الجماعة .
وبعد مدة قدر الله علي بلاءا عظيما أقض مضجعي ، وأشغلني بنفسي وهو أنني أصبت بمرض الوسواس !
فكنت أعاني من ذلك المرض ،
وأتوهم دائما أني إما مريض أو أصابتني عين .
وتحكم بي القلق واستبد بي التوتر فلم أترك طبيبا في المنطقة إلا وقصدته
إضافة إلى البحث عن الطب الشعبي والكي بالنار و الرقاة .
ولازمني هذا الأمر فترة تقارب أربع سنوات .
كما أن دراستي في المعهد العلمي كانت تسير بصعوبة وبالكاد كنت أحصل على درجة النجاح وفي الدور الثاني أيضا .
حيث كنت أنا وأخي الأكبر, نتردد على سيارة اشتراها لنا الوالد مقابل دفع مكافأتنا له .
وكنا ندرس بعض الأيام بانتظام ، وبعضها نوهم الأهل بالدراسة ونحن في الحقيقة غائبون عن المعهد ؛ إما في رحلات برية أو تجول ودوران في الأسواق والطرقات فرادى أو مع الأصحاب .
وبعد أن أنهيت السنوات الثلاث وهي المرحلة التي توازي المدرسة المتوسطة بالمعهد في عام 1394 وأنهى أخي الثانوي ست سنوات في المعهد نفسه ؛
سافرنا معا إلى الرياض بحثا عن عمل فأما أخي فقد التحق بوظيفة بإحدى الجامعات ،
وأما أنا فالتحقت موظفا في قصر الضيافة بالرياض , كاتب صادر ووارد براتب قدره 550 ريال وكان ذلك في أوائل عام 1395 هـ وبعد وفاة الملك فيصل رحمة الله عليه وتولي الملك خالد رحمه الله ؛
أقرت الدولة زيادة في المرتبات فأصبح مرتبي 950 ريال .
ولم تزل مشكلة الوسواس تلازمني , حتى إنه كان عندنا أحد المستخدمين في العمل وادعى بأن لديه علاجا لمرضي ويستطيع أن يقرأ علي بمبلغ معين .
ثم عرض علي زجاجة ماء ورد , فيها قراءة كما يزعم بمبلغ 150 ريال
وقال استخدمها لمدة أسبوعين وستشفى بحول الله .
ولكن سرعان ما عاد بعد أسبوع وقال إن لديه زجاجة ماء ورد أفضل من الأولى ومركزة , ولكن سعرها أعلى بمبلغ 250 .
فاشتريتها وأسلمت أمري لله , لأن المصاب بالوهم أو الوسواس أو كل مبتلى للأسف يقبل أي شيء يعرض عليه أملا منه في حصول الشفاء والعافية .
ولكن المعاناة استمرت ؛
وبعد الوظيفة بخمسة أشهر تقريبا,
عرض علي أحد أقربائي بأن أعمل لديه في أحد معارض السيارات لتسجيل سندات المبيعات مساء , و أقوم بالتعقيب على الاستمارات والرخص صباحا في الدوائر الحكومية لعملاء المعرض لصالحي
فوافقت على ذلك وباشرت بالعمل لديه بعدما استقلت من الوظيفة
وكان هناك إنجاز ودخل لا بأس به ,بل هو مغر يفوق الألفي ريال شهريا وبعد فترة ومع زيادة العدد طلب مني قريبي رحمة الله عليه أن يشاركني نصف المبلغ المحصل من التعقيب فوافقت حيث إن السعر قد ارتفع من 30 ريالا إلى 50 ريالا للاستمارة والرخصة مما أصبح معه نصف الدخل مناسبا .
وكنت في نهاية كل أسبوع تقريبا أذهب للقصيم لزيارة الأهل وعند عودتي أقوم بإحضار سيارة من المعارض هناك لمصلحة قريبي في الرياض , بأجر قدره خمسون ريال مع قيمة البنزين
و في أثناء ذلك حصلت لي مواقف مثيرة عدة وسأقص عليكم بعضها .
ففي أحد المرات كان الموقف الذي حصل لي حزينا جدا ومرعبا و سأرويه لكم لتعرفوا أن الظروف القاسية تبني الرجال وتعودهم على التحمل بتوفيق الله .
وذلك أنني كنت في الطريق متجها إلى الرياض بعد مدينة (مرات) بحوالي ثلاثين كيلو متر تقريبا وقد كانت هناك شركة تعمل في صيانة الطريق وكان الطريق مسارا واحدا وكان الوقت بعد صلاة المغرب ولم تكن هناك إشارات تحذيرية وأنوار كافية فارتطمت سيارتي بإحدى اللوحات الإرشادية الكبيرة وسط الخط مما نتج عنه ضرر في العجلة الأمامية اليمنى والرفرف الأيمن وبعض التلفيات .
ولم أصب والحمد لله بأذى إلا ألما بسيطا في يدي اليسرى .
وقد كان هناك عمال متواجدون قرب الطريق حاولوا التهجم علي عندما قلت : إنه لا يوجد إنارة وتحذيرات .
وسألتهم عن مركز المرور فقالوا لي أنه في (مرات)على بعد ثلاثين كيلا من مكان الحادث .
ثم ركبت إلى هناك مع أحد المارة , وبعد أن وصلت إلى المركز سألني العريف عن الرخصة ولم يكن معي سوى تصريح , حيث كان عمري وقتها أقل من المسموح.
وطلبوا مني إحضار مالك السيارة وكان وقتها متواجدا في القصيم ،
وبعد خروجي من المركز تناولت وجبة العشاء بأربع ريالات واشتريت علبة سجاير وأذكر أن سعرها كان بريال وربع .
ولم يتبقى معي سوى أربعة أو خمسة ريالات
لأني كنت عبأت السيارة بالبنزين من مرات .
وانتظرت طويلا لعلي أجد سيارة تأخذني للقصيم فلم يتوقف أحد .
وقد كان الجو بارد جدا , وليس علي سوى ثوب أبيض خفيف .
وكنت أرتعش من البرد . وبعد لحظات ؛
توقفت عندي سيارة بكس ماركة ( بيجو ) يبدو أن صاحبها من أحد مواطني دول الخليج فقال لي : أين تريد فرويت له قصتي باختصار وأني أريد الذهاب إلى القصيم ولا يوجد لدي سوى 4 ريالات فقال تفضل ولا يهمك ،
فركبت وكانت السيارة دافئة , وأنا أرتعش من البرد وسررت تماما بالدفء وكأنه قد نزل لي من السماء .
ولكن فرحتي لم تدم طويلا حيث أفادني بعد وقت قصير من السير بأنه متعب لأنه قادم من بعيد
ويريد أن يأخذ غفوة يرتاح حتى لا ينعس وهو يقود السيارة ثم يواصل السير .
فقلت له : إن شئت قدت السيارة بدلا منك ؟
فقال لي : أنت أعصابك متعبة ـ بعد ما علم بالحادثة ـ وقال : إنه لا يمكنك القيادة !
وقال بأنه سيبتعد قليلا عن الطريق لأن صوت الشاحنات مزعج ولا يستطيع النوم بسببها ،
ولم أعترض وقتها لأني لم أشك في أمره .
وبعد أن أبتعد حوالي كيلومتر أو أكثر , توقف وذهب لمؤخرة السيارة لينام ثم طلب مني أن أنام بالقرب منه حتى أرتاح لأني متعب كما يقول فرفضت
وعلمت أن قصده غير شريف !
وبعدما ألح علي بطلبه انتهزت الفرصة و نزلت من السيارة مسرعا وعدوت نحو مكان مرتفع وقد كان ضوء القمر وقتها خافتا فشاهدت صخرة واختبأت خلفها.
فما كان منه إلا أن نزل من سيارته وأخذ يناديني بأعلى صوته :
تعال فسوف نواصل المسير .
ولكن الخوف والرعب استبد بي منه رغم عبثي , فظللت صامتا
ولما يئس من عودتي ؛
تحرك بسيارته وذهب إلى الطريق العام وبعد تأكدي من مغادرته حاولت أن أتحسس جهة الطريق العام وما لبثت إلا دقائق حتى تبينت لي وجهة الطريق من خلال هدير الشاحنات القادمة من بعيد .
وسرت أكثر من كيلوين حافي القدمين في جو قارس .
وبعد أن وصلت إلى الطريق و كنت مجهدا أخذت فترة طويلة أنتظر سيارة تمر وإذا برجل من البادية يقود سيارة داتسن ونيت و معه عائلته في الغمارة فقلت له : إنني أريد القصيم . فقال : إذا كنت لا تمانع من الركوب في حوض السيارة الخلفي المكشوف فتفضل .
فوافقت بلا تردد وركبت ثم وجدت في الحوض قطعة قماش وحاولت أن ألتحف بها عن الهواء الشديد والبارد .وقد كان في هذا الحوض بعض مخلفات الأغنام التي تتطاير علي وكانت حالتي لا يعلم فيها إلا الله ،
ولكن هذه المعاناة هانت علي بعد الذي وجدته من صاحب السيارة السابقة رغم فارق الراحة بين السيارتين .
وأوصلني إلى بريدة في وقت الضحى تقريبا وذهبت إلى قريبي وأخبرته بالأمر وأنهينا المشكلة بعد ذلك .
وبعد عدة أشهر من هذه الحادثة حصلت لي حادثة أخرى شنيعة, سلمت منها بفضل الله بأعجوبة .
وأنا أذكر هذه القصة لأمرين اثنين :
أولهما : لتعرفوا قدرة الله سبحانه إذا أراد لأي شخص السلامة رغم شناعة الحادثة حيث كانت السيارة في حالة تلف شديد وحطام بالغ .
وثانيهما : أني أتمنى أن أعثر على الرجل الشهم الذي أسعفني في ذاك الوقت وأعتقد بأن اسمه صالح ( ومن المحتمل أن يكون من قبيلة حرب ) فله الفضل بعد الله في إنقاذي من الموت .
وتتلخص أحدث هذه القصة أني وأثناء رجوعي من القصيم إلى الرياض عن طريق ضرماء وقد كنت أقود سيارة نملكها أنا وأخي من نوع ( مازدا أسبور ) وبعد أن تجاوزت ضرماء بقرابة ثلاثين كيلا متجها نحو ديراب على الطريق القديم ،
وكنت أسير بسرعة عالية تقارب 160 كيلا في الساعة وفجأة ! وإذا أنا بشاحنة متوسطة الحجم ( لوري ) محملة بالحطب ولا يوجد فيها أنوار خلفية تسير ببطء فارتطمت سيارتي فيها بقوة ولم أشعر إلا وأنا أحس بدوخة وأذكر أني نطقت بالشهادة . وبعد لحظة سريعة أفقت وأحسست بأن شيئا ما ينزف من رأسي على وجهي فإذا هو دم , وحاولت أن أضغط بيدي على الجرح لإيقافه .والعجيب أن تلك السيارة التي ارتطمت بها سيارتي ظلت سائرة في طريقها لم تتوقف , وكان لون سيارتي أحمر إذ يصعب مشاهدتها وسط الطريق الأسود .
فكادت شاحنة أخرى أن تصدمني مرة ثانية ولكن الله لطف بي وحاولت أن أنهض وكانت ركبتي مصابة ورميت نفسي من النافذة إلى الأرض وأخذت أزحف متحملا آلامي لأبتعد عن الطريق خوفا من أن تدهسني سيارة أخرى وكلما توقف شخص عندي خاف من المسؤولية عليه وذهب . وكنت أطالبهم على الأقل بالوقوف في الطريق وتنبيه السائقين القادمين لوجود حادث أمامهم حتى لا تقع الكارثة مرة أخرى .
وشاء الله أن يأتي ذلك الرجل الطيب الذي أشرت إليه سابقا فقام بإركابي وذهب بي إلى مستشفى الشميسي بالرياض وفي أثناء سيرنا في الطريق نفسه كدنا أن نصطدم بالسيارة نفسها التي اصطدمت بها مرة أخرى ولكن الله سلم وقام السائق بإيقاف سيارات قادمة وطلب منهم أن يوقفوا صاحب الشاحنة وأخبرهم أن معه شخصا مصابا حالته خطرة سيذهب به للمستشفى بين الحياة والموت .
وشعرت بالآم في صدري وركبتي التي اتضح في المستشفى أن بها كسرا في الصابونة وكذلك في مجموعة من أضلاع القفص الصدري وقد عولجت بالمستشفى وأجريت لي عملية ناجحة في الركبة ثم تمكنت من ثنيها بعد جهد جهيد وأنا ولله الحمد حتى الآن أمارس الرياضة وخصوصا كرة القدم رغم أن سني تجاوز السبعة والخمسين عاما ولله الفضل والمنة .

وسارت أمور حياتي بعدها في وئام
ثم بعد مدة من عملي قال لي قريبي صاحب المعرض بأن قيمة التعقيب من حقه وسوف يكتفي بإعطائي 1500 ريال مرتبا شهريا .
فرفضت ذلك بشدة وغضبت من تصرفه هذا معي وقررت أن أترك العمل لديه مهما كان فكرامتي لا تسمح لي .
ووقتها ذكر لي أحد الناس الذين كان لي علاقة بهم بأن هناك صاحب مؤسسة أو شركة لا أذكر بالضبط يريدون معقبا فأخذت عنوانه منه وقررت أن أذهب إليه من الغد وكان وقت المساء.
و لما جئت تلك الشركة أو المؤسسة طلبت من السكرتير وكان مصري الجنسية أن أقابله المدير فقال لي: إنه مشغول فماذا تريد ؟ قلت له :أريد المدير شخصيا فقال : هو مشغول فقلت أنتظر متى ما سنحت الفرصة للدخول عليه .
وبعد أن رئاني مصر على المقابلة أذن لي بالدخول فسألني المدير ماذا لديك ؟
فقلت له : إن لدي خبرة بالتعقيب وقد بلغني أن لديكم وظيفة مشابهة فأخذ يصعد النظر في ويصوبه وقد كنت ( ولا أزال ) ممن لا يعتني بهندامه كثيرا فقال :التعقيب لا يصلح لك . هل تريد أن تقدم الشاي والقهوة أي باللهجة الدارجة ( قهوجي )
وقد وقعت هذه الكلمة من نفسي موقعا مرا رغم أنه لا عيب في ذلك وأعتقد أنها كانت بعد الله سبحانه سببا في تحولي كما يقال 180 درجة فقلت له : شكرا وخرجت وبعد خروجي
حصل ما يلي ......
إن شاء الله سوف أكمل لكم في الحلقة الثانية .

الحلقة الثانية
ها أنذا أعود إليكم من جديد ،،،،
فبعدما قال لي صاحب الشركة بأن التعقيب ( ما يصلح لك )(تبي تصب الشاهي) بهذه اللهجة العامية ؛
شكرته وخرجت من عنده وأنا أحس بطعم المرارة كالعلقم في فمي .
وذلك أننا معشر الشباب عامة نرى في أنفسنا الشيء الكثير, ولا نقبل بأن يأتي إنسان مثل هذا ويحطم أحلامنا ويحتقرنا لهذه الدرجة , رغم أن مهنة تقديم الشاي والقهوة ليست والله عيبا وهي أشرف بكثير من مد اليد في السؤال أو التسكع والعيش عالة على الأهل .
وكان قد بلغ بي الغضب ما بلغ .
فأنا إنسان عندي كرامة , وليس من الممكن ان أتراجع عن قراري بعدم العودة للعمل مع قريبي , رغم أنه ألح علي بالعودة بعدما أخبرته برفضي لعرضه الأخير وعزمي على تركه .
وفي الوقت نفسه فالوظيفة الجديدة التي كنت أحلم بها أصبحت في حكم المستحيل.
وصدفة بعد خروجي من عنده وأنا أشاهد في جهة الشارع المقابل إذا بي ألاحظ لوحة إعلانية تخص شركة الزيت العربية ( أرامكو) , تعلن عن فرصة لتدريب وتوظيف الشباب السعودي من خريجي المتوسطة .
وكنت خلال الأشهر القلية السابقة قد أقلعت بفضل الله عن التدخين بقوة الإرادة , بعدما تدرجت في الأمر في الشهرين الأخيرين , وقد كانت طريقتي في تركه أن لا أدخل الدخان إلى داخل جوفي وأكتفي فقط بسحبه من الفم وإخراجه من الأنف حتى أصبحت الرغبة لشربه أقل فقطعته نهائيا وأقسمت بأن لا أشربه .
أما من ناحية الوسواس والوهم فقد بدأت آثاره تتقلص وحدته تضعف , خصوصا وأني قد اتبعت طريقة جديدة في التعامل معه .
وهي أني إذا أحسست بالألم , أو الخوف المصاحب له , أوكل أمري لله وأتلفظ بالشهادة وأقول لن أذهب لأي مكان , حتى لو مت في مكاني , فما ألبث لحظات يسيرة حتى يزول العارض ولم يحصل لي أي مكروه وعادت حالتي للاستقرار .
وفي الحقيقة هناك أمور كثيرة وأحداث هامة قد مررت بها خلال التقلبات في حياتي لا أستطيع ذكرها كلها خوفا من الإطالة , ولكن قد أتناولها في ثنايا الحلقات القادمة أو بعد الانتهاء من سرد كامل القصة .
و يا أخواني وأبنائي .
أكرر عليكم ما سبق لي تأكيده أني والله العظيم أروي لكم قصتي هذه بمنتهى الصدق والشفافية .
فلنعد الآن إلى إعلان أرامكو وما كان من شأني معه ؛
لقد قلت في نفسي هذه فرصة سانحة لأبتعد عن هذا الجو المشحون جو المعارض والسيارات ومشاكلها التي لا تنتهي حيث كنت أنا وأخي نشتري ونبيع في السيارات المستخدمة مع الشريطية إلا أن المكاسب ـ إن وجدت ـ تذهب سعيا لصاحب المعرض و لم نجنِ منها إلا الخسائر والتي يبدو أن بركتها والله أعلم منزوعة لما يصاحب هذا النوع من البيع والشراء من الكذب والتدليس في معظم الأحيان .
فانتظرت بزوغ الفجر على أحر من الجمر وذهبت صباحا إلى مقر الشركة فأفادوني بالمستندات المطلوبة وموعد الامتحان والذي كان بعد أسبوع تقريبا وزودوني بمنشورات بهذا الخصوص للاطلاع عليها , وكان جزء من امتحان المقابلة باللغة الإنجليزية بحكم أن المطلوب شهادة المتوسطة , ولكن المعهد العلمي سابقا كما يعلم الكبار منكم , لم يكن تدريس اللغة الإنجليزية من ضمن مواده .
فاشتريت كتاب تعلم اللغة في سبعة أيام وحاولت جاهدا تعلم بعض الكلمات دون جدوى عدا أني أتقنت كتابة اسمي بالحروف الإنجليزية .
وعندما دخلنا في الامتحان أجبت على معظم الأسئلة التي باللغة العربية أما الإنجليزية فلم أفهم منها شيئا سوى الاسم ولحسن الحظ فقد كانت الأجوبة اختيارية (A ) (B ) ( C ) ( D ) فقلت في نفسي أفعل كما يفعل الأطفال في الاختيار ( حقرا بقرا ) أي بشكل عشوائي .
وبعد إعلان النتائج , كانت المفاجأة السارة وهي أني قد وجدت اسمي ولله الحمد من بين الناجحين فطلبوا منا الحضور للفحص الطبي نهاية الأسبوع وكان يوم الخميس .وكان الكشف شبيها بفحص المدارس العسكرية , وتجاوزت الفحص أيضا ولله الحمد وبعد خروج النتائج النهائية , طلبوا منا أن نحضر يوم الأربعاء القادم إلى مطار الرياض القديم وذلك استعداد للسفر للشرقية .
وحضرنا وكان العدد قرابة 64 شابا وقسمونا على طائرتين من نوع داكوتا ذات المراوح .
وبعد وصولنا إلى الظهران , نقلونا إلى حي المنيرة هناك وطلبوا من كل واحد أن يختار زميلا له في الغرفة ثم وزعوا علينا العهد من سرير ومراتب وبطانيات وخلافه وقالوا لنا غدا سوف نأخذكم بجولة تعريفية على منشآت الشركة ويوم الجمعة يكون راحة ثم تبدأ الدراسة يوم السبت في مدرسة((l.t.s بالدمام .
ويجب أن تكونوا متواجدين في المدرسة قبل السابعة صباحا .
وفعلا تعرفنا على منشآت الشركة وكان يوم الجمعة راحة وفي يوم السبت بدأنا الدراسة .
أول يوم كان تعريفا وابتداء من الغد انتظمنا رسميا حيث كان هناك صرامة في الحضور والانصراف .
ومن يتأخر ثلاث دقائق عن المحاضرة لا يسمح له بالدخول ويسجل غائبا.
ومن تفوته خمس عشرة محاضرة يفصل نهائيا.
لم يكن لدي أي مشكلة في الانضباط, فأنا قادم ومتحمس ولكن المشكلة كانت بعدم وجو أي خلفية إنجليزية لدي كخريج للمعهد العلمي أسوة بزملائي خريجي المدارس المتوسطة؛
فرغم ضعف التعليم الإنجليزي عندنا في السعودية سابقا إلا أنه كان لديهم مبادئ على الأقل , وعانيت كثيرا في البداية, ولكن الطامة الكبرى عند ما أبلغني أحد الأساتذة وهو سوداني الجنسية اسمه ( مختار ) وأتمنى إن كان حيا أن يتواصل معي فله في رقبتي فضل بعد الله .
حيث قال لي يا ( يرمز لي باسم العائلة ) جميع المدرسين يشتكون من ضعف مستواك وهناك نية لفصلك أو تحويلك إلى عامل تحميل وتنزيل إن رغبت .
يا الله لقد كانت هذه الكلمة لا تقل في وقعها علي نفسي عن كلمة صاحب الشركة
والله إن عيني لتدمع الآن وأنا أتذكر ذلك الموقف الصعب .
فقلت له : ـ بنبرة حزينة وصوت خافت متقطع ـ يا أستاذ أنا مشكلتي بأني خريج المعهد العلمي ولم يكن هناك لغة إنجليزية بتاتا .
فقال نحن بدأنا في المناهج من الصفر ولم نعتمد كثيرا على مستوى الطلاب الدراسي السابق, ولكن إن وعدتني بأن تهتم وتجد وتجتهد فسوف أحاول مع إدارة المدرسة إعطاءك فرصة أخيرة لمدة أسبوعين لتحسين وضعك أو تعذرنا .
وأنا متأكد ( والكلام للأستاذ مختار) بأنك سوف تكون مثلهم أو أحسن منهم .
فقلت : نعم يا أستاذ أعدك , أعدك إن شاء الله .
وبعد ما ذهبت للسكن ناديت زميلي في الغرفة وقلت له :
يا فلان ( الذئب بالقليب ) كما يقول العامة وهذه الكلمة تعني أن لدي مشكلة كبيرة وتحتاج نجدتك ووقوفك إلى جانبي . فقال لي : ما بك ؟ فأبلغته بما جرى لي في الفصل وبقول المعلم فقال : ما ذا تريد مني فقلت له: أريد أن نتعاهد سويا على الالتزام بالنظام وأن لا نتحدث مع بعضنا البعض إلا باللغة الإنجليزية مهما كانت الصعوبة في ذلك , ونحاول أن نأتي بالمعنى بدون استخدام اللغة العربية
ثم نضع شرطا جزائيا بأن من يتكلم باللغة العربية يكون جزاؤه الطبخ والغسيل والنظافة المنزلية لذلك اليوم .
فوافق على تلك الشروط .
وقلت له بأني سوف أضع لي نظاما دقيقا في النوم والاستيقاظ ومراجعة الدروس , وخلافه وأرجو منك أن تساعدني بعدم الإزعاج .
فتقبل ذلك مشكورا . وقد كان البرنامج الذي وضعته لنفسي كما يلي :
أستيقظ صباحا قبل السادسة ثم أصلي وبعد ذلك أتناول الفطور ثم أذهب للمدرسة بالدمام على أن أكون هناك قبل السابعة صباحا وهو موعد بدء الدراسة, والتي تستمر حتى صلاة الظهر تقريبا الساعة الثانية عشرة .
ثم أخرج مع زميلي نصلي الظهر وفي تلك الأثناء نمارس الرياضة قرابة نصف ساعة إذا كان الجو مناسبا ونتناول الغداء .
ثم نرجع في الواحدة ظهرا للمدرسة لاستكمال الدروس حتى الساعة الثالثة وثلث عصرا .
نعود للسكن بعدها . وكنت أصلي العصر وأتناول الشاي في الغرفة ثم أذهب للمسبح وصالة الحديد أتمرن ثم أمارس السباحة وأعود مع المغرب ، وبعد الصلاة أذاكر دروسي حتى صلاة العشاء، وبعد الصلاة حتى العاشرة ليلا أشاهد بعض برامج التلفاز أو العكس بأن تكون مشاهدة التلفاز بعد المغرب والاستذكار بعد العشاء فإذا جاءت الساعة العاشرة ليلا أكون في الفراش .
وأصبحت بعد ذلك مزعجا جدا للمدرسين بكثرة الأسئلة حيث كنت كلما قابلت أجنبيا غير عربي أحاول الكلام معه بأبسط الحروف حتى أتعود على الجرأة في الكلام وإذا شاهدت ورقة مكتوبة عليها كلمة باللغة الإنجليزية أحاول البحث عن معناها في القاموس فإذا جئت إلى الفصل أناقش المدرسين حول هذه الكلمة وأكررها حتى تثبت في ذهني .
حتى إن بعض المدرسين قال لي : إنك مزعج يا فلان ( يناديني باسمى ) ولكنه و والحق يقال قال لي : إن هذا هو الأسلوب الصحيح للتعلم والتزود بالكلمات لأننا هنا في المحاضرات والكتب لا نعطيك سوى 20% من الكلمات التي تحتاجها للتعلم والباقي عليك أن تحصل عليها بنفسك .
وبعد هذا التنظيم أصبحت أشعر بالفرق , حتى إن المدرسين أنفسهم أصبحوا يثنون على تقدمي وتطور مستواي , حيث كنت سابقا أحصل على درجة متدنية في الاختبارات اليومية ( والتي يقال لها ( كويز ) صفر من خمسة , واحد من خمسة وهكذا !
أما الآن فأصبحت آخذ اثنين وثلاثة من خمسة ودرجاتي في تقدم وازدياد .
وبعد مضي شهرين ؛كانت المفاجأة في الاختبار الفصلي فقد حصلت عل 80 من 100 فكانت داعما قويا لإصراري و قوة إرادتي بعد توفيق الله تعالى
ثم استمر التقدم والتطور في المستوى .
حتى إني ولله الحمد أصبحت درجاتي لا تقل عن 97 , 98, 99, 100 % وأصبحت في تحد مع زملائي بالفصل حتى استطعت بفضل الله الحصول على المركز الأول بلا منازع .
وحيث إن الدراسة في الشركة كانت صارمة وصعبة أصبح الطلاب يتسربون منها واحدا تلو الآخر ويزداد فصل الطلاب من قبل الشركة حتى تقلص عدد الطلاب من 32 إلى 17 فدمجوا الفصلين في فصل واحد .
وكان الفصل الثاني مشابها لفصلنا .
أفضل طالب فيه يقال له صالح البلوشي وكم أتوق للقائه بعد هذه السنوات الطويلة إن كان حيا أو يعرفه أحد ممن يطلعون على قصتي هذه فهو عزيز علي .
وقد كان كل منا متفوقا على فصله ؛ فلما اتحد الفصلان في فصل واحد نشأ بيننا ما ينشأ عادة بين الأقران من تنافس محموم وحماس وقاد للظفر بالمركز الأول , وكان المدرسون يلاحظون هذا التنافس و يراعون مشاعري ومشاعره فإذا كان الفارق بيننا يسيرا زادوني أو زادوه حتى نتساوى بالدرجة وذلك لحدة التنافس بيننا .
وأذكر أنه في يوم من الأيام كان هناك اختبار نسيت اسمه الآن ومكون من 114 سؤالا وكنت الوحيد من بين الطلاب و كان عددهم ( 800 طالب) الذي حصل على العلامة الكاملة .
ومضت الأيام سريعة فلما أكملنا الكتاب الرابع في المناهج الإنجليزية قاموا بتحويلنا للعمل وكان من حق كل من يزيد معدله عن95% اختيار المكان الذي يرغبه فاخترت الحاسب الآلي التابع للشركة بالظهران.
وكانت الأجهزة القديمة حيث التيب ( الشريط ) والكروت المخرمة وبعد حوالي شهرين من العمل أعطونا فرصة العودة للدراسة والدوام الجزئي وكان ذلك بمدرسة الظهران حيث نعمل قرابة 3 ساعات ونصف وندرس مثلها فكنت بسبب تفوقي أحصل على زيادة بالراتب كل ثلاثة أشهر تقريبا حتى وصل راتبي إلى قرابة الثلاثة آلاف وخمسمائة ريال وقد بدأ بحوالي ألفي ريال .
بعد حوالي ثلاث سنوات من الالتحاق بالشركة وعند زيارتي للقصيم راودتنا أنا وأخي فكرة إنشاء مؤسسة خاصة بنا نمارس من خلالها أعمالا حرة .
واتفقنا على ذلك وقد سجلت المؤسسة باسمى لأن أخي موظف واستخرجنا فيز عمال من مصر وسوريا .
ثم رجعت للدمام وأبلغت رئيسي برغبتي بترك العمل فغضب مني وقال: كيف تستقيل وأنت من المتميزين الذين يؤمل لهم مستقبل زاهر في الشركة ،
ورفض قبول الاستقالة ونصحني قائلا : المال قد تفقده يوما ما أما العلم فسوف يلازمك نفعه طيلة عمرك .
وكنت قد اجتزت اختبار ( التوفل ) للابتعاث للدراسة بالخارج .
وعرض علي أن يعطيني شهر رمضان الذي كان على الأبواب إجازة للتفكير.
فلما رجعت إلى القصيم واستشرت أخي وأهلي شجعوني على الاستقالة باعتبار أن شركة أرامكو ليس لها فروع إلا بالمنطقة الشرقية وأنت استفدت إتقان اللغة الإنجليزية فلا داعي للبقاء فيها .
فعزمت أمري بتقديم الاستقالة وذهبت لمديري المباشر وأبلغته بالأمر فلم يكن له بد من الرضوخ لطلبي ، وتمنى لي التوفيق .
وبعد عودتي كانت الفيز قد صدرت واستقدمنا العمال بحدود عشرين عاملا وفتحنا محلا لأدوات السباكة في نفس القرية . وكنا نأخذ بضاعتنا من الموردين بالآجل ولكننا نلتزم بالسداد في المواعيد المحددة .
كما كنت أقترض عند الحاجة من بعض الموسرين , ثم أستدين مرة أخرى لسداد الدين السابق .
حيث كان معظم الناس من عملائنا لا يدفعون لنا بانتظام بل إن كثيرا منهم لم يدفع حتى يومنا هذا وإني قد عفوت عنهم وسامحتهم لوجه الله .
وبعد أن تراكمت المشاكل والديون اختلفت مع أخي في أسلوب الإدارة وقررنا الانفصال بعد حوالي عام من الشراكة .
واستخرج أخي مؤسسة خاصة به وواصلت أنا في مؤسستي نفسها واتخذت قرارا بإغلاق قسم المواد الصحية والسباكة لعدة أسباب منها :
1 ـ عدم دفع الناس للمديونية المترتبة عليهم .
2 ـ تلف بعض أجزاء الأطقم الخزفية مما يجعل هذه الأطقم لا يستفاد منها ، وكذلك نقص في نوعية بلاط السراميك والقيشاني للون معين حيث كانوا في السابق يجعلون الفيلا كلها لونا واحدا فلا يستفاد من الباقي إذا كان أقل من 20 متر مسطحا .
وبدأت في عالم المقاولات المعمارية فكنت أتعاقد مع بعض المواطنين لبناء فلل خاصة بهم بنظام العظم .
ووفقت في الفوز بأول مشروع حكومي كانت قيمته 700 ألف ريال .
وكانت أسعارنا فيه متدنية ومتفاوتة لقلة خبرتنا في هذا المجال ، ولكن كانت التربة في الموقع سيئة حيث استفدت من بنود في العقد حول الحفر والردم والإحلال حسنت بعض الأسعار مما جعلنا نخرج بدون خسائر كبيرة والحمد لله . ولكني مع ذلك اكتسبت بعض الخبرة ولم أزل على طريقتي في الاقتراض لتغطية النفقات ونفعني بحمد الله عدة أمور منها :
الدقة في المواعيد والتي اكتسبتها خلال عملي في أرامكو ،
ثم التعامل بمصداقية مع العملاء والموردين والدائنين ،
وكذلك أداء العمل بأمانة مهما كانت الظروف .
وفي تلك الفترة من الله علي فتزوجت .
ويعلم الله أني قد ذهبت لزيارة مدرستي في الدمام بعد أكثر من سنتين ووجدت صورتي أنا الأستاذ صالح البلوشي لا تزال معلقة بصحيفة الشرف فحمدت الله كثيرا
وواصلت مشواري على هذا النهج فترة طويلة وأنا أقاوم الصعاب وأتابع العمل وأتحمل جميع المشاق حتى اكتسبت مؤسستي سمعة طيبة لدى المسؤولين في منطقة القصيم فكنت أنفذ بعض العمليات والمشاريع بالتكليف المباشر .
وأحرص على سلامة عملي من أي شبهة وأتعامل مع كل مسؤول نزيه .
وبعد ذلك نفذت مشروع بناية خاصة بعنيزة 0 بناية السعود )أعتقد بالشريمية
ومسجدا بمستوى راق حيث كنت دائما أحرص على الجودة مهما كان السعر وحصلت على مشروع سفلتة بالقصيم بمبلغ يقارب سبعة ملايين ريال ، ثم طلبني وزير العمل السابق أبا الخيل بعد أن تقاعد وبعد أن شاهد مستوى جودة العمل الذي قمت فيه فطلب مني أن أبني له قصرا في عنيزة وأنجزت العمل والحمد لله وحصلت على مشاريع متعددة عن طريق المنافسة تتراوح من مليون إلى ثلاثة ملايين ثم أخذت مشروع مبنى بعنيزة بمبلغ حوالي 11 مليون تابع للجمعية الخيرية .والذي هو مستشفى النساء والولادة
وفي تلك الأثناء عرض علي مشروع مستشفى
له قصة معاناة خاصة .
نكمل لكم إن شاء الله بالحلقة الثالثة .

الحلقة الثالثة
ها أنا أعود لكم من جديد ولكني قبل آن أستكمل
بعض التفاصيل لنشأة التجارة والمشاكل موضوع هام .

سوف أروي لكم بعض التفاصيل التي حدثت لي أثناء الدراسة وفي بداية مزاولة عملي .كما طلب أحد الأعضاء, التفصيل لأهمية البداية للشباب
وعليه أقول :
أيها الأحباب الأفاضل :
كما كنت قد وعدت وكررت بأني سوف أكون شفافا وصريحا في جميع أموري
و نقلي لجميع الأحداث التي مرت بي .
لأنها تهم شريحة كبيرة من الشباب لتوعيتهم سواء كانوا يطمحون في التجارة أو معرفة الأخطار التي تحيط بهم , وكيف يستطيعون بحول الله سلوك الطريق المستقيم , طريق الوسطية المعتدلة والذي هو طريق أمة محمد .
لا شك أن هناك أخطارا كثيرة تحدق بالشباب وتهدد مستقبلهم من الانحطاط والضياع والانغماس في الشهوات وطريق الضياع من مخدرات وغيرها .
وعلى الطرف المقابل من التشدد والتزمت والتنطع , أخطار لا تقل خطورة عن سابقتها فالفكر المنحرف يكون أكثر خطرا وعلاجه أصعب من بعض الانحرافات السلوكية العادية والمراهقة .
وسوف أروي لكم قصة حصلت معي شخصيا عندما استقمت وبدأت تظهر علي آثار الالتزام والاستقامة .
وهي من المواقف التي لا تنسى
وذلك أنني في أثناء دراستي في أرامكو وعندما أخذت نفسي بالانضباط والاجتهاد أصلحت كثيرا من الخلل في سلوكياتي وحرصت أكثر على أمور ديني وعلاقتي مع الله عز وجل .
ولا شك أن تلك المرحلة من حياتي كانت حساسة جدا وأعتقد بأن الله وقاني فيها من التطرف والتشدد الذي كانت دواعيه وأسبابه موجودة في ذاك الوقت ؛
حيث تنشط إحدى الحركات الإسلامية المتشددة، والتي أعتقد أنه كان في النهاية لها علاقة مع الحركة التي قادها ( جهيمان ) و أسفرت عن أحداث الحرم المؤلمة في عام 1400 هـ .
فقد دعانا مجموعة من المنتمين لها للفطور الجماعي معهم في مسجد السكن في رمضان لعدة مرات حيث كنا عزابا .
وكان من بين المجموعة باكستانيون ومصريون ـ على ما أعتقد ـ وقد حاولوا توجيه عاطفتنا الدينية إلى طريقهم المتشدد لأنهم يركزون على الشباب صغار السن بين 17و 21 سنة .
وحيث إن الحياة علمتني الكثير فقد كنت أكثر وعيا ولله الحمد وحرصا على معرفة ما يحيط بي .
وبعد حضورنا معهم لمرات عدة طلبوا منا تسجيل أسمائنا , فتساءلت عن سبب ذلك فقالوا : حتى نتمكن من معرفة عدد الحاضرين الآن , ومن سوف يحضر للمحاضرة القادمة بمسجد حددوه بالخبر فأعطيتهم الاسم الأول والعائلة فطلبوا مني التوقيع ، فخالجني الشك في أمرهم والريبة من مسلكهم و قلت في نفسي إن هناك شيئا غير عادي .
فامتنعت عن التوقيع معهم وتركتهم وانصرفت إلى غير رجعة .
من أجل ذلك أنا والحمد لله التزمت بديني باعتدال وركزت على الداخل والجوهر أكثر من الشكل الخارجي والمظهر فالمطلوب منا فهم الدين بصفة أكبر وليس مجرد الاندفاع العاطفي وتحسين الشكل من الخارج فقط كما يحدث مع كثير من الشباب اليوم للأسف .
هذا عن جانب المخاطر .


وعود على بدء مع رحلتي التجارية وحياتي العملية .
وأحب أن أروي لكم شيئا من تفاصيل تلك الرحلة بدءا من تنفيذ فلل العظم إلى الظفر بمشاريع تصل قيمتها إلى 11 مليون ريال .
وهي الفترة التي أعقبت استقالتي من شركة أرامكو وبداية نشاطي في المقاولات وكيف كانت البداية .
ولدي الكثير من الأحداث وما كنت أود سابقا أن أطيل عليكم بكثرة التفاصيل ،
ولكن هناك ممن يتابعني وخاصة من فئة الشباب من إذا عاشوا مع التفاصيل الدقيقة يتحمسون لمتابعتها بشكل أكبر .
ولذلك سوف أحاول ذكر بعض هذه الأحداث السابقة المهمة في بداياتي التجارية بدقة .
فبعد أن انفصلت عن أخي كل بعمله الخاص , كنت قد شرعت كما ذكرت سلفا بالقيام بأعمال إنشاء فلل عظم فقط وبعضها عظم مع المواد, وقد كانت السيولة في فترة من الفترات لدينا قليلة جدا .
وفي الوقت نفسه كان لنا مبالغ مالية تصل إلى 176000 مديونيات عند عملائنا , والتي هي قيمة مواد صحية وسباكة مضى على بعضها قرابة العام , ولم تسدد وكنا بحاجة لشراء أسمنت نقدا بملغ 12000 ريال لصب أحد الأسقف حيث كنا نخلط بالخلاطة و لم تكن الخرسانة الجاهزة موجودة كما هو حالنا اليوم
فقال لي المحاسب وقتها بأن السيولة لدينا أقل من 2000 ريال
فقلت له أعطني القائمة بأسماء العملاء الذين عليهم مبالغ مستحقة لنا ولم يقوموا بالتسديد .
وكان من ضمنهم شخص واحد لديه قرابة 70000 وذهبت إلى معظمهم طلبا للتسديد ولكني أخرج من عند بعضهم صفر اليدين إلا من الأعذار وبعضهم يماطل في السداد ولم أحصل إلا على ألف ريال على ما أذكر .
ومن الطرائف التي حصلت لي في المحل ومن المؤكد أن كثيرا ممن يتعاملون بالتجارة وخصوصا المدن الصغيرة , يواجهون أمورا مشابهة لذلك .
فقد أتاني أحد الزبائن في نفس القرية التي فيها محلنا الأول بكشف لمواد سباكة وبعد ما قمت بتقديرها كانت بحدود بمبلغ 7700 ريال فقال لي : أريدها على دفعة البنك , إذا استلمتها دفعت لك , فأجبته بأني لا استطيع أن أبيعك بهذه الطريقة ولكن إذا أعطيتني وعدا محددا بأنك ستدفع لي خلال شهر إلى شهرين بدون أن تربطني بالبنك فلا مانع فقال : لا فقلت له : أخصم لك 700ريال وأعطني7000نقدا فقال لا, وغضب وخرج من عندي وصدفة كان لنا فرع آخر افتتحتاه مؤخرا في مدينة مجاورة تبعد 15 كيلو عن قريتنا هي مدينة ( البدائع ) ففاجأني البائع في ذلك المحل بعد يومين بأن شخصا من قريتنا اشترى منه مواد سباكة بمبلغ 7400 نقدا ! وإذا هو يذكر لي اسم الرجل الذي خرج من عندي غاضبا فقلت سبحان الله من كتب له رزق لا بد أن يأخذه .
وبعد عدة أيام صادفت الرجل نفسه فسألته مداعبا لم لم تشتر مني ؟ فقال : إنه وجد في المدينة الأخرى المجاورة أناسا أفضل منكم وبضاعتهم أصلية وأرخص بل وعلى الحساب وهو أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة !
فأضمرتها في نفسي وما أردت إه فقلت : سهل الله عليك .
وهذه القصة هي مما يعانيه معظم أصحاب المحلات وخصوصا في المدن الصغيرة والقرى من مثل هؤلاء إما تعطينه دينا وإما يصف بضاعتك بالرداءة وعدم الجودة .
وفي تلك الأيام نفسها التي واجهتنا فيها تلك العقبات هبت عاصفة شديدة جدا أدت إلى سقوط سور المستودع على معظم المواد الصحية مما أتلف كثيرا منها وهذا قدر نحمد الله عليه .
لذلك قلت في نفسي إن هذا المشروع لا تعادل عوائده وفوائده ما يبذل فيه من جهد وتضحيات ولذا اتخذت قرارا مهما بإغلاق هذه المحلات نهائيا حتى أتفرغ للمقاولات المعمارية وقمت بالتصفية للبضاعة والموجودات بنصف قيمتها تقريبا
حاولت جاهدا الاستمرار في أعمال المقاولات الإنشائية رغم أن الديون تكاثرت علي بسبب المحل التجاري الذي أقفلته وبسبب أني أفضل أن أقوم بعملي بجودة عالية مما يكون معه العمل بالطبع مكلفا في الوقت الذي يقوم فيه وبكل أسف بعض الوافدين من اليمنيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى بتنفيذ الأعمال بأسعار متدنية .
على حساب جودة العمل وإتقانه ولا سيما مع جهل كثير من الناس في تلك الأيام بأصول الصنعة والجودة في الإنشاء إذ لا يفرقون بينها وبين العمل الرديء .
وهنا همسة في أذن أصحاب الأعمال أذكرهم فيها بقول الله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من غير لا يحتسب "
فالإخلاص بالعمل مهما كان مرهقا ومكلفا ستكون نهايته وعاقبته بإذن الله حميدة وأما من يحاول البحث المكاسب المادية فقط بدون الاهتمام بأداء العمل كما ينبغي فسيخيب سعيه ويسقط شر سقطة وإن ظهر له النجاح في أول الأمر .
وابحثوا عن المقاولين المعروفين بالرياض ( ما شاء الله )مثل القبيسي للياسة تجده محجوزا لأكثر من ستة أشهر وأسعاره تفوق الأسعار الدارجة وذلك للجودة والإتقان والأمانة في عمله وهي التي ينشدها العملاء . وهو مثال واحد ذكرته و غيره الكثير في مهن وأعمال مختلفة .لذلك أوصي جميع أصحاب الأعمال بالصبر على التعب مع الحفاظ على الجودة مهما يكن من أمر حتى ولو تكبدوا خسائر في البداية فهي مؤقتة فإذا اشتهر أمره وعرف الناس جودة عمله فسوف يكون النجاح حليفه بإذن الله تعالى " والله يحب المحسنين "
لذلك أعتقد والله أعلم بأن الإصرار على جودة العمل ومراقبة الله في السر والعلن جعلتني بفضل الله ـ رغم الديون والتكاليف الكبيرة ـ أكتسب سمعة جيدة لدى الناس ساهمت بشكل كبير في أن يصبح اسم مؤسستي مشهورا بالمنطقة ومطلوبا
وقد كان هناك رجل فاضل من الأثرياء رحمة الله عليه
هو الشيخ محمد السديس ) صاحب النقليات يقوم بأعمال خيرية وأعمال خاصة يصر على أن لا ينفذ أعماله ومشاريعه سواي رغم أن هناك من هو أقل مني سعرا من المقاولين الآخرين وقد أكسبتني تلك الأعمال زيادة في الخبرة جزاه الله عني خير الجزاء ورحمه رحمة واسعة .
وبالنسبة لمؤسستي بعد أخذ أول مشروع حكومي كما أسلفت أصبحت أتقدم لأعمال مماثلة تتراوح من مائتي ألف إلى مليون ومليونين وثلاثة وهكذا وكنت أحاول جاهدا كسب السمعة والخبرة معا , حتى ظفرت بعقد إنشاء قصر الشيخ أبا الخيل ثم دعتني الجمعية الخيرية لمشروعها البالغ تكلفته 11 مليون على ما أعتقد ثم حصلت على عقد تنفيذ مشروع مستشفى بالشمال والذي سوف أفرد له حلقة كاملة حيث استمرت معاناتي أثناء تسليمه وبعدها أكثر من سبع سنوات
وذلك في الحلقة الرابعة إن شاء الله .

التعديل الأخير تم بواسطة شاهد عى العصر ; 18-01-2014 الساعة 10:50 PM
رد مع اقتباس