نكمل قصة الطفلة غدير ،، فوقعت مغشياً عليها ولم يربطا أي من والديها بين نسج الخيوط وإغماءة غدير وحملها والدها وإنطلق بها إلى المشفى فأفاقت من إغمائها وسألاها والداها وهما يبكيان : ما بالك إبنتاه؟ فنظرت إليهم نظر البريئة وكأن عيناها تقول : لا أعلم ما حصل وذهبها بها إلى المنزل بعد أن طمانهم الأطباء وإستعادة قوتها وما إن وصلت حتى قررت أن تكمل نسج الخيوط فوخزت الأبرة فوكزها قلبها وصاحت وهي تبكي وتقول : قلبي قلبي فتعجبت والدتها من هذا الأمر المباغت لإبنتها فقررت أن تعيدها إلى المشفى لتنويمها لتشخيص حالتها وعلى الفور قاموا الأطباء بعمل الفحوصات اللازمة وأكدوا بأنها في حالة جيدة ولا يوجد ما يدعوا للقلق ولكن قرروا تركها تحت الملاحظة حتى يتسنى لهم متابعة حالتها وبقت والدتها بجانبها مرافقة لها وفي هذه الأثناء ذهب الأب إلى المنزل وهو قلق فسألته زوجته الأخرى عن سبب قلقه فأخبرها ففرحت بداخلها واسرت ذلك وأظهرت الحزن مرائية زوجها وقالت له : حسناً أحضر لي العمل المدرسي لأقوم بإكماله عوضاً عنهم فتعجب في داخله فلم تتفق يوماً مع ضرتها ولكنه أظهر حسن الظن وبالفعل أحضر النسيج وقامت تنسج بسرعة وفي هذه الأثناء كانت حالة غدير تزداد سوءاً فأدخلاها إلى العناية الفائقة وهي بغير وعي وكانت كثيرة الحركة وهي مغشياً عليها ففحصاها الأطباء وتعجبا بأن شقها الأيمن أصبح ساكناً ولم يعد صالحاً للعمل فقد أصيبت بشلل نصفي وذهب الزوج إلى المستشفى بعد أن علم بتردي حالة إبنته فمكث عندها إلى قبيل الفجر وتلك الماكرة لازالت تنسج حتى تعبت وغطت في نوم عميق وما أن توقفت عن النسج حتى أفاقت غدير وكانت لا تستطيع تحريك أي طرف من جنبها الأيمن وكان والدها مذهولاً ومتعجباً كيف حدث ذلك وما إنفكت والدتها تبكي وهي متحسرة وكادت تصاب بالجنون فهي تنظر إلى إبنتها الوحيدة وأطرافها تتوقف عن الحركة وهي لا تستطيع أن تصنع شيئاً فعاد والدها إلى المنزل ليرتاح قليلاً حت يعود في الصباح ولما بزغ الصباح ركب مسرعاً إلى المشفى فلما ذهب وجد الأطباء مجتمعين حول ابنته غدير فأصابته قشعريرة وأحاط به الخوف فلما حضر وجد أن والدة غدير قد اغمي عليها ايضاً وكانت تلك من جراء الصدمة والخوف ولكنها أفاقت وسأل أحد الأطباء عن وضع إبنته الصحي فأجابة : أن حالتها تزداد سوءاً وأطرافها تتوقف وحدة تلو الأخرى وهم لا يعرفون السبب بعد وفي المنزل كانت الزوجة الأخرى الماكرة قد بدات تنسج وتنسج لإكمال العمل بأسرع وقت ممكن فبدأت أطراف غدير اليسرى بالتوقف تدريجياً حتى أصيبت بشلل تام ولم يعد يتحرك فيها إلا عيناها واحضروا جميع الأخصائيين وكانوا يقفون حولها حائرين مما يحدث لها فوهن جسمها وهزل وأصابها الضعف ولازالت تلك الماكرة تنسج وتنسج .
أتوقف وسنكمل فيما بعد ..