كبر ابنها الوحيد الذي كان ونيسها في بيتها الخالي بعد وفااة والده
كبر وكبرت هي معه بدات اثار الشيخوخه تتسلل الى ملا محها واثار الهم والحب والتعلق اللتي تحمله في قلبها لابنها تزداد بعد ان اخبرها انه يجب عليه مغادرة قريته الصغيره لكسب الرزق في مكان بعيد عن امه..
وهي تقول لنفسها من احق مني يابني بك وبالتمتع بحديثك والانس بضحكك فكم جعت ياحبيبي لتشبع وكم سهرت لتنام وكم شقيت لتسعد....اااااااااااااااه يابني اليس من حقي ان اروء ضمأ شوقي اليك اللذي تأجج في قلبي وانت لم تذهب بعد .. فماذ سيفعل قلبي بي اذا لم ترك عيني ولم تسمع حديثك اذني.
ولكن اذهب ياثمرة فؤادي ولتتذكر هذه الدمعات اللتي سكبتها والحرقه اللتي ساعيشها فلعلها تجد لقلبك سبيلا فتذكرك امك الحنون وانت تصارع مصاعب الحياه والغربه.
ذهب الابن وفتح له من الدنيا مافتح ومضت الايام والاشهر والسنين وهو كما قالت له امه في سنين مضت ( يصارع مصاعب الحياه والغربه ) ولكنه للاسف لم يتذكر دمعاتها ولا شوقها له
وهي بالمقابل يمر عليها اليوم كالسنه لفراقه وكل لحظه تكون اشد من اللحظه اللتي قبلها شوقا وحزنا على فراق ابنها ..
عاد الابن ودخل على امه اللتي اقعدها وافقدها بصرها الهم والياس من عودة ابنها
فلما احست بدخول شخص الى بيتها التفتت الى ناحيه الباب وقالت من هناك...
( توقعاتكم.. مامقدار شوق تلك الام الحنون لابنها )
عندها دهش الابن من حال امه وقال بحرقه انا احمد ابنك ياأمي...
الموقف اللذي بعد هذا يصعب جدا شرحه والتعبير عنه فعاطفية الموقف اعظم من ان توصف بكلمات..
الشيء العجيب ان هناك من ينتظرك انت ومشتاق لرجعتك اليه اشد بكثييييير من شوق هذه الام لابنها أحمد وقدم لك اعظم مما قدمت هي لابنها,,,,,,,,,,, هل تعلم من هو,, انه :
اللــــه
قال صلى الله عليه وسلم ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح )
ولله المثل الأعلى
اللهم أرزقنا هدايه لا نضل بعدها ابدا وسعاده لا نشقى بعدها ابدا.