((اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لاَ يَمْلِكُهَا إِلاَّ أَنْتَ))
((فضلك)): الفضل هو الزيادة عن الاقتصار
والإفضال: الإحسان, والفواضل: الأيادي الجميلة
الشرح:
سأل المصطفى صلى الله عليه وسلم من فضل اللَّه كما أمر سبحانه وتعالى بذلك: "وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِه"
أي اسألوا اللَّه تعالى من مزيد إحسانه و إنعامه من أمور الدنيا والآخرة كما قال جل وعلا: "قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء"، حيث إن الفضل بيده جل وعلا يتصرّف فيه كيف شاء، ويعطيه من شاء, بكمال الحكمة والقدرة, فلا يُسأل إلا منه.
قوله: ((اللَّهم إنّي أسألك من فضلك ورحمتك)): أي أسألك يا اللَّه الزيادة من خيرك وعطائك وآلائك التي لا غنى لي عنها, وأسألك رحمتك التي وسعت كل شيء, أن تسبغ عليَّ من رحماتك، وتعطفك الدائم عليَّ؛ لأنه يا ربي لا غنى لي عن فضائلك ورحماتك طرفة عين.
قوله: ((فإنه لا يملكها إلا أنت)):
((أي لا يملك الفضل و الرحمة غيرك، فإنك مُقدِّرها ومُرسلها، فلا يطلبان إلا منك))؛ لأنه عز وجل هو مالك كل شيء, وله كل شيء، ومقدر لكل شيء، فلا يسأل إلا منه جل وعلا.
قوله: ((فأُهديت له شاة مصلية))
يدلّ على سرعة استجابة رب العالمين لنبيه صلى الله عليه وسلم يدل على ذلك بـ((الفاء)) التي تدلّ على التعقيب والترتيب دون مهلة, فأهديت له هذه الشاة مباشرة ترتيباً وتعقيباً على دعائه, وهكذا كل من دعا اللَّه رب العالمين، بحسن ظن ويقين، وصدق في التوجه، أعطاه اللَّه ما سأله في العاجل أو الآجل على مقتضى حكمته.
كما بيَّن اللَّه تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام حينما قال"رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" ، فكانت الاستجابة: ]فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا[ ، ورزقه اللَّه في العاجل والآجل، كما قصّ لنا ربنا في كتابه الكريم.