من العصر القديم ..
هكذا هي النهاية يا ابنة السلطان ...
طردنا من الأندلس و هزمنا ... يرافقنا الذل و الخوف
حاربنا و قاتلنا الأعداء على مدار تلك السنوات الطويلة حتى تبقى خلافتكم
نزفت دمائنا من أجلكم و قتل الكثير من الرجال لأجلكم
لكي نبسط نفوذكم و يبقى اسم ابيك الخليفة قوياً مرعباً ذو هيبة لكل الأعداء
سهرنا الليالي لنحمي الديار و العرش و الخلافة لكم
ابتعدنا عن اراضينا و اهلنا و تغربنا هنا و هناك
خضنا المعارك ليلاً و نهاراً و رأينا الاهوال بأعيننا و شممنا الدماء و تلطخنا بها
قطعنا الرؤوس و دسنا الاجساد المقطعة المتناثرة في جميع الأنحاء
ها أنا الآن طريداً يرافقني قليلاً من جنودي و أنا قائد القوات الذي حمل الراية الاندلسية
كم تحملت كلام اباك الخليفة و قسوته .. يثني علينا مرة و يقسو علينا مرات كثيرة
لأجلك يا أجمل العيون في ارض الاندلس تحملت و تجرعت كل هذا من أجلك
و اليوم انظر النظرة الاخيرة من فوق جوادي المرهق لتلك الشرفة التي كنا نتقابل تحتها و وصيفتك ترقب حتى تنبهنا
اين ذهبت ؟ إلى اين رحلت ؟ هل هذا هو فراقنا ؟ و هل ستكون نهايتنا هكذا ؟
من دون وداع ؟
هربت مع اباك و البقية من دون اخباري الى اين ؟
هل هكذا يكون الوفاء ؟ هل دمائي و رجالي و واجاعي و حبي لكم هباء منثور
مع هذه الهزيمة رحلتِ من دون وداع
كنت سأظل حتى آخر قطرة من دمي .. كنت سأواجه حتى الرمق الآخير
و رجالي الاوفياء سيبقون معي حتى آخر رجل لا من أجلكم و سلطانكم بل من أجلي فهم يحاربون معي لأني قائدهم المحبوب
... و لكنه لما بلغني خبر هروبكم من القصر
أمرت رجالي بالتراجع إن كانوا يريدون السلامة و الحفاظ على أرواحهم
آه ه ه لو بقيتم لربما كنا سننتصر فنحن كما تعلمين يا " عيون المها " نحن لواء " ابن حيان " و انا قائدها
ما بال اباك خرج خائفاً ذليلاً ..
الوداع يا اندلس الحب و العشق و الرخاء
الوداع يا جنة العرب و ساحة المعارك
الوداع يا ايتها القصور و الليالي الجميلة
الوداع يا قرطبة و الحمراء و اشبيليه و مرسية و شاطبة
الوداع يا أرضاً لن نرى مثلك يا اندلس
و الحمدلله و الشكر لله على كل حال