كلمات..
ماجدة الرومي.. كم أنتِ ملهمتي.. كم كنت استمع إليها.. وهي تشدو بأغنيتها الجميلة كلمات.. "يسمعني حين يراقصني.. كلماتٍ ليست كالكلمات"..
تذكرت حينها تلك الكلمات.. لم تكن كالكلمات.. بل كانت همسات.. تداعب بها مسمعي.. أحبكَ كما أنتَ.. كما أحببت صوتك.. كما أحببت أن أراك.. كما أحببت أن تأخذني بذراعيك.. تنسيني العالم.. تنسيني من أنا.. ومن هم هنا..
"يأخذني من تحت ذراعي.. لمساءٍ ورديِّ الشرفات".. ما أعذبكِ يا ماجدة.. تذكرني دوماً بها.. وتزيد جراحي المؤلمة.. التي لم تندمل رغم السنين.. تذكرني بها حينما تسألني: ماذا أرتدي في عيد لقائنا.. وتستدرك قائلةً: وردي ألا يعجبك!!.. تعجبني ثقتها بنفسها.. رغم غرورها بجمالها.. وتورد خديها الناعمين.. كنعومة طفل.. عندما تخجل.. ما أجملها.. وما أتعسني..
غردي يا ماجدة.. أطربيني.. أمطري علي بكلماتك .. "والمطر الأسود في عيني.. يتساقط زخاتٍ.. زخات."
كما هو الآن.. وكأن عيني نهرٌ لا يجف ماؤه..
صدقتي يا ماجدة .. "وأعود.. لا شئ معي.. سوى كلمات"
لا شئ معي.. أخذت مني كل شئ.. ابتسامتي.. طفولتي.. عذوبتي.. أخذتني.. ولم تبقي مني شيئاً لي.. ولم تهديني سوى.. كلمات من حزن.. وهموم قلب لا يمل من ذكراها..
ماذا أهديها في عيد فراقنا.. بعض الدموع.. ونحيب صوت يكاد لا يُسمع منه إلا النحيب..
آه كم تجرعت المرارة حينما همست لي بتلك الكلمات.. حان موعد الفراق!! حان موعد الرحيل.. إلى غيرك.. لا بيدي ولا بيدك.. هذا هو قدرنا.. جمع بيننا وهاهو يفرقنا..
لماذا كل شئ نعلقه على شماعة القدر.. استغفر الله.. ربما هذا نصيبنا.. وهذا ما كتبه الله لنا..
اذهبي.. فلستِ سوى ملهمتي.. لستِ سوى ماضٍ تركته.. لستِ سوى امرأةٍ كـ سواكِ..
سأعود.. إلى نفسي الممزقة.. إلى روحي المبعثرة.. إلى ورود سنيني الجافة.. سرقتني السنين ولم أقم بإروائها.. سرقتني من نفسي.. من أعذب لحظاتي..
إلى هوى عشقي.. ها أنا أبتعد.. لأرى كيف هي أيامك بدوني.. رغم علمي بذلك.. سأعدو بعيداً عنكِ .. عسى أن أجد ضالتي.. رغم مللي.. فأنتنّ سواء..
سأخلد إلى النوم.. مفتوح الجفون.. لن أنام كي لا أحلم بكِ.. لن أنام.. كي لا أرى طيفك أمامي.. ولكن..... سأنام.
عاشق الريم.