الحمد لله{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ
الْمَصِيرُ}(غافر:3). أحمده جلَّ شأنه وأشكره وأتوب إليه واستغفره،وأشهد أن
لاإله إلا لله وحده لاشريك له،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله
ضلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،أمابعد:فاتقوا الله عباد الله،واعلموا
رحمني الله وإياكم أن من فضل الله عليكم في هذا العام أن أكرمكم بشهر
رمضان وقد خلا من المشاغل،شهر رمضان في فترة الإجازة أدعى لحسن
الاستثمار،وكم نسمع عن بعض المحرومين جمع الله لهم بين شرف الزمان
والمكان وتجدهم يسافرون لقضاء رمضان في الخارج،بل منهم من يسافر في
أفضل أوقات الشهر في العشر الأواخر منه بحجة قضاء العيد في الخارج،
يا أمة الإسلام أَيَتْرُك العاقل الموفق بلد يتمنى المسلمون قاطبة أن يقضوا رمضان فيه ويسافر
للخارج؟. ولنقاطع نحن وأبناؤنا وأُسَرُنا سيل الشهوات الجارف حتى لا نغرق فيه،
وكم ممن غرق في سيل الشهوات يصلي ويقرأ القرآن في رمضان ولكنه
فقد أجمل ما فيها وهي لذة العبادة،فيشعر بالشهر ثقيلاً عياذاً بالله،ويخرج
من رمضان كما دخل فيه،عباد الله اسمعوا لنداء ربكم إذ يقول:
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133).