الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح , بينما العرب يحاربون الناجح حتى يفشل , هذه حقيقة , هناك يوفرون لك أمورا فوق حقوقك , بينما هنا تُحرم من حقوقك , هناك يصنعون لك سلما ليسهلوا من مهمة صعودك , بينما هنا يحفرون لك حفرة ليدفنوك فيها أنت وكل ما يمت للإبداع بصلة .
في البلدان العربية تتحول الحقوق لأمنيات مستحيلة التحقق , وفي حال طالب احدهم بشيء من حقوقه البسيطة كالسكن والعلاج جردوه من وطنيته وأرسلوه لمكان بعيد جدا ً ولجعلوا آخر ظهور له ( قبل مطالبته ) فالمسئولين هنا يحرصون كل الحرص على ألا تعطى الكراسي التي يجلسون عليها لغيرهم , فتجدهم عوضا عن التقدم يسعون بكل الطرق المشروعة ونقيضتها للحد من تقدم غيرهم , الكراسي التي يجلسون عليها أشبه بالوطن , وهم أفضل من يضرب الأمثال في الانتماء , واسألوا العناكب التي بنت عششها على ذلك الوطن .
تُخصص الحكومة السعودية لوزارة التربية والتعليم ميزانية ضخمة , لكن الوزارة بدلا من بناء مدارس وجدنا بأنها تميل لاستئجار بعض المنازل المتآكلة لتحولها لمدارس , وتصرف هذه الوزارة ملايين الريالات على شعار لها , هذه الوزارة أشبة بفتاة ثرية لكنها حمقاء وقبيحة , فهذه الفتاة تهتم بمظهرها الخارجي رغم قبح باطنها , أما الفتاة الأخرى عفوا الوزارة لا أعلم ما هو السر خلف ابتكارها لعراقيل بطريق الطلاب , فالتلميذ في وطني إن أبدع يعاملونه وكأنه مجرم , فالبعض ينعته بسارق الإبداع , وهذا حدث مع احد الطلاب فعندما تفوق واجتاز العقبة التي يسمونها ( قياس ) قال له المسئولين عن المركز : النتيجة التي حصلت عليها لا تليق بك , لذلك أنت مُجبر على إعادة الاختبار , لو كانت أعين ذلك الشاب زرقاء وشعره أشقرا ً لاحتفلوا به ولتعاملوا كما يتعاملون من المبدعين الذين سبقوه , أما البعض الآخر فلا تسعده رؤية الناجحين لذلك تجده يقلل ويحسد .
وطني كالأب الفقير الذي يزرع بعض المفاهيم الخاطئة بعقول أبنائه , وبعض هذه المفاهيم مضحك مبكي , فهذا الأب لا يكل ولا يمل من غزو مسامع أبنائه بقول : أنا أخرجتكم لهذه الحياة وما تنتجونه لي , انتم بدوني لا يمكنكم التنفس , أنا أحسن واحد , فهذا الأب رغم شبعه إلا أنه لا يترك لأبنائه لقمة تمكنهم من مواصلة الحياة , لا يهتم لموت احدهم , الأهم بالنسبة له هو أن يبقى , انه والد عاق , هو بالفعل كذلك لكننا نحبه وسحقا لبعض الحب .
فقبل دخولك للجامعة لابد لك أن تدفع لهذا الوطن , وبعد تخرجك من الجامعة أيضا أنت مجبر على الدفع , وللأسف الاختبارات التي توضع قبل الوظيفة تكون تعجيزية , يا أيها العدو اركلني بعلمي لان ذلك سيخفف من ألمي , لكن احذر من ركل الفجأة فهو أقوى من القتل , واحذر من السير على نهج المسؤولين عن ( قياس ) فهم يعطونك من الأمل بصيصا وفي نهاية الأمر تكتشف بأنهم طعنوك من الخلف .
هذا الاختبار يبين لنا بأنهم على علم بأن تعليمهم لنا سيء بل سيء جدا , أيضا هذا الاختبار ينسف جهد اربع سنوات , العمر يجري وهؤلاء يسرحون ويمرحون , دون إدراك منهم بأن الظالم لن يفلت من العقاب مهما فعل , وان المظلوم سيصبح قويا جراء ظلمه وسيكون وحده الرابح الأكبر .
التخبطات التي تسير عليه وزارة التعليم واللعبة التي يلعبونها أصبحت واضحة للجميع , لا توجد وظائف , لا بأس لا نريد وظائفكم , لكن كونوا على قدر من الشجاعة وقولوها بصوت مرتفع يا مواطنين لا نريد توظيفكم , واعلموا بأننا لسنا عاطلين ولن نكون كذلك أبدا , إنما نحن معطلين , وسكوتنا على ما يحصل ليس رضا و لا هو استسلام , إنما نحن نتبع تلك المقولة التي تقول : اتق شر الحليم إذا غضب , فحبنا لهذا الوطن العاق وصل لذروته , وهذا الحب يجعلنا نفكر عشرات المرات قبل اتخاذ أي خطوة تمس به .
لكن يا وطن هل يرضيك أن يتم تصنيفي بالفاشل و أنا احمل بين يدي شهادة جامعية ؟
هل يرضيك أن أتضور جوعا وخيراتك عن يميني وعن شمالي ؟
هل يرضيك أن يتم اختلاق الحجج من المسؤولين ليخلقون مني عاطلا تفوح من رائحة الفشل ؟
يا وطن أريد حقي , هل تسمعني أريد حقي , ولا أريد شيئا ً سواه.
بقلم : سيف المطيري