إن الغزو و عمليات القصف على غزة
ليست من أجل القضاء على حركة حماس
و ليست من أجل وقف إطلاق الصواريخ على اليهود
ليست من أجل تحقيق السلام
إنما قرار يهودي بقتل و تدمير و هدم غزة
هو من أجل استخدام أسلحتهم الحديثة و المدمرة
للقضاء على السكان المدنيين الذين لا يستطيعون القتال
هي المرحلة النهائية من حملة استمرت لعقود طويلة
لإبادة الشعب الفلسطيني
إن الإعتداء على غزة هو من أجل إنشاء أحياء يهودية قذرة ينعدم فيها القانون
في الضفة الغربية و في غزة
حيث بالكاد تكون فيها حياة الفلسطينين محتملة
هي من أجل بناء سلسلة مطوقة من المقاطعات الفلسطينية
حيث سيتمكن الجيش الصهيوني على الفور من إيقاف حركات النقل
و قطع الطعام و الدواء و الغذاء ليدوم عليهم الشقاء
إن الإمتيازات و السلطة و بالأخص السلطة العسكرية
هي خطيرة و سامة فبأعمال العنف يقضون على جميع من يقف في وجه قواتهم أو يقاومها
و حتى من يحاول استخدامها لكي يصبح الطرف الأقوى
إن صهيون تستخدم طائرات هجوم متطورة و سفن بحرية لقصف مخيمات اللاجئين المكتظة
و المدارس و المبان السكنية و الأحياء الفقيرة لمهاجمة سكان ليست لديهم قوات جوية
ولا دفاع جوي ولا قوات بحرية ولا أسلحة ثقيلة ولا وحدات مدفعية
ليس لديهم مدرعات آلية ولا قيادة عسكرية ليس لديهم جيش
فكيف تسمون هذا حرباً
كلا هذه ليست حرب
هذا اغتيال
صور الاطفال الفلسطينيين القتلى مصطفين و كأنهم يغطون في النوم
على أراضي المستشفيات الرئيسية في غزة
فكناية عن المستقبل .. لن تتحدث صهيون إلى فلسطين من الآن فصاعداً إلا بلغة الموت
إن الذين يدبرون مثل هذه الحصارات
لا يدركون كمية الغضب الرهيبة التي تتولد عن الذل و العنف و العشوائي
و الظلم
فالآباء و الأمهات يموتون أطفالهم بسبب قلة توفر اللقاحات
أو عدم تلقيهم لعناية طبية لا ئقة
لا ينسون ذلك
طفل تتوفى جدته المريضة أثناء احتجازهم في نقطة تفتيش يهودية
لا ينسى ذلك
عوائل تحمل أجساد أطفالهم المصابة للمستشفيات
لن ينسوا ذلك أبداً
كل من تحمل الذل و الظلم و موت أحبابهم
لن ينسوا ذلك أبداً
فهذا الغيظ أصبح فيروساً
للذين يتخبطون في وضح النهار
ألم يتعجب أحدكم
أن 71% من طلبة المدارس في غزة بعد إجراء مقابلة معهم
صرحوا بأنهم يريدون أن يصبحون شهداء !
فالإمتناع الذي صدر بداية من قائدنا السياسي باراك أوباما
و الأعضاء الخمسة في مجلس الشيوخ " الكونجرس "
و دفاع الإعلام الرئيسي عن سلطة القانون
و مبدأ حقوق الإنسان الأساسية
تظهر لنا كم نحن جبناء و منافقين
إن الحوارات العامة بشأن الهجمات على غزة
تناقش إدعاءات منافية للعقل تخص اليهود
و ليس الفلسطينيين
الذين تهدد كرامتهم و أمنهم
فهذا الدفاع الأعمى عن اليهود مؤلم حد الوجع للفلسطينيين
فهذه خيانة لذكرى الضحايا الذين قتلوا في عمليات الإبادة الجماعية
في أوقات سابقة فما نستفيد منه من محرقة الهولوكوست
هو أن اليهود ليسوا مميزين ولا فريدين من نوعهم
ولا ضحايا مستهدفين أبدياً !
ما نستفيده من محرقة الهولوكوست
هو أنه عندما تكون لديك القدرة على وقف الإبادة الجماعية
لكنك لا تفعل ذلك
بغض النظر عمن يقود تلك العملية
أو لمن هي موجهة له
فأنت جدير بالملامة !
فنحن الملامين لأننا نملك مقاتلات نفاثة طراز F-16
و طائرات مروحية مقاتلة من طراز أباتشي
و قنابل ذكية يصل حجمها إلى 250 رطل نوع GBU-39
وهذه كلها جزء من ثلاثة مليار دولار
من المساعدات العسكرية التي نمدها بها إسرائيل
الفلسطينيون يقتلون في هذه الأثناء بأسلحة صنعت في أمريكا
لكن أعتقد أن قسوة قلوبنا وعدم اكتراثنا لمعاناتهم هي أمر متوقع
لأنه وفي نهاية المطاف
نحن من نقتل النساء و الأطفال
و على صعيد أسرع في العراق و أفغانستان
الصحفي الأمريكي - Chris Hedges
ترجمة : خولة العريفي و أروى الراجحي