الموضوع: من المعاق ؟!
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 13-09-2014, 10:51 AM
الصورة الرمزية الفتى الناجح
الفتى الناجح الفتى الناجح غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 2,319
معدل تقييم المستوى: 11695241
الفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداع
من المعاق ؟!

المجتمع هو محيط يعيش به الإنسان ليتكيف لخوض مرحلة الحياة , فالمجتمع يمثل للإنسان عائلة أخرى ويمثل هو أحد أفراد تلك العائلة , فمن المجتمع الإخوة ومنهم أولياء الأمور والكل يجب أن يعامل بحسن معاملة واحترام وإنسانية بعيداً عن التصنيف والعنصرية لأفراد ذلك المجتمع , فالمجتمع يجب أن يطمح ليكون أمة واحدة يتعاضد أفرادها ؛ ليكون لها القوة والكلمة الواحدة ولتشق طريق الرقي والتقدم ولتضمن المستقبل ببقائها على وحدتها .
العديد من المجتمعات للأسف تفتقر لأحد أساسيات الوحدة ، ألا وهو عدم التصنيف بين الأفراد ، فالمجتمعات العربية تمارس التصنيف وبحرفية تامة , على سبيل المثال تصنيف ذوي الاحتياجات الخاصة فيصنفهم المجتمع في المدارس و المراكز الصحية والأسواق ومواقف السيارات وحتى دورات المياه أعزكم الله ، ووصل الحال إلى أن صنفوهم بالحديث والتخاطب معهم بالتالي المجتمع من ذلك النفور وعدم تقبل الشخص الآخر ، فالعديد منا يعجز عن التعامل معهم بإنسانية بعيداً عن العنصرية .
المجتمع الذي لم يتمكن من استيعاب جميع أفراده ولم يمنح الجميع فرصا ً متساوية , بحيث يشعر بعض أفراده بالعجز رغم امتلاكهم قدرات تؤهلهم لعمل شيء ما هو إلا مجتمع ( معيق )
المجتمع الذي لا يعترف بإمكانيات ذوي الإحتياجات الخاصة هو مجتمع معيق , لأنه هو الذي أخفق في دمجهم والاستفادة من قدراتهم .
أعتقد أن المجتمع لازال ينظر لذوي الاحتياجات الخاصة نظرة سلبية ودونية وأعتقد أن تغيير تلك النظرة يحتاج للكثير من الوقت , فلو عدنا للماضي لوجدنا أن الفرد من تلك الفئة لا قيمة له حتى وصل الأمر إلى إعدامهم وحرقهم والسبب يعود لأنهم غير قادرين على خدمة أنفسهم أولاً و خدمة مجتمعاتهم ثانياً والآن الحال وإن كان سيئا ً إلا أنه افضل مما كان عليه .
لكن ما أن جاء الإسلام إلا وتبدل كل شيء , وتلاشت الغشاوة التي غطت أعين الكثير والمتأمل في كتاب الله تعالى يجد نفسه أمام آيات كثيرة توحي بذلك قال تعالى : {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم } التوبة :91
وقد تكرر في القرآن لفظ :{ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج } آيه 61 من سورة النور
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لكل أصحاب الإصابات والإعاقات:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ"
فكل ما أدرك المجتمع أن نقاط الشبه بينهم وبين ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر بكثير من نقاط الاختلاف
انعدمت النظرة السلبية وأصبح المجتمع كالجسد الواحد ، فإن أصاب ضرر لأحد أجزائه من أفراد المجتمع تداعى سائر الجسد كقول خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " . (رواه بخاري و مسلم)
لكن على الرغم من وجود الإسلام إلا أنه هناك من يسخر من هذه الفئة , فهناك من يسخر من خلقتهم التي خلقهم الله بها , وهناك من يسخر من طريقة حديثهم , متناسين هذه الآية : ( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
والإسلام قد حثنا على اختيار الأسماء والكنى الجميلة والجيدة ومناداة الإنسان بأحب الأسماء إليه فالمسلم لا يحب لأخيه المسلم إلا ما يحب لنفسه .
إلا أنه يوجد من يطلق على ذوي الاحتياجات الخاصه لقب ( معاقين ) على الرغم من أن المعاق لا يطلق الا على من يواجه عوائق تعيقه , حتى الأصحاء جسديا ً تمر عليهم لحظات يصارعون الأمراض ويجتازون هذه العوائق , لكن من يفهم ليرحم .
وأعتقد أن السبب الرئيسي للمشكلات التـي يعيشها المجتمع هـو الرضا بالحال وقناعة بعض المثقفين والكبار بالطريقة التقليدية والكلاسيكية التـي عرُفت منذ زمـن الأجداد , لا يحبون التطوير ولا يرغبون بالتجديد ولا يقبلون العلم والحكمة إلا مـن أناس معينين مما أدى إلـى إنحسار ثقافتهم وعلومهم لأنهم لا يتعلمون مـن كـل جهة وإنما مـن جانب معين وفـي الحلال والحرام فقط ,
ونحن فـي زمـن السرعة والتكنولوجيا ولا يمكن أن نسير على وتيرة واحدة فالغرب تفوقوا علينا بعد أن استفادوا مننا
لماذا تقدموا عـلى العرب ؟
لأنهم لا يفكرون بطريقة تقليدية وإنما يبحثون عن مصلحتهم فـي أي جهة ومـن أي اتجاه حتى مـن العدو ومثل مـا يقال الحكمة ضالة المؤمن فأن وجدها سـار عليها ولكن عندما نأتي إلـى العرب فإنهم يطبقون العكس فالمخالف لا نأخذ منه شيئاً حتى لـو كـان صحيحاً وعلمياً .
و نحن أيضا ًانشغلنا باستخدام ( اختراعاتهم ) التي كلما شاهدوها استصغروا انفسهم وطوروها .
تتصادم مشاعر الفرح بالحزن عندما أجد الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة قد ( اخترع ) شيئاً ليستفيد هو منه ويفيد به غيره من نفس الفئة فيتم تهميش اختراعه مستصغرين ( انتاجه ) كونه غير سليم الجسد لكن لا يهم طالما أنه ساعد نفسه في ظل وجوده في مجتمع مادي بحت واستغلالي , ان وجدوا المبدع من هذه الفئة صعدوا للقمة على ( حسابه )
وبعد وصولهم يحرقون جميع أوراقه فسحقا ً لكل من يفكر هكذا .
عموما الملاحظ أن الدول وبعض المنظمات تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة لا لاجل عمل إنساني بحت وإنما في الغالب تلميع لتلك الجهة أو الدولة لرسم صورة ذهنية جميلة لدى المتلقى بينما الواقع شيء مخالف, فالملاحظ أن الاهتمام بهم لا يتجاوز صور تذكارية ( توثيقية ) أمام المركز أو المدرسة .
للأسف التعليم لدينا لا يثقف حول كيفية التعامل مع هذه الفئة الغالية فينعكس ذلك سلباً على الاسرة التي أحد افرادها من ذوي الاحتياجات الخاصة فيعانون بتربيته ويظلم كل منهم الآخر وقد يرسلونه لمركز خاص بالاهتمام به , لكن لن يكون هذا المركز اكثر صبرا ً عليه من اهله ولن يهتم به اكثر من اهتمام اهله به , بالتالي ينبغي من التعليم ان يكثف دوره من هذا الجانب , لا ان يعامل هذه الفئه معاملة سلبية كما حدث مع الشاب عمار بوقس ,
فعندما درس في أمريكا استقبلته مدارس الأصحاء وعندما عاد لوطنه لم يستقبلوه فانتسب وأثبت تفوقه على كل من شكك بقدراته وإمكانياته , عمار عاش وكانه غريب في وطنه , والتكريم يأتيه من الدول الأخرى وهو الآن معيد في جامعة دبي .
لكن المدارس قد نلتمس لهم العذر لأن الإهتمام بهذه الفئة ليس واجبا ً من واجباتهم ,
لذلك يفترض ان تكون العلاقة بين المدارس ومراكز التأهيل الشامل أكثر مرونة وأن تساهم المدرسة باكتشاف مواهب المنتمين لهذه الفئة لأن الموهبة في مجتمعي كالسلاح من يمتلكها يستطيع مجاراة مصاعب الحياة ومن خلالها يكتسب الإنسان ثقة لا تضاهيها ثقة .
للأسف الكثير من افراد مجتمعي يعتقدون بأن من يسقط لا يمكنه النهوض من جديد , ويعتقدون ايضا ً أن الفشل لا يخلق نجاحا ً المخترع مهند ابو ديه عندما تعرض لحادث مروري وفقد الوعي لمدة شهرين وبعد ان افاق وجد نفسه امام خبر باحد الصحف السعودية يقول : حادث يكتب نهاية اختراعات الشاب مهند !!
لكن ( عظمة عقلك يا مهند تخلق لك الحساد ) ونحن اذا لم نكن سنعين يفترض ألا نعيق ونثبط .
لو جعلنا الإسلام أمامنا في كل تعاملاتنا صدقوني ستصبح حياتنا أجمل , ويجب علينا بعد تطبيق الإسلام ان نعطي الآخرين فرصاً متساوية فالمجتمع للجميع .

بقلم : سيف ماطر





عمل من فكرتي