^^^^
أخي و عزيزي و أستاذي لو تعلم كم تسعدني و تشرفني أطلالتك على متصفحي الذي يزدان بمروركم بوركت أناملك " أكمل الفراغ "
إلى تلك الأرواح التي تنظر إلى الحرية بصمت و تأمل و أمل
أيتها الأجساد المتعبة من كل هذه القوانين الغير عادلة و القلوب المرهقة من الروتين اليومي الممل
إلى تلك العيون التي سئمت الوجوه العبوسة و نظرات التوعد و القلوب القاسية التي تضحك أمامك و و تتكلم عليك من خلفك
أيتها الأرواح الشقية في دنيا دنيئة ... أريد أن أوصل لكم بأن الإنسان خلق في كبد فلنتذكر و لا ننسى بأننا خلقنا في كبد
نعم إنها حياة قاسية تارة و مجحفة تارة أخرى .. و لكن فيها الدروس و العبر و الجديد و معادن الناس المختلفة
في كل يوم نتعلم و في كل يوم نزداد خبرة إذا ما عملنا و سألنا و قرأنا و عملنا بعكس إذا ما فضلنا الجلوس في منازلنا و حيدين
ماذا نفعل أخبروني ؟
هل نسمح لدمعاتنا أن تسيل ؟
هل نستسلم ؟
هل سنجلس بدون أن نقاوم و من دون أن نصبر ؟
هل نسينا أن الله أعطانا العقل لنفكر ؟
نحن بشر و الله تبارك و تعالى زرع فينا الإرادة و العقل و القلب
و بين لنا مامعنى التجارب و العبر من مدرسة الحياة
فنحن بحاجة لأن نتأمل فيما حولنا لأن الحياة مدرسة مفتوحة للكل
للفقير و الغني و الصغير و الكبير و لمن يعيش في وسط عائلته و لمن فقدهم
الوظيفة ليست الباب الوحيد للرزق فسبل العيش كثيرة منها التجارة و الحرفة
لقد تعودنا على معتقد خاطيء وهو أن لقمة العيش في الـ " وظيفة " فقط
لو رأينا من حولنا لرثينا حالنا كثيراً
هناك الكثير من البشر الذين يعملون في مجالات كثيرة في دروب هذه الدنيا
يعيشون حياة هانئة برغم أننا نستصغر مهنهم !!
أذكر رجلاً يعمل في بيع و شراء " نشارة الخشب "
يشتريها من محلات النجارة و يحملها في " الدينة " و يذهب بها إلى اسطبلات الخيول و يبعها هناك
و ينثرونها في أرضية تلك الإصطبلات ثم بعد كذا يوم ينظفون تلك الأرضيات من هذه النشارة الممتلئة بروث الخيول
و ينثرون مرة أخرى نشارة الخشب النظيفة كل هذا حتى تبقى الخيول في مكان نظيف لكي لا تمرض فتتعرض للموت
يقول هذا الرجل لأبنه " يابني إن هذه النشارة ذهب "
هذا الرجل عنده بيت من ثلاث طوابق في كل طابق زوجة له .. كل هذا من بيع و شراء نشارة الخشب فسبحان من بيده الرزق
لنصبر و لنتحلى بالعزيمة و الإرادة و لنفكر و لنجد حلولاً لحياتنا حتى نخرج من دائرة الحزن و الضعف و الجمود و القهر و لنتحرر من جور أرباب العمل و مدرائهم و مشرفيهم ... فلتكن أرواحنا حرة كالخيول الحرة العربية الأصيلة و لتحلق عالياً و تسمو كما تعلوا الصقور عالياً في الأفق العالي