بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأول


أمتدت عيناي وهي تفحص الأرض الخضراء,والحقول التي تمتد حتى السماء,ودولاب يدور في جدول صغير , وفتيات يلبسن فساتين طويلة وواسعه تبدو كالمظلات..هذا المسلسل الذي أتابعه يوميا في سنتي السادسة من العمر , والذي تجرأت وأنا أنظر إليه بأن احلم بأن أطأ أرض أمريكا لأستطيع الجري في تلك المروج..
حياتهم جميلة , وتمدني بصبر أيوب ..وعندما أكبر سأرحل هناك عبر بالون كبير.
كبرت ولازلت أتوق لتلك الديار,فلقد شكلت لدي فناً روحياً يجدر بي أن أعيشه.
الحياة ليست أصعب مما نتخيل,ولكن قوانينها ذكية للحد الذي قد يستصعب علينا فنقع بسبب ذلك بالفوضى..

حبي للقراءة , وللعلم , وللفكر...براعتي في الحديث , وارتياح الناس لي..بل حتى مساعدتي للكثير منهم لم يؤهلني من أجل أن أحصل على احلامي..وحده الله ثم جهدي جعلني أحصل على شيء منها.

كنت طيبة إلى الحد الذي أنظف فيه ثياب الناس بحسن ظني , بعضهم حصل على كل شيء على حساب وقتي ومهارتي الذي قدمته مساندة دون مقابل..لست أقصد أولئك الذين نطوق بهم ذكرانا بالفخر , بل أولئك الذين يكذبون عليك..ثم يكذبون...فتعمل بدون مقابل ويحصلون هم على المقابل...

بعدها بحثت عن علم سليمان , وفتح الله علي فتح مبينا..أحمده ليل ونهار على أن منحني شيء عجز عن الحصول عليه الكثيرون ألا وهو "العلم "

عبر لي مفسر أحلام بأنه قد يكون لدي رسالة ماجستير مميزه,وذلك لاني حلمت بان الجوزي..
رفضت هذا الخيار "ماجستير" أوه لا...لن أصل لتلك العتبة.
قال إذن كتاب..نعم لدي مسودة كتاب قد يكون ذلك.
قال ستكون مميزة...


الكثير من الرؤى.. بين مصر واليمن,بين مسجد الشيخ ابن عثيمين والطائرة..

ثم سجلتني صديقتي "غصب"..تم قبولي...درست...تخرجت بمرتبةا لشرف الاولى في رسالة قالوا لي " بانها ممتعة , مميزة, ومنذ سنوات طويلة لم يقم طالب بمثل هذه الرسالة البارعة.

نعم لقد رأيت ياصالح الدقلة في منامي , وأنت تقول لي تلك الآية الكريمة " وفي السماء رزقكم وماتوعدون " فذهبت لأسأل معبر سفيه قال لي تعبيرا بغيضا سيئا يحمل بشرى نجاح إبليس..

أبتهلت بتلك الآية الكريمة , واحببتها,فاتصلت على شيخ فقيه ليعطني المعنى الخفي...حروف روحه خضعت , وحلق بكلامه في المساء " الله..هذا سؤال بارع" وبدأ يتحدث عن هذه الآية كمحب..يبحث عن الرضا في حديثه عن الله.

عموما ..كان الحلم قبل سنوات من دراستي العليا,واسترجعتها بعد قبول" يالله أنه رزق"!

علمت بعدها أن الله يحب العلم,ويساعد كل من ينوي العلم,ويفتح لهم الأبواب الموصدة..لذلك
لا أحد يرغب بالعلم ويذخل لايمكن..أيقنت بذلك.

لازلت أذكر عبارتي السابقة " كم يستصعب علينا فهم نواميس الحياة "

بعد تخرجي ,وبتخصص له قوته في عالم الدول المتقدم, فمبالكم أن كان المتخصص اتخذ مسار قويا يستعان به لتدمير دول,ونهضة اخرى..فهي طلاسم لايفهمها إلا من سخر لها.

وأخيرا بعد سنة وست أشهر تقدمت لوظيفة "كول سنتر"

كان بإماكني ان احظى بمكانة رفية في دول العالم المتقدم , وأستثمر طاقتي مهارتي...وحياتي في شيء اتقنه وأحبه...

قد لم أستطع أن أدل المكان,ربما أضعت خارطة الطريق..ربما بلدي يرغب بي بشدة..ولكن أجهل أين أتوجه .

هل تعرفون ماهو تخصصي؟

هو ذلك الذي يمكن من خلاله فهم التكوين المعرفي للمجتمعات,وكيف تتحرك,وكيف تنمو, وكيف تنهار..

وكأنك تتفرج على المجتمعات عبر خارطة بيدك..


اطلعوا على الفينومينولوجيا..فهو بعض منه.





الجزء الثاني...ساكتبه بإذن الله..
توقفت لأن والدتي اتصلت لتذكرني بعمل قهوة الفطور..فاليوم هو التاسع تقبل الله ممن صام..