بين النّصرين: الافتراضي والواقعي
[align=right]لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي العزيز:
جزء من واجبنا في هذا المنتدى هو دعم الخطوات التي تعيننا على البر والتقوى والفلاح في الدنيا والآخرة. ولا شك أن الحصول على فرصة العمل المناسبة هو وسيلة من مجموع وسائل أخرى منحنا الله إياها كي نتهيأ لتحقيق الهدف الأكبر من وجودنا وهو عبادة الله سبحانه وتعالى وعمارة الأرض. وهو عطاء من ربك غير محذور، لا ترده الأنظمة واللوائح أو تعجل به أيضا، وإنما يرزق الله من يشاء . ولا يجب أن يتم النظر إلى تلك الفرصة سواء بالإيجاد(التوفر) أو العدم بوصفها خاتمة أو نهاية تقليدية اتفق عليها المجتمع لتاهيل الدخول إلى مرحلة أخرى. حقيق أن للرجل مهام ومسئوليات عديدة تتطلب العمل الجاد والمستمر للحصول على أفضل الخيارات ...
لكن لا يعني هذا أن أعبد "صنم العمل(بمعنى الوظيفة التقليدية " ويصير ملخص السنوات هو سطر واحد مفاده "عاطل" مع إظهار الإخلاص لقدسية العمل والرغبة لبناء المجتمع... قد لا يحظى المرء بالفرصة المثالية أو المطلوبة هل هذا يعني أنه انتهى كل شيء؟ بالتأكيد لا.
بطبيعة الحال، أقدر النظرة التي تسكن خريجو/ات القطاع الصحي والآمال اتجاه مستقبل مشرق ومتقدم نسبة إلى حيوية الفرص في هذا المجال وخصوبته... لكن الدراسات تقول أن العطالة اليوم وباء لا تفرق بين علمي وأدبي وإداري ومهني... أنه وباء... ويعني الوباء أن النجاة فقط هي ما يجب التركيز عليه في الوقت الراهن وليس البكاء على الأطلال..
وطبقا لتوجيه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لمعالجة الوباء لا يعني الخروج(الإقرار بالهزيمة) بل المقاومة وعدم الاستسلام..(الإقرار بالنصر بإذن الله)
ولست بحاجة إلى إعطاء درس صحي حول هذه المسألة فأنت أكفأ مني بلا شك..
كما توجد دراسات تؤكد أن تخصص المرحلة الجامعية ليس حاسما في تقرير العمل في ذات المجال.. ويلجأ الخريجون إلى خطط بديلة أو التحول إلى مجالات مختلفة انطلاقا من القاعدة العامة للدراسة الجامعية .. تبدأ من الدائرة القريبة لهذا التخصص( كفرع مستقل) إلى الدائرة الكبيرة( ادارة بشكل عام أو التحول لمسار مهني جديد).
وبالنسبة إلى حالتك - بافتراض تقييم جزئي للمعطيات - فإن مدة 3 سنوات - في رأيي- كافية لإعادة النظر في أنك تواجه مشكلة في تقدير ذاتك ومهاراتك وما يجب عليك القيام به من أجل اختيار أفضل للمسار المهني. تسيطر عليك تعميمات فاسدة تحد من قدراتك في تقدير الأمور الفنية اتجاه تطوير السلك المهني... كما أنك ترثى نفسك بدلا من محاسبتها بصرامه اتجاه التقصير وعدم تقديم أجوبة واضحة ومقنعة ومفسرة مقارنة بأجوبة مماثلة لحالتك حيال تعثرك المهني... تمهيدا لحلّها من الجذور سواء ما ماهو مهني أو سلوكي أو نفسي أو ديني.
قد تحتاج إلى مضاعفة تركيزك حول خطوات مساعدة مثلا.
تحديد المسار المهني بدقة.
تحديد طبيعة الوظائف في هذا القطاع. وتوسيع نطاق الفرص وعدم حصرها مثل مسار الترجمة أو الحاسب الآلي... أو تطوير فرص مماثلة في التخصص المهني.
واقع القطاع الصحي يعتمد على العلاقات العامة.. تطوير الاتصالات ومعرفة معلومات قبل الآخرين... أو إعلان برامج مفتوحة أو مؤقتة أو بعقد ...الخ يجب عمل خطة لحصر مجال الفرص الصحيح سيما المستشفيات التابعة للمؤسسات العسكرية.
إكمال الدراسات العليا أو تدريب نوعي (تكثيف التخصص).
تغيير المجال المهني نحو تطوير معارف ومهارات جديدة...
القطاع الخاص بديل "منكوص على عقبيه" ولكنه أفضل من الرثاء على المصير في أسوأ الحالات. وليس بالضرورة في مجال الدراسة الجامعية.
النجاح هو استغلال الفرص -طالما هو في مجال الطيبات المقرونة بالآداب العامة- وليس الرهان على فرصة موعودة في يوم ما...
الرهان هو أن أكون منتصرا الآن على أعدائي الداخليين والخارجيين في بناء سجلي المهني طالما أنني قادر على إضافة القيمة لنفسي وللآخرين؛ وليس "فيما بعد". لأن هناك فرق بين النصر بعد الهزيمة( الذي هو سجال بين طرفين)؛ أو النصر بأن لا سبيل لهزيمتك (طرف واحد مهيمن على الساحة) رغم غارات الأعداء المتواصلة لإخضاعك والنيل من هآمتك أنت منصور فلتكن كذلك. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون: الظالم لنفسه، المقتصد ، المتسابق للخيرات.
والله تعالى أعلم.
[/align]
التعديل الأخير تم بواسطة الشَّجر الأخضر ; 01-03-2015 الساعة 04:23 AM
|