قطعة جليد صغيرة مرمية فوق صحراء نجد ، تلتهمها الشمس شيئا فشيئا ، تتعارك مع الشمس ، تتلحف التراب لتحمي نفسها ، التراب يستغلها ليشعر بنعيم الحياة ، وصف مبسط لحالي الآن ، في كل مرة أجد فيها من أشعر بالاطمئنان وانا معه لا يتردد بصفعي واعادتي لما كنت عليه ، لم أعرف الخذلان إلا عندما أهديت ثقتي لمن لا يستحقها ، ولم أشعر بالحزن إلا عندما توهمت بأن سعادتي بيد مخلوق ، ولم أشعر بأنني نكرة إلا عندما عظمت من ولد تافها وسيموت تافها ، الكثير يرى بكسره لاحلاك جبرا لاحلامه ، ويرى في قتله لطموحك حياة لآماله ، لم أجد من يأخذ بيدي ليصعد بي للقمة بل وجدت من يرى في هزيمتي انتصارا له ، ظهري أصبح نقطة بداية لصعود من أخفق بصنع سلما له ، سلبت افكاري مني في وضح النهار ، ووضعت على رصيف الفاشلين ، مصيبة أن يتعامل معك البعض كما لو كنت عاهرة يتلذذون بجسدك وبعد الانتهاء يقذفونك بأبشع الاوصاف ، يمتصون منك ما هو مفيد ويضعونك بعد ذلك في رف اللا مفيد .
المعاق في بعض البلدان العربية صديق الفلاشات ، هو لا يريد أن يكون تحت الأضواء ويفضل أن يكون خلف الكواليس دائما فبعض المواطنين يشمئزون من خلقته أما بعض المسؤولين فيلتصقون به في حال ارادوا تحسين صورهم القبيحة او خلق صور جديدة ليصلوا على اكتافه للمكان الذي يريدون ، بعد ذلك يتعاملون معه كما لو كان مسخا او انسانا بلا قيمة .
قديما كانت بعض البلدان تقتل من يولد بإعاقة ، حاليا تغيرت الأفكار ، أصبحت القلوب أكثر قسوة ، فالمعاق بهذا الوقت يقتل عشرات المرات ، لا يوجد معاق على قيد الحياة ، المعاقين أموات ، هكذا يراهم بعض المسؤولين ، المعاقين جثث مرمية على قارعة الطريق والجثث لا تطالب بحقوقها ، ومن الظلم ان تعطى الحقوق للجثث المشوهة ولا تعطى لم يتنفسون ليل نهار .
تضحكني العروض الوظيفة التي تطرح للمعاقين ، فالعروض غالبيتها تقول : عرض خاص لذوي الاحتياجات الخاصة ، وظائف عن بعد برواتب مغرية !
سارع يا معاق وادفن نفسك بوظيفة لا تحقق بها أهدافك ، درست مع السليم وتفوقت عليه بمراحل وحملت شهادة جامعية كم أنت عظيم لكن مهلا ستبقى خلف السليم دائما ، فالمجد لا يصنعه معاق كما يتوهمون ، والجهة التي يقودها معاق يرون بأنها جهة ( معاقة ) .
سارع يا معاق و تسول حقوقك .
حكومتنا بارك الله بها تسعى بكل ما اوتيت من قوة لوضع المعاق بالمكان الذي يجعله راضيا عن نفسه , فهي توفر له دارا تهتم بعلاجه وطعامه , هذه الدار للحالات التي لا يمكن لاسرة المعاق التعامل معها , لانها تحتاج لاطباء واهتمام غير منقطع , ايضا من ناحية الوظائف الحكومة وفرت لذوي الاحتياجات الخاصة مميزات فالفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة عن يعادل اربعة اصحاء , قيمتة اعلى من السليم في سوق العمل وساعات عمله اقل تماشياً مع وضعه الصحي , لكن هناك من يستغل ضعف هذه الفئة وحاجتها بتغطية نظام السعوده .
في الختام المعاقين يوجد منهم المخترع والعالم , ويفترض ان يتعامل معهم بعض المسؤولين كما تتعامل معهم حكومتنا الرشيده .