رفضته «رياض الأطفال» لأنه مُقعد... وحاله تزداد سوءاً... مهند... «يذوي» أمام عيني والديه
الأحساء - محمد الرويشد الحياة - 25/10/08//
بعد رحلة علاج طويلة استمرت أشهراً في مدينة الأمير سلطان الخيرية في العاصمة (الرياض)، وبعد أن زف الأطباء النبأ السعيد له بأن ابنه اقترب من المشي بصورة طبيعية، لكنه يحتاج إلى علاج طبيعي وبشكل مستمر حتى يكتمل الشفاء، تبخرت هذه البشرى مع مرور الأيام، وحتى الآن لا يزال الطفل مهند وهو في سنته الثالثة يقف بمساعدة الأجهزة.
بحث الأب محمد العبدالرضا طويلاً عن مركز للعلاج الطبيعي في محافظة الأحساء، لكن من دون جدوى، ما جعل حال طفله في تدهور. ويقول: «ولد مهند وهو يعاني من شد في الأطراف السفلى، وضعف في القدمين، ومع التدريب تحسنت حال الضعف، لكن الشد يحتاج إلى علاج مستمر حتى يكتمل الشفاء، ولا يتم ذلك إلا عن طريق العلاج الطبيعي النادر في الأحساء»، مضيفاً «بحثت لمدة طويلة عن هذا العلاج، فلم أجده إلا في الدمام، التي تبعد عن مقر سكني أكثر من 200 كيلومتر، وتكبدت عناء الذهاب والإياب أسبوعياً، وصرفت مبالغ طائلة، لكن مع الأسف ازدادت حال طفلي سوءاً، وتطور شد الأوتار لديه».
كل ما يريده والد مهند من هذه الدنيا أن «أرجع من عملي ذات يوم، وأجد طفلي يهرول نحوي، وهذا المشهد أتوق لتحقيقه، والخوف من تبخره يطاردني على الدوام».
ويستطرد: «تأكيدات الأطباء تشير إلى أن حاله ستسوء مع مرور الوقت في حال لم يكن هناك تدريب جيد له، الأمر الذي يجعلني ووالدته في اكتئاب مستمر، فنحن نرى ابتسامته البريئة التي لطالما أنستنا الألم تذوي».
واجه الأب مشكلة أخرى في مسلسل بحثه عن مخرج لطفله «فكرت ووالدته في أن نجعله يختلط بالأطفال، وأن نشعره بأنه طبيعي، وكانت الفكرة أن ندخله روضة أطفال، لكن الأبواب كانت مغلقة في وجوهنا، لأن جميع الروضات لا تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى مع وعد والدته بأن تكون مرافقة دائمة له».
ويتساءل الأب «لماذا لا نجد روضة واحدة في الأحساء لذوي الاحتياجات الخاصة، أو تقبل باختلاطهم بالأصحاء، فيما تزدحم مناطق أخرى بها، ما يجعلنا في حيرة هل نترك أطفالنا عرضة لأمراض نفسية عدة؟ أم ننتظر معجزة لتحول ما يعانيه أطفالنا إلى إبداع، بل ويمكن أن يكون الشفاء من طريق ذلك الاختلاط؟ لكن مع الأسف لا وجود لمؤسسة واحدة فقط تقبله»، وجل ما يبحث عنه والده علاج ينهي معاناته إلى الأبد.
من يلتقي مهنداً يشعر بكم كبير من براءة الطفولة، فهو لا يعلم أن الأجهزة التي يستخدمها لتساعده في المشي ليست لعبة يضحك كلما دحرجها، بل إنه يشعر بمتعة غريبة وهو يتنقل بينها، ومخاوف والديه من أن يعتاد عليها وتلازمه إلى الأبد.
المصدر : صحيفة الحياة - الطبعة السعودية .