نومان الحسيني وابن عريعر
الفروسية هي إحدى صفات العرب الهامة ، والفارس الحقيقي هو الذي يملك صفات الشجاعة والاقدام والقوة والمروءة ، ويبتعد عن الغرور ولا يحب أن يتفاخر بأفعاله ، ويمدح نفسه بالمجالس ، ومن الفرسان الذين تنطبق عليهم هذه الصفات نومان الحسيني من قبيلة الظفير ، ومن فرسان وقته ، ونومان كان ملازما للشيخ ابن عريعر ، إلا أن ابن عريعر عاتبه في إحدى المرات عتابا اعتبره نومان لا مبرر له ، فترك ذلك العتاب في نفسه أثرا دفع به إلى العزلة ، والتنحي عن فرسان ابن عريعر ، حتى أغار في يوم على ديارهم قوم معادون لهم ، فهبوا للدفاع عن ديارهم ، وعندما علم بذلك نومان خرج من عزلته ، وامتطى صهوة جواده مع كوكبة من فرسان قومه قاصدا ديار المغيرين ، فصال معهم وجال حاصدا بسيفه من ظفر به من فرسان أعداءه ، حتى تحقق له النصر على أعداء ابن عريعر واستطاع أن يسترد منهم بعضاً مما سلبوا من دواب ، وعاد وفرسانه سالمين إلى ديارهم ، وعندما ذاع النبأ تنازع فرسان قومه وتجادلوا حيث يدعي كل واحد منهم أنه هو الذي هزم الأعداء ، ونومان صامت لمبلغ حزنه ، وما يطوي في جوانحه من عتاب ، ومر على هذا فترة غير طويلة ، حتى بدأت الأجواء تصفو للتصالح ، وعندما التقى ابن عريعر بشيوخ من أعدائه ذكروا له الحادثة مشيدين ببطولة فارس لديه ، وهم يودون اقامة السباق لمعرفته ،ولما أقيم السباق لم يروا من بين الفرسان ذلك الفارس الذي أبهرتهم شجاعته ، فبدأ ابن عريعر يتفرس وجوه الموجودين حتى يعرف أيهم الغالب واستدرك على الفور أنه نومان الحسيني ، فأتى به وأقيم السباق مرة أخرى ، فهتف الأعداء بأن هذا أنزل بهم الهزيمة فاستبشر ابن عريعر وطلب منه أن يتمنى بأمنية وهو محقق لها بعون الله ، فما كان من نومان إلا أن طلب ما يؤكد بطولته بوثيقة موقعة من قومه وأعدائه وكان له ما أراد ، فقال نومان :
ياشيخ أنا عندي بيوت على الها
افطن لها حيثك للامثال حــــلال
عيني سهيرة نومها ما دخــلها
وقلبي على جمر الغضـا له تملمال
بعض العرب ياشيخ مزين خيلها
اصحا ورد الراس في بعض الاحوال
بـعض العرب للنايبة ما حملها
((ولا كل رجَّـال يعوضـك بـرجـال))
ثلاث شايات علــى غير أهلها
الجوخ والدسمال والــثالث الشال
واللي الى جا الخيل عنكم عدلها
هذا من المصفوط مـاهو على البال
((نفسي زعول وخايف من زعلها))
تهوم هومات عريضـــات وطوال
نفس الفتى لا بدَّها مـن جهلها
واخاف ترمي بي على بعض الاحوال
((لااشتدت الشدة تناسا زمــلها))
نبيعــها بيــع الجلاليــب دلال
لاجاك خطوا ساعة مــا بدلها
كم فــارس نرميه منها على الجال
يوم الردي لاشاف خوف شقلها
((راحت اتقمز به على روس الاقذال )
راعي الجوف