نعم التجربة خير برهان .... نقول دائماً القراءة تفتح العقول وتعين علي التعبير ....دائماً نقول كلما قرأت استطعت ان تكتب ان تعبر ان توصل الفكرة التى تريد ... نقول دائماً ...اقرا ثم اقرا ثم اقرا ..وستجد نفسك تكتب وتكتب ... ولكي نفهم هذة الحقيقة ...اود عمل تجربة ...التجربة عملية سهلة وبسيطة وميسورة ... لتحضر أمامك( عشر) قطع تركيب الليغو الملونة .... وضعها علي الطاولة أمامك ... الان أمامك العشر قطع وعليك ان تقوم بعمل أشكال منها ...هل تستطيع ؟؟
نعم ولكن الأشكال محدودة جدا ربما ثلاث او اربع أشكال فقط تستطيع ان تقوم بتركيبها ...وستكون بسيطة في تركيبها ... ومع محاولة اخرى لتضع ( الف ) قطعة تركيب الليغو على الطاولة أمامك ... هل تستطيع تركيب أشكال ومجسمات من هذة القطع الألف ؟؟؟....بالتأكيد فالوضع الان اختلف وتغير لان العدد ازداد فبإمكانك الان ان تصنع بيتا كاملا بجميع مرافقة فالصناعة هنا ستكون اكثر دقة وتفصيل وجمال وضخامة... ولنكرر التجربة مع زيادة عدد قطع التركيب ( بمليون ) قطعة.... هنا لن تكون أشكالا او بيتا فقط ..بل بإمكانك ان تصنع مدينة بمرافقها وتتفنن في مرافق هذة المدينة فهنا مجموعة بيوت وبينهم ملعب ومدرسة كذلك هناك حديقة وأطفال وملاعب ... وعندما نلتفت لموضوعنا في القراءة والكتابة فنحن في الحقيقة كذلك ... حين نفتقر للمفردات كما في التجربة الاولى فنحن بالكاد نستطيع تركيب جملة او جملتين ...ثلاث او اربع عبارات ... نحن مقيدون لا نستطيع الكتابة والانطلاق فالمخزون والثروة اللغوية التي نمتلكها ضحلة جداً ... ولكننا ما ان نخزن مفردات في ذاكرتنا وهذا يكون من خلال قراءة لبعض الكتب ...تجد نفسك انطلقت واستطعت تركيب وتركيب عبارات جميلة... وكلما ازداد ألكم واتسع المخزون وملكت ثروة اكبر كما في تجربة المليون قطعة تركيب ....ستجد انك تتفنن في التعبير والإبداع فتلون كلماتك وتعمل على تركيبها بشكل متكامل ليس عبارة او فقرة ...بل انك ستنطلق لتتحدث عن فقرات متواصلة.... الكتابة عالم جميل ...وككل مهارة تتدرب عليها ستجد ان بإمكانك ان تقوم بصياغات وأشكال مختلفة في كل مرة كما في لعبة التركيب ...فانت مع مخزون المليون قطعة تتفنن في صناعة عالم جميل في كل مرة ...فمع الثروة اللغوية وإضافة فن الخيال نستطيع ان نغوص في عالم الكتابة بأجوائه الممتعة...