عندما يحل الفقر ضيفاً طيلة 15 عاماً، يكون السكن في الحدائق والأرصفة والشوارع وتحت لهيب الشمس لا مفر منه؛ حيث ربط البطن أياماً من شدة الجوع، والعيش على فتات الخبز الملقى، هذا هو حال مُسِن سعودي يبلغ من العمر 60 عاماً، وأطلق عليه الأهالي والمارة بجدة لقب (الوحيد)؛ حيث يعيش بعين واحدة وبلا ماوئ أو طعام أو جهة حكومية تمد له يد العون.
"سبق" زارت المُسن، في أحد الأرصفة بشارع صاري الذي يتخذه منزلاً لينام على ظهرة منذ 15 عاماً؛ حيث رصدت معاناته، وعائلته المكوّنة من 5 فتيات وثلاثة أبناء وزوجة متوفاة، وعلاقته بالضمان الاجتماعي وصداقته مع المارة، وأمنياته أن يكون بلا عقل كي لا يشعر بحاله.
بداية المعاناة
بنبرة الحزن والفقر روى المُسِن، لـ "سبق"، تفاصيل معاناته، قائلاً: "بدأت معاناتي عندما قادت بي الأقدار وفقدت عيني بسبب حادث مروري بعمر 30 عاماً عند ذهابي إلى تقديم لإحدى الشركات بالقطاع الخاص، حيث لم أجد وظيفة حكومية أو أهلية تقبل بي بعين واحدة، وأصبحت أعمل الأعمال البسيطة كحمّال في حلقة الخضار لكي أوفر قوت يومي، حيث كان حينها السكن والمعيشة رخيصة، ومع مرور الأيام والسنين أصبح هنالك غلاء والأعمال البسيطة احتكرت من جنسيات متعددة، ولم أعد أستطيع توفير قيمة السكن والمعيشة، وأتمنى أن أكون بلا عقل لكيلا أشعر بحالي.
عائلته
وتابع بقوله إنه متزوج، ولديه خمس فتيات وثلاثة أبناء وزوجة متوفاة، في منطقة القصيم عند أقاربهم منذ عشرات السنوات بعد أن ضاق بي الحال لا مأوى أو وظيفة تستر عليهم وهم بلا وظائف، في بداية الحال كنت أنزعج من غيابهم عن ناظري بجدة، ولكن إن قدموا فهل أسكنهم رصيفي المتواضع؟!
15 عاماً
وقال المُسن: "منذ 15 عاماً وأنا ملازمٌ أرصفة وشوارع جدة وحدائقها العامة أنتظر مَن يحن عليّ ويقدم الطعام والماء، وتحت لهيب الشمس، عشت فيها المر والعذاب من جوع والمرض والحشرات التي تمشي على جسمي وعوادم السيارات التي أصبحت عطر ملابسي المتسخة، طيلة هذه الأعوام لم أجد جهة حكومية تعطف عليّ بتوفير منزل أو وظيفة بمرتب مالي يغنيني عن الرصيف؛ حيث ذهبت إلى وزارة الإسكان وطلبوا مني الانتظار".
الضمان الاجتماعي
وأشار إلى أن دخله الوحيد هو من الضمان الاجتماعي بقدر 850 ريالاً شهرياً وبها لا أستطيع استئجار منزل أو سيارة أعمل عليها، تذهب جميعها في شراء الماء والثلج وبعض الأشهر أتعرض للسرقة من بعض عمالة مسلحين يأخذون كل ما أملك.
صديق المارة
وبيّن المُسن، أن 15 عاماً ليست بالقليل؛ حيث أصبحت صديق المارة وأهالي الحي ويعرفوني يقدمون لي الصدقات في بعض الاوقات ويجلسون معي ويستمعون الى همومي، مشيراً إلى ان في بداية الامر كنت اتعرض لمضايقة من قبل بعض الجهات الحكومية، ولكن عند تأكدهم أنني لست مصدر خطر على المارة والأهالي لم يتعرضوا ليّ مرة أخرى.
مناشدة
في نهاية حديث "سبق" مع المُسن، ناشد متابعة حالته وتوفير منزل له ووظيفة تسد قوت يومه وتبعده عن الحاجة والفقر الذي لازمه طيلة 15 عاماً.
تشكيل لجنة
وأكد مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرّمة عبدالله آل طاوي، لـ "سبق"، بعد عرض الحالة عليه، تشكيل لجنة عاجلة لزيارة المسن والكشف عليه ودراسة وضعه من الجوانب كافة، مشيراً إلى أنه إذا ثبت عدم إصابته بأمراض معدية أو نفسية سينقل فوراً إلى دار المسنين بمكة المكرّمة وسيتلقى الرعاية الكاملة.
شاهد الخبر مع الصور
http://sabq.org/wNCgde
الله مستعان وين الاسكان وين الضمان الاجتماعية وين الجمعيات الخيرية
الجواب(لا اعلم)
اللهم ارحمنا