عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 01-11-2008, 08:56 PM
حلم أخضر حلم أخضر غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 35
معدل تقييم المستوى: 33
حلم أخضر يستحق التميز
راتبي ألف ريال !

حول الفيلم :

الفيلم وثائقي قصير في 6 دقائق من اعدادي واخراجي ، يحمل عنوان ( راتبي ألف ريال ) ويحاكي برؤية واضحة وبسيطه مشكلة الفقر في المملكة من زاوية يجهلها الكثير من المسؤولين والمعنيين بهذه المشكلة .
أحداث الفيلم عبارة عن معايشة حقيقة لحياة شاب سعودي يعمل بوظيفة حارس أمن براتب لايتجاوز 1200 ريال ويعول اسرة مكونة من 7 أشخاص ، وكان الدافع لتنفيذ هذا العمل من منطلق مسؤولتي الاعلامية والاجتماعية تجاه وطني بعد تصريح رئيس هيئة حقوق الإنسان لجريدة الشرق الأوسط في اغسطس الماضي والذي قلل فيه من حالة الفقر في السعودية، معتبرا أنها بشكل عام (محدودة ومنحصرة على الأغلب في المناطق المعزولة) وهذا تصريح غريب والأغرب منه أنه حمل عنوان (لجنة حكومية تنهي مناقشة الفقر في جلسة واحدة ) في حين أن معالي الرئيس عندما سئل في نفسر الخبر عن سبب تأخر الهيئة عن بدء أعمالها ذكر أن لم يباشر مهام أعماله إلا منذ عام ونصف العام فقط، وقد استغرقت الفترة الأولى من عمله في أمور توزيع اللجان وإعداد لائحة أعماله، ثم النظر في مكافآت أعضائه بمشاركة كل من وزارة المالية، ووزارة الخدمة المدنية) ولك أن تتخيل معي ادخار اللجنة لعام ونصف العام من عملها من أجل النظر في مكافآت أعضائها ثم تجتمع لتنهي مناقشة الفقر في نصف ساعه !!
عندما زار خادم الحرمين الشريفين الفقراء في مساكنهم وسط مدينة الرياض قبل سنوات كان هذا اعتراف شجاع من القائد القدوه وصديق الفقراء في هذه البلاد بحجم هذه المشكلة والتي صرح حفظه الله حينها بأن : ( السمع ليس كالنظر والمسؤولية تحتم تخطي المكاتب .. وأن مشكلة الفقر لن تحل ارتجالياً) وهو ما استشهد به الفيلم .. في رؤيته للقضية وهي دعوة لكل مسؤول في هذه البلاد .. أن يكون بأمانه ومسؤولية قائد هذه البلاد وحرصه على مجتمعه .. وبرؤيته العميقة لهذه المشكلة المؤرقة .
للاسف ان الوزارات المعنية بهذه المشكلة لازالت الى الان تتعاطى مع الفقر “بجهل” لتفاصيله ومسبباته ومناطقه .. وطرق القضاء عليه ومن هم الفقراء تحديدا … ولعل في الفيلم تأكيد صريح وواضح بأن الفقراء يعيشون في المدن أيضا وبأعداد كبيرة وليس كما ذكر معالي رئيس هيئة حقوق الانسان … فهم بيننا .. يتألمون ويتعففون .. عن السؤال .. وربما بعض موظفي هيئة حقوق الإنسان من حراس الأمن من منهم على نفس وظيفة بطل الفيلم .. يعانون من وطأة الفقر الذي تم مناقشته والقضاء عليه بتصريح صحفي على بعد أمتار منهم !!
الفيلم يطرح تساؤول مهم جدا وهو : هل كل موظف خارج دائرة الفقر ؟
للاسف فإن الوزارت المعنية بقضية الفقر تجهل هذا الامر خصوصا وزارة العمل وهي المعني الاول به مع تأكيد دراسة علمية اجريت قبل عدة سنوات (دراسة عن الفقربالمملكة صدرت في عام 2005 للدكتور راشد بن سعد الباز أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض) بأن كل سعودي يقل دخله الشهري عن 1600 ريال فهو يعيش على الكفاف ومن قل دخله عن 1200 ريال فهو يقبع تحت خط الفقر وكل ذلك بدون حساب تكلفة السكن وهي نفسها الدراسة التي أكدت على أن مبلغ خط الفقر غير كاف لشراء المواد الاستهلاكية الضرورية ولدفع قيمة الخدمات من كهرباء وماء وهاتف ومصاريف دراسية وغيرها … فما بالك بمن راتبه لايتجاوز 1200 ريال ويسكن بالايجار ويعول أسرة من 7 أشخاص يعيشون كلهم مجتمعين على هذا الراتب البسيط .. فكم سيكون دخل الفرد منهم .. وفي أي خانة من خانات الفقر سيصنف كل واحد منهم ؟؟؟
في ثنايا الفيلم العديد من التفاصيل التي يرويها بطل الفيلم وخصوصا فيما يتعلق بوضعه الوظيفي وحرمانه من الاجازات اضافة الى عمله لمدة 12 ساعة يوميا بدون اجازه اسبوعيه وبدون تأمين صحي وبدون تأمنيات اجتماعية .. وهذا طبعا في نظر وزارة الشؤون الاجتماعية موظف ولايستحق الإعانة .. والمصيبة الاكبر أنه في نظر كل الوزارات : موظف !!
مشكلة الفقر ليست حصرا على وزارة دون غيرها .. ومما يؤسف أن هذه المشكلة أصبحت كالجمرة تتقاذفها الوزارات وكل مسؤول يعلن براءة وزارته منها وخلو البلاد من الفقراء .. ولا أعلم الى الان ماهي الاسس العلمية التي تم على ضوءها تم بناء تقرير هيئة حقوق الانسان التي استغرقت عام ونصف العام منذ تأسيسها لتأمين مكافاآت اعضائها ثم تعلن أن البلاد خالية من الفقر والفقراء في اجتماع لم يستغرق نصف ساعه .. مع أنني على مدى عام ونصف لم يدخل الى بيتي أي باحث أو معني بهذا الامر وكذلك جيراني وجيران جيراني .. وكل من أعرفهم من أصدقاء أومعارف بعضهم يعاني الفقر .. ويعقد الآمال على هيئة هي معنية به وبحقوقه واستكشاف أحواله عن قرب .. لا لتقضي على آماله بتصريح أبعد مايكون عن الواقع .
استهلمت في ثنايا هذا الفيلم رؤية عميقة للكاتب الهندي امارتيا صن (حصل في العام 1998 على جائزة نوبل في الاقتصاد عن عمله “اقتصاد الرفاه” ) وهو الذي يرى بأن الفقر حرمان من القدرة ولايمكن بأي حال من الاحوال الربط بين بينهما مادام الدخل وسيلة مهمة وأساسية للحصول على القدرات حيث يوضح أمارتيا صن في رؤيته هذه أن الفقر ليس فقط بالدخل المباشر الذي قد يتحصل عليه المرء من عمل ما أو عبر دعم حكومي ولكن أيضا بالمعطيات المختلفة التي تحول دون توليد القدرات لدى الأفراد للزيادة في دخولهم وبالتالي تحسين ظروف عيشهم ولعلي أذكر هنا مثالا عمليا من واقع طرح الفيلم من رد بسيط لاحد القراء على مقال الاستاذ الفاضل : تركي الدخيل الذي نشره في جريدة الوطن بنفس عنوان الفيلم( راتبي ألف ريال) حيث يقول القاريء في رده (والله ثم والله اني عاطل عن العمل لعشر سنوات خلت ولو فية امكانية يا استاذ تركي لارسلت لك قرار فصلي التعسفي قبل عشر سنوات ).. هنا وزارة العمل لم تحسم قضية هذا المواطن التي يحدد النظام المدة القصوى للانتهاء منها شهرين او أقل .. اهمال الوزارة المعنية بحل قضيته عطلت قدراته وحولته الى عاطل عن العمل وقذفت به الى دائرة الفقر ..وهذا يؤكد أن المؤسسات متى ما التزمت بمسؤولياتها الحقيقية تجاه المجتمع فهذا بالتالي يعني توفر المعطيات المولدة لقدرات أفراد المجتمع ومن ثم السير به نحو الرفاه .



مدونة الفيلم :

http://alasmari.wordpress.com