الرمـ ـ ـ ـال ...
إذا أمسكت بها بيدٍ مرتخية ومنبسطة ستظل الرمال بين
يديك ... وإذا قبضت يدك وضغطت عليها بشدة لتحافظ على
الرمال سالت من بين أصابعك وقد يبقى منها شيء في يدك
ولكنك ستفقد معظمها !!
والعلاقات الإنسانية كذلك..
فإذا أمسكتها دون إحكام محافظاً على احترام الآخر
وحريته فغالباً ما تستمر العلاقة كما هي..
ولكن إذا أحكمت قبضتك على العلاقة رغبة في التملك فإن
العلاقة ستأخذ في التلاشي إلى أن تفقدها نهائياً..
عندما تصاب بأي جرح عاطفي يبدأ الجسم في القيام
بعملية طبيعية كالتي يقوم بها لعلاج الجرح البدني ...
فدع العملية تحدث وثق أن الله سبحانه و تعالى سيشفيك
مما أصابك وثق أن الألم سيزول..
وعندما يزول ستكون أقوى وأسعد وأكثر إدراكاً ووعياً
بعد فترة ..
ستدرك الفارق الدقيق بين الإمساك بيد و تقييدالروح ..
وستدرك أن الحب لا يعني مجرد الميل
والصحبة لا تعني الأمان
والكلمات ليست عقوداً
والهدايا ليست وعوداً
ستبدأ في تقبل هزائمك برأس مرفوعة وعينين مفتوحتين
وصلابة تليق بالكبار وليس بحزن الأطفال..
ستعرف كيف تنشئ كل طرقك بناءً على أرضية اليوم لأن
أرضية الغد غير مستقرة تماماً لبناء خططك عليها..
ستعرف بعد فترة أنه حتى أشعة الشمس قد تحرقك إذا
تعرضت لها طويلاً ..
ولذلك عليك بزرع حديقتك و تزيين روحك بدلاً من أن
تنتظر من شخصٍ آخر أن يأتي إليك بالورود ..
وستعرف أنه بإمكانك حقاً أن تتحمل وأنك بحق أقوى وأنك
بحق شخص ذو قيمة ..
ستعرف وتعرف وتعرف ...
فمع كل وداع ستتعلم ،،
الحب الحقيقي لغيرنا يعني أن لا نشترط فيه أية شروط
كما أنه يعني القبول الكامل بل و الإحتفاء بشخصيته
كما هي ..
البعض يدخلون حياتنا و يخرجون منها سريعاً ، والبعض
الآخر يعايشنا لفترة تاركاً بصماته في قلوبنا
فالناس جميعاً لم و لن يكونوا شيئاً واحداً أبداً..
إذا قضيت وقتك في الحكم على أفعال الناس فلن تجد
وقتاً لتحبهم وتعرفهم ..
يتطلب الأمر الكثير من الفهم والوقت والثقة حتى نبني
صداقة حقيقية مع الآخرين..
غياب بعض الناس يترك في صدرك آآآآآآآآآآآآآه
مكتومة ...لا يسمعها أحد
الوحيد الذي أشعر بإنتمائي إليه ، أو إنتمائه لي ، أو تلاقحنا المشترك لتفريخ كلمة .
هو القلم .،
دائماً أتساءل من خلال ما أراه من كدحه ،.
أينا يمنح الآخر مجداً يا ترى ؟ ،.
أنا التي أنحت ذاكرتي لأمنحه تعباً ،.
أم هو الذي ينحتُ روحه ليمنحني سطراً !..