الديمقراطيون يسيطرون على الكونجرس
الامريكيون يختارون التغيير ويحملون أول أسود سيداً على البيت الأبيض
محمد المداح - واشنطن
اجتاحت رياح التغيير الولايات المتحدة بقوة، وكشفت النتائج عن فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بمنصب الرئيس الرابع والأربعين للبلاد، وأول رئيس أسود يصل إلى البيت الأبيض. وكانت النتائج الأولية أظهرت تقدما كبيرا لأوباما على منافسه الجمهورى جون ماكين، في الوقت الذي احتشد نحو مليون أمريكي فى شيكاغو للاحتفال بفوز أوباما. وقد فاز أوباما فى ولايات بنسلفانيا وفيرمونت ونيوهامشير ونيوجرسي وماين وتينسي وكونتيكت وميريلاند وواشنطن وإيلينوي وويسكونسن وماساشوتس وميتشغان وديلاوير ونيويورك ونيو مكسيكو، فيما فاز ماكين ـ حتى كتابة هذا التقرير ـ في كنتاكي وساوث كارولينا وجورجيا وتكساس .
كما أظهرت النتائج انتزاع الديمقراطيين للأغلبية في الكونجرس لتصل إلى نحو 60 مقعدا في مجلس الشيوخ البالغ عدد مقاعده 100، فيما يتوقع أن يزيد أغلبيتهم في مجلس النواب التي تصل في المجلس الحالي إلى 235..
وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة أكدت تفوق أوباما على ماكين بفارق يراوح بين نقطتين و11 نقطة على المستوى الوطني، وأشارت كل الاستطلاعات إلى انه يحظى بتأييد أكثر من 50 % من الناخبين. فيما صوت نحو 72 % من الناخبين الجدد لصالحه.
ولم يفز أي رئيس أمريكي بغالبية أصوات الأمريكيين منذ جيمي كارتر في عام 1976. وأشارت برامج تليفزيونية عدة إلى أن نسبة عالية من المستطلع آراءهم عقب الإدلاء بأصواتهم أمام مراكز الاقتراع صوتوا للمرشح الديمقراطي.
وأدلى أوباما (47 عاما) بصوته صباح أمس في مدينة شيكاغو (إيلينوي)، برفقة ابنته الكبرى ماليا وانضمت إليه بعد قليل زوجته ميشال وابنتهما الصغرى ساشا. وقال للصحافيين «إنني في حالة جيدة جدا» وذلك قبل أن يستقل طائرته إلى أنديانا، حيث سيعقد اجتماعا انتخابيا أخيرا بينما يتوجه بايدن إلى فرجينيا.واقترع ماكين (72 عاما) بصحبة زوجته سيندي في فينكس بولاية اريزونا. واقترع المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس جو بايدن بصحبة والدته كاثرين (90 عاما) وزوجته جيل في ولمنغتون (ديلاوير). وخرج مبتسما وملوحا بابهامه إلى أعلى معبرا عن ثقته في نجاح فريقه. أما سارة بايلن المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس فاقترعت في بلدتها بولاية ألاسكا التي تحكمها. وجاءت بايلن إلى مكتب الاقتراع بصحبة زوجها تود.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات مستوى مرتفعا جدا لا سابق له في الولايات الرئيسية التي قد ترجح فوز معسكر على آخر. فقد بلغت فى أوهايو أكثر من 80 %.
وشهد يوم أمس تدفق الأمريكيين على مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر في طوابير انتظار طويلة لاختيار الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة وتجديد ثلث أعضاء مجلس الشيوخ وكل أعضاء مجلس النواب في انتخابات تاريخية. كما جرى انتخاب حكام 11 ولاية أمريكية.
وفي جميع أنحاء البلاد تكرر مشهد الطوابير أمام مراكز الاقتراع.
وعند الساعة 00،18 تغ كانت جميع مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة فتحت ابوابها بما في ذلك جزيرة هاواي في قلب المحيط الهادئ. ويعتقد بعض الخبراء أن 130 إلى 135 مليون ناخب قد يقترعون في مقابل 120 مليونا في عام 2004 و105 ملايين في عام 2000.
وسيرث خليفة جورج بوش وضعا اقتصاديا مأساويا فالولايات المتحدة على شفير الانكماش وتمر بأزمة مالية غير مسبوقة منذ عام 1929.