زيارته لوالدته المسنة كل ما يربطه بذكريات المدينة
شاب يعيش في مغارة منذ عشرين عاماً وصديقه ثعبان
تحقيق - مناحي الشيباني: تصوير: صالح الجميعة
ليس له اهتمام بالأحداث السياسية أو الاقتصادية أو الأدبية ولا يقرأ الصحف بانتظام أو حتى يفكر في قراءتها لأنه لا يوجد شيء يشغله في هذا الوقت! على حد تعبيره!!
شاهدناه يسير كالتائهة لا يعرف له وجهة أو طريقاً أو غاية وعندما حاولنا الحديث معه لم تكن لديه أي اجابة على اسئلتنا! وبعد عدة محاولات معه لمعرفة قصة حياته استضافنا داخل الغار الذي يسكنه من أكثر من عشرين عاماً على حسب تعبيره لنا وعلمنا فيما بعد أنه لا تربطه بالمدينة منذ ذلك التاريخ سوى صلة بوالدته المسنة والذي يحرص على زيارتها بين فترة وأخرى للاطمئنان على صحتها من باب صلة الرحم والبر بالوالدين وبعد ذلك يعود لمسكنه داخل غار في بطن أحد الأودية وفي المساء يجلس يراقب النجوم حتى يغلبه النوم وفي الصباح يصحوا على نباح الكلاب وحرارة الشمس الحارقة صافياً.
حكاية أغرب من الخيال لشاب تجاوز الأربعين من العمر فقد الأمل في العيش في الحياة فاختار لنفسه هذه الطريقة ليعيش بقية حياته دون ان يجد أحداً يمد له يد العون سواء من القطاع الخاص أو في ديوان الخدمة المدنية حكمته في الحياة (يجب أن لا نشغل أنفسنا بما لا نعرف من الحاضر والمستقبل فإذا صحونا من النوم نحمد الله على العافية وإذا نمنا لا يكون لدينا أمل في يوم آخر!!).
حاولنا كشف أحداثها مع صاحبها لكنه لم يعطنا من الوقت سوى القليل قال لنا انه كان يعمل في إحدى الشركات قبل عشرين عاماً واستمر في العمل لمدة ثلاث سنوات رئيس حركة براتب ألفين وخمسمائة ريال وكانت فترة العمل تمتد من السادسة صباحاً إلى السابعة مساء واجازة يوم واحد في الأسبوع ومع مرور الوقت احسست ان ذلك العمل متعب ولا يسمح بالتواصل مع الناس والأقارب ولا يكفي لبناء منزل أو الزواج وغالبيته يذهب في المواصلات تركت العمل وذهبت لشركة أخرى وعملت رئيس ميدان في الحراسات براتب ألف ومائتي ريال واستمريت عدة سنوات لكن هذا الراتب لا يحقق لي شيئاً فقررت ان انتقل إلى هذا الغار وأعيش بقية حياتي هنا!!!
سألناه وهل أنت راض عن حياتك بهذه الصورة؟؟ قال لنا (إذا كنت معافى وأمشي الرزق على الله) وعن كيف يدبر أمور معيشيته قال لي اخوة يعطوني بعض المال بين وقت وآخر عندما أزورهم لزيارة والدتي المسنة والاطمئنان على صحتها أصرف منه على نفسي.
وبسؤاله عن كيف يقضي وقته هنا قال لنا كما يعيش الناس (نوم ومشي) ويأتي لي بعض الأقارب هنا للاطمئنان على صحتي بين وقت وآخر وعندي (راديو) اسمع فيه اذاعة القرآن الكريم وبرنامج نور على الدرب ومعي كتاب (منهج السالكين) اشتريته من فترة أقوم بقراءته بين فترة وأخرى وبعض الأدعية والحمد لله وأدعو الله ان يفتح على قلبي.
وعن المخاطر التي يواجهها قال لا يجد لدي ما أخاف منه هنا ثعبان أشاهده معي في الغار من ثمان سنوات ولا أخافه (لأنني لم أؤذه ولم يؤذني!!!).
وعن اهتمامه بالشعر قال لا اهتم فيه لأن شعر اليوم أصبح (سوالف)!! تسمع شعراء اليوم كأنهم (يسولفون) لكن هناك الشعر القديم مثل شعر ابن حثلين وابن لعبون والهزاني وغيرهم هذا الذي يقال عنه شعر أما اليوم فهو سوالف!
وعن أمنيته قال أريد ان اصبح مثل خلق الله لدي وظيفة وزوجة وأبناء وهذا ما أتمناه من الله. تركناه وكلنا أمل ان تتحقق أمنيته ويجد من يأخذ بيده لعيش بقية حياته كما كان يتمنى ان تكون.
تعليق بدايةعاطل:
من مسؤول ؟؟؟؟؟
ترانا في ذمتك يا ياغازي يمن تولية امر توظيفنا!!!!