لن اترككِ أبدا حبيبتي ..
لا يهم الجو .. حر .. برد .. مطر .. ثلوج .. عواصف .. لا يهم .. لم يكن أي شيء يحول بين ذلك العجوز الأرجنتيني النحيل العنيد وقبر حبيبته , لم يكن يفارقها مهما حدث , في الأعياد يجلب لها الهدايا , ويشعل الشموع ويوزع الكيك على زوار المقبرة في عيد زواجهما . كان يخشى أن تشعر بالوحدة والضجر فيحرص على أن يناجيها ويسليها بالكلام , وأحيانا يغني لها . وفي المساء حين يحل موعد رحيله كان ينثر بعض الخبر والحبوب فوق القبر لكي تأتي السناجب وتأكل منها .. وعن ذلك يقول : " لا أريدها أن تشعر بالوحدة والوحشة بعد رحيلي .. لذا أضع الطعام للسناجب لكي تأتي وتسليها " .
وتمر السنوات , وذلك العجوز جالس عند قبر زوجته لا يتزحزح رغم أعوامه التي ناهزت التسعين . وبدأ زوار المقبرة وسكان المنازل المجاورة لها ينتبهون إلى وجوده الدائم : ما قصته ؟ .. لماذا هو موجود طوال الوقت , هل هو مجنون ؟ .. تساءل الجميع .
نعم هو مجنون .. أضناه عشق زوجته وفراق حبيبته ..