بدات خطواتي في تلمس السوق التركي بمعرفة ما يحويه من منتجات حتى التي لا اريد ان اتعامل بها ولكن لإكتساب الخبرة في اساليب التعامل في السوق التركي برغم وجود عوامل مشتركة دائما في التجارة بين الاسواق المختلفة الا انه توجد فروقات تختلف في طبيعة التعامل واختبار الجودة واجراءات التوثيق وغيرها
وقمت بجولات عديدة لمناطق مختلفة حيث ان الصناعة التركية لم تعد حكرا على اسطنبول بشكل رئيسي وانما بدات الحكومة منذ سنين في تشجيع انشاء مناطق صناعية كبرى في مدن مختلفة وبعيدة واصبحت هناك مدن تتخصص في صناعات معينة وتحوز دعم حكومي لتشجيع الاستثمار ولذلك يمكن ان تجد اسعار ارخص فيها ولكن لايعني ذلك ان التعامل معها سيكون الخيار الامثل في بداية ممارسة التجارة هناك لأنه توجد حسابات مختلفة عن حجم الكميات والتوصيل وهذه احدى الاخفاقات التي وقعت بها والتي سيتم توضيحها ان شاء الله
الاخفاقات والسلبيات
1- عدم التخصص
كان اشد قرار سلبي انجرافي امام المنتجات التركية المتنوعة فأغلب ما رأيته اعجبني خصوصا لمن مارس التجارة مع الصين وشاهد المنتجات الصينية السيئة فقررت العمل في عدة منتجات في مجال الأدوات المنزلية وملابس المحجبات ومفارش السرير الفاخرة والبيجامات وغيرها
ولم اراعي طبيعة اختلاف وسيلتي التسويقية عن الوسيلة التقليدية حيث انني منذ بداية ممارستي للتجارة من 8 سنين والى الآن اعتمد على التسويق الالكتروني من خلال موقعي ووسائل الدعاية واوفر خدمات التوصيل وغيرها وذلك لعدة اسباب يطول شرحها استخلصت منها في النهاية ان هذا هو المجال المربح لي والذي يساهم في تخفيض قيمة السلعة وقيمة التكاليف فترتفع الارباح والحمدلله
وهذا النوع من التجارة يتطلب منك اختيار المنتجات ذات الاسعار المعقولة لأن بيئتنا العربية ما تزال ليست متقبلة لشراء السلع الغالية من خلال الانترنت مثل مفارش السرير الفاخرة والتي تبلغ قيم مرتفعة تتجاوز الألف ريال واحيانا 2000
فمثل هذه السلع يصعب عليك بيعها من خلال الانترنت وتحتاج لمحل ليراها الناس قبل الشراء
فكان قرار تكوين سوق تركي الكتروني من البداية خاطئ فهذا عمل يقوم به من يملك رأس مال ضخم ويحتاج لكوادر ومبالغ طائلة في الانفاق على الدعاية حتى يبدأ الناس التعامل مع هذا الكم المختلف من المنتجات ولكن الحمدلله لا اعتبر المنتجات التي تمشي بشكل بطئ خسارة فكل درس تتعلمه هو فائدة مادية لك في المستقبل بتجنب الاخطاء واتخاذ القرار الصحيح
ولذلك انصح كل من يقبل على التجارة ان يتخصص في مجال معين ولا يبدأ التوسع من البداية فكل شيء ياتي في وقته وبتمهل والحمدلله حدث تصحيح مسار
2- الاندفاع في التعامل مع المصادر
كما ذكرت فتوجد مناطق صناعية اخرى كبرى غير اسطنبول وستجد فيها مصانع تقدم اسعار ارخص تجعلك تغفل عن حجم كمياتك وهل هناك جدوى من التعامل في البداية معها ام التعامل مع مصانع ومصادر أخرى سعرها اعلى ؟
لا تندفع كثيرا في البحث عن فروقات بضع دولارات وانت كمياتك ما تزال في بدايتها فسوف تجد في النهاية عند وصول الشحنة لدي في بلدك انك ربما حصلت على نفس السعر المرتفع بحسب حساب تكاليف التوصيل والأهم من ذلك انك خسرت تكاليف السفر الداخلي والوقت والجهد والذي كان يمكن ان تستمثره في اسطنبول والمدن القريبة منها
فالوقت في حد ذاته لابد ان يدخل في حسابات الربح والخسارة وتحديد السعر الجيد للمنتج الا ان كنت وصلت لمرحلة المتاجرة بالكميات الضخمة فحينها لابد أن تذهب للمصانع الكبرى وتستند في عملك عليها وهذا ما سوف ياتي مع مرور الوقت ان شاء الله
3- القفز الى التصنيع
يتحمس الكثيرون للدخول في عالم التصنيع ( وهو سهل وميسر ولكن في وقته ) من دون دراسة مستفيضة او تجربة في كميات قليلة لقياس مدى تقبلها في السوق فتضيع اموالهم وجهودهم ويتعرضون لخسارة ربما تكون كارثة في بدايتهم
التصنيع في تركيا متوفر ولكن له أسسه التي يوقم عليها بناء على ميزانيتك و تصريفك للبضاعة ومراقبة اداء المنتجات التي قمت سابقا بإستيرادها
والحمدلله لم ابدأ دخول مجال تصنيع أسماء خاصة بي الا بعد عدة تجارب واستيراد واستيضاح عن افضل جهات لتعامل معها في التصنيع
وكنصيحة عامة ركز في التعامل في التصنيع ان كانت كمياتك ليست كبيرة على المشاغل الصغيرة لا المصانع الكبيرة
فالمصانع الكبيرة تعد بضع آلاف من القطع كميات بسيطة وتبدأ فلسفتهم عليك فلا تلقي لهم بالا وانما ابحث عن المشاغل الصغيرة والمتوسطة فسوف تجد لديهم اسعار ممتازة والأهم ستجد لديهم حرصا على جلب الجودة لديك وعرض الخيارات امامك وذلك لأنهم يتطلعون الى ان تصبح زبونا دائما لديهم
4- العمل في المنتجات المنتشرة والمنافسة
كمثال لذلك البيجامات النسائية والتي اشتريت منها كميات لوجود طلب في السوق عليها ودائما احرص في الشراء على اختيار الجودة قبل السعر لأن هذه نظرتي للعمل فاكيد سافقد زبون السعر ولكن يكفيني ان احصل على نسبة معينة من زبون الجودة فنحن في سوق فيها ملايين البشر وكل يتطلع لمستوى معين
ولكن وجدت ان هذا المجال هو المجال الذي يتجه له كثيرون واصبح كل من هب ودب يجلب بيجامات
وفي تركيا ايضا توجد جودة منخفضة فليست كل صناعاتهم عالية الجودة فلابد ان تتنبه لهذا الأمر
فالبيجامة التي تكلفتها علي 15$ توجد في مقابلها بيجامات تكلفتها 3$ ولكن طبعا فرق هائل في الجودة بينهما ولكن كثير من الزبائن لا ينظرون الى هذا الأمر لأن مقاييس الجودة لا تتعلق بالشكل والموديل بل بنوعية الأقمشة والاختبارات المتعلقة بمتانتها وتحملها لمراحل الغسيل ولذلك وجدت هذا المجال لم يكن موفقا لأني عملت في شيء منتشر بكثرة ولا اقول انه غير مربح ولكن لا وقتي ولا توسع عملي يسمح لي بالصبر على هذه النوعية من المنتجات فقمت بتصفيتها والتركيز على المنتجات التي يمكن ان اتميز بها في السوق
5- عدم التجربة والاستخفاف ببعض المنتجات
ذكرت سابقا سلبية عدم التخصص وقد يجد البعض تناقضا بين كلامي السابق وكلامي الحالي عن تجربة منتجات تظن انها غير صالحة لتسويق
ولكن ليس هذا المقصود وانما دائما اجعل لنفسك حيز ولو بسيط في اضافة منتجات لم تعمل بها من قبلو لكنها تقع ضمن دائرة المنتجات المتخصص بها
وكمثال لذلك كان يعرض علي بعض التجار ملابس السباحة للمحجبات ولم اكن القي بالا لهم لأن فكرتي عنها سلبية من ناحية التسويق ولك اكلف نفسي حتى السؤال عن مواصفاتها ومميزاتها
ولكن في تعاملي مع احد التجار في ملابس المحجبات عرض علي فكرة اخذ 4 قطع من ملابس السباحة وهو لايعمل بها وانما لديه صديق يعمل في هذا المجال
ورفضت ولكنه أصر وبدأ يعرض لي مميزاتها وانما ساترة وفضفاضة ومقاومة للماء وكنت مستعجلا في يوم السفر فقبلت واخدت القطع الاربعة لتفاجئ بعد ذلك بطلب شديد عليها بينما ما حسبت انه سيكون عليه الطلب الحمدلله انه يمشي معي ولكن ليس كما كنت اتصور فكانت هذه بداية دخولي مجال تجارة ملابس السباحة وتخصصي بها بعد فترة واكتساب خبرة واسعة في انواعها واقمشتها
وحدث معي ذات الأمر في منتجات اخرى جلبتها بكميات بسيطة
فدائما اترك لنفسك حيزا وخصص مبلغ صغير من المال لهذه التجارب فلا ادري اين الرزق قد كتب لك ولكن اياك ان تندفع في شيء لم تتخص به ولم تجربه من قبل وتشتري كميات كبيرة منه