عدد النساء المشتغلات 811 ألفا، والعاطلات عن العمل 396 ألفا، والمصنفات "ربات منزل خارج سوق العمل" 3.4 ملايين سيدة، ولدينا 1.3 مليون سيدة يدرسن في الثانوية والجامعات
نعيش تداعيات تقصيرٍ طال لعشرات السنين في أعمال البناء التنموي والاقتصادي، وتوليد الوظائف أحد الركائز الأساسية في التنمية، والمحرك الأول للاقتصاد. البطالة النسائية تحديدا تضررت كثيرا من هذا التقصير، وأضرّت بالاقتصاد والأعمال والسيدات أنفسهن وقتلت طموحهن. هذا لا يعني أن البطالة والوظائف الرجالية في مستوى جيد، ولكن الأمل في الله ثم في برنامج التحول الوطني.
396 ألف سيدة عاطلة عن العمل ومصنفة ضمن "المتعطلات" عن العمل أو ما نسميه بالبطالة، هؤلاء مدرجات في سجلات وزارة العمل كطالبات للعمل، ويعتبرن باحثات بجدية عن العمل، وبهذا العدد نسبتهن إلى سوق العمل النسائي تصل إلى 32.8% وهي الأعلى عالميا من حيث البطالة النسائية.
يجب ألا نخلط بينهن وبين المصنفات "ربات منازل خارج سوق العمل"، هؤلاء بعضهن لا يرغبن بالعمل والبعض الآخر يرغبن بالعمل ولكن المناسب فقط إما لطبيعة العمل أو لموقع العمل أو لضعف الراتب، والبعض الأخير هن سيدات أجبرن عن الخروج من سوق العمل إما لعدم تجاوز اختبار قياس، مع العلم بأن بعضهن اجتزن الاختبار ولكن لا توجد هناك وظائف أو دون سبب. فجميع هؤلاء لسن مصنفات ضمن البطالة، ولو أدخل جزء منهن لارتفعت نسبة البطالة بكثير.
عدد هؤلاء المصنفات "ربات منازل خارج سوق العمل" يصل إلى 9 أضعاف المصنفات "متعطلات" عن العمل، حيث وصل عددهن إلى 3.4 ملايين سيدة، منهن 1.2 مليون أعمارهن بين 25-34 أما اللواتي أعمارهن بين 35-44 فعددهن 975 ألف سيدة، وهناك 764 ألفا أعمارهن بين 45-54، وأخيرا هناك 495 ألف سيدة أعمارهن بين 55-64 مصنفات "ربات منازل خارج سوق العمل".
إذاً ملخص الإحصاءات، عدد السعوديات المشتغلات بالمملكة 811 ألفا حسب التقرير الأخير للهيئة العامة للإحصاء، والعاطلات عن العمل 396 ألفا، وبذلك تكون نسبة البطالة في المملكة 32.8% وهي الأعلى عالميا. أما المصنفات "ربات منزل خارج سوق العمل" فهن 3.4 ملايين سيدة. وبذلك يجب ألا نقول إن البطالة النسائية في المملكة الأعلى عالميا بسبب أن رغبة البعض بالبقاء بالمنازل لتربية أبنائهن، فهن خارج الحسبة ولم يُحسبن ولو تمت حسبتهن لتضاعفت النسب عدة مرات.
وعند التركيز على هؤلاء النسوة أكثر، نجد أن عدد العاملات (الجامعيات) بالمملكة في كل القطاعات 540 ألف سيدة، أما عدد العاطلات عن العمل من (الجامعيات) 270 ألفا، وأخيرا عدد (الجامعيات) المصنفات "ربات منازل خارج سوق العمل" يصل إلى 217 ألفا. إذاً بذلك يكون عدد (الجامعيات) اللواتي يعملن 540 ألفا و(الجامعيات) اللواتي لا يعملن 487 ألفا، أو نستطيع القول إن 47% من الخريجات الجامعيات لا يعملن.
أما عدد الطالبات المقيدات حاليا بمؤسسة التعليم العالي في مراحل البكالوريس والدبلوم والماجستر والدكتوراه فيصل إلى 718 ألف طالبة، أما الطالبات اللواتي أعمارهن بين 15-18 سنة ويدرسن في المرحلة الثانوية وثالثة متوسطة فعددهن يصل إلى 578 ألف طالبة. وبهذا يكون لدينا 1.3 مليون سيدة أعمارهن من 15 فما فوق، قادمات لسوق العمل خلال السنوات القليلة القادمة.
برامج التحول الوطني وهيئة توليد الوظائف والقضاء على البطالة بشكل عام، وتوليد الوظائف النسائية بشكل خاص، أمام تحدٍ كبير في ملف سوق العمل النسائي، وهذا يلزم تأسيس لجنة مختصة وذات كفاءة عالية ومطعمة بالنساء القادرات على العطاء في هذا الملف، لرسم رؤية واضحة وخطة ذات جدوى، فهناك الكثير من الأعمال التي نستطيع تقديمها لخدمة هذا الملف ابتداءا بتحسين سوق العمل الحالي وخصوصا الحكومي، بالتحديد في التعليم والصحة، وانتهاء بتحويل هؤلاء النسوة إلى مساهمات في تطوير ونهضة الاقتصاد والتنمية بالمملكة.
للكاتب : برجس حمود البرجس