ها هي العشر الأواخر من رمضان قد أقبلت ، وفرص غالية من الخير قد فتحت ، وحتى تتنشط القلوب ، وتسارع في رضا علام الغيوب ، إليكم بعض المحفزات و الوصايا الهامة؛ للتنافس في الخيرات ، في العشر المباركات
أولاً: استحضار أن ليلة القدر التي هي خير من ثلاث وثمانين سنة مما سواها ضمن هذه الليالي، فكيف تفوت أجر ليلة تساوي عمر الإنسان؛ {خير من ألف شهر} [القدر من الآية:3].
ثانيًا: التفكر في ثمرة القيام، واللذة التي تجدها إثر قيام الليل، ويكفيك أنها سبب مغفرة الذنوب؛ «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (صحيح النسائي [5042]).
ثالثًا: الحرص على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقًا في حبه، “كان صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”.
رابعًا: ربما لا تدرك رمضان مرة أخرى، فالأعمار بيد الله، وكم من شخص فارقناه في أواخر شعبان، فاجتهد قبل الرحيل.
خامسًا: مواسم الفضل تأتي على فترات، والسعيد من يغتنم الفرص السانحات، وقديما قيل: “من الغصص ذهاب الفرص!”.
سادسًا: التفكر في قصر المدة وسرعة ذهابها، فها هي الأيام الفاضلات تولت سريعًا، وتوشك العشر الأواخر أن تلتحق بها، ولن تشعر بتقضيها.
سابعًا: تأمل في اجتهاد الصالحين، وكيف كانت العشر الأواخر غالية في حياتهم، وما كانوا يفرطون في دقيقة منها، فكن على إثرهم.
ثامنًا: من شكر نعمة العافية والصحة أن تغتنم جسدك في الخير والاجتهاد في طاعة الله، فغيرك طريح الفراش لا يستطيع الحراك، يتمنى أن يغتنم هذه الفرصة.
تاسعًا: تضييع العشر من صور التفريط والتأخر عن الخير والفضل، وهذا التفريط يقود للتكاسل في سائر أبواب الخير ؛ «لا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله» (صحيح مسلم [438]).
عاشرًا: تذكر كم فرطت وضيعت من رمضانات فائتة لن تعود، فهل يعقل أن تستمر في تضييع الفرص، وتذكر قول ابن عمر رضي الله عنه في فضل اتباع الجنائز: “فكم من قراريط فرطنا فيها”!!
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم التوفيق والهمة العالية والعزيمة الصادقة لاغتنام الأيام الباقية.