غرائب الرجال مع زوجاتهم لا تنتهي،
و كل زمن يأتي ، تأتي معه طرائفه ومقالبه، ومناقبه ومثالبه.
وحتى لا نبتعد عن سطح الواقع، سأستشهد بقصتين من هذه القصص، التي كانت إحداها من
السابق السابق،
أما الأخرى، فهي من
اللاحق اللاحق،
ليعرف القوم أن قضية الزواج ومتاعبه، لا تنتهي، مادام في الحياة بشر، ومادام في الأرض شجر وحجر.
وقد قلت لصديقي اللبناني “عيسى أحوش” صاحب “دار بيسان”؛ عندما رأيتُ الثلج يغمر جبال لبنان:
لماذا لا تذهبون إلى التزلُّج؟ فقال:
يا صديقي عندما يتزوج المرء؛ يكون قد دخل منطقة التزلُّج حتى الموت.
لعل الكثير منّا يسمع مقولة “بين حانة ومانة”،
فمن هي “حانا” ومن هي “مانا “؟.
حسناً.. تقول الكتب:
( تزوج رجل بامرأتين، إحداهما اسمها “حانا”، والثانية اسمها “مانا”، وكانت “حانا” صغيرة في السن، لا يتجاوز عمرها العشرين، بخلاف “مانا ” التي كان يزيد عمرها على الخمسين، والشيب لعب برأسها، فكان كلما دخل إلى حجرة “حانا ” تنظر إلى لحيته؛ وتنزع منها كل شعرة بيضاء، وتقول: يصعب عليَّ عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة، وأنتَ مازلتَ شابا.
فيذهب الرجل إلى حجرة “مانا “؛ فتمسك لحيته هي الأخرى، وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول له: يكدرني أن أرى شعراً أسود بلحيتك، وأنت رجل كبير السن جليل القدر.
ودام حال الرجل على هذا المنوال، ،
هذه تنتف له و تلك تنتف أيضا ،
إلى أن نظر في المرآة يوما؛
فرأى لحيته ناقصة نقصا عظيما، فمسكها بعنف وقال:
“بين حانا ومانا ضاعت لحانا”!
ومن وقتها صارت مثلا.
أما في أيامنا المعاصرة؛ فقد روى لي أعرابي قصة هو بطلها،
حيث طلبت منه زوجته بأن يذبح خروفين؛ احتفالا بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما،
فقال الأعرابي -على الفور- رداً على زوجته: وما ذنب الخروفين بغلطة ارتكبها حِمار؟.
ومن وصايا الزواج؛
أن أحدهم نصح رجلا مقبلا على الزواج قائلا:
استمتع الآن بإصدار القرارات، وإعطاء الأوامر، لأن قرار الزواج هو آخر قرار ستتخذه،
وبعد ذلك ستتحول من مصدر للقرارات إلى مُنفِّذ لها؛
من غير مناقشة أو محاورة أو مشاورة.
في النهاية أقول:
هذه حزمة من كرّاث قصص الزواج، وأقوال المتزوجين والمتزوجات،
وآمل أن تتواصل الأفكار والأطروحات؛
لما فيه خير الشباب والبنات، من الداخلين إلى قفص الزوجية والداخلات.
أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1