بادي ذي بدء أشكر من أوردت فكرة إنشاء خطوط سكك حديدية بالمملكة وذلك لحاجة البلاد إليها وتعتبر من المواصلات المتقدمة في بلدان العالم
وكما أشكر كل من ساهم في التعليق على الموضوع . ولايفوتني هنا أن أشير إلى أن موضوع إنشاء سكك حديده بالمملكة يعتبر من ارقي الخدمات التي تقدمها الحكومة للشعب ولحجاج بيت الله الحرام .
ومن الطريف في هذا الموضوع أنه لابد وأن يتم ربط فكرة إنشاء سكك حديدية بالمملكة بمشروع سكة حديد الحجاز الذي تم تنفيذه في عهد الدولة العثمانية خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد .
· نظر السلطان عبدالحميد إلى المسافة مابين دمشق ومكة المكرمة فوجدها طويلة وتستغرق مراحل حتى يصل الحجاج إلى المشاعر المقدسة مع مايوجد من المخاطر التى تتعرض لها قوافل الحجاج فأمر بإنشاء سكة حديد من دمشق إلى مكة المكرمة في 1 محرم عام1318هـ - 1900م .
· التموين : تموين هذا المشروع من الزكوات المجموعة والتبرعات.
· الأيدي العاملة : من تركيا واليونان وأفريقيا والجزيرة العربية وبلغ عدد العاملين في المشروع مابين 7000 إلى 5000 عامل وقد توفي منهم المئات بسبب الحوع ونقص الموارد والبرد القارس والحر الشديد.
· يعد المهندس / مختاربيه مهندس أساسي في المشروع وكان له دور بارز في إختيار المسار ( أختير المسار وفق مسار القوافل مع بعض التعديلات ).
· بدأ بالمشروع من دمشق عام 1901م وإنتهي في عام 1908م توقف المشروع بالمدينة بتوجيه من السلطان عبد الحميد نظرآ لمعارضة بعض القبائل المشروع مابين المدينة ومكة بحجة أنه يقطع عليه الإستفادة من الحجاج عند مرورهم بديارهم .
· في 22 رجب عام 1326هـ 1908م وصل أول قطار من دمشق إلى محطة العنبرية بالمدينة المنورة .
· تعرضت سكة حديد الحجاز إلى التدمير أثناء الحرب العالمية الأولى وقد شارك بعض سكان المناطق بالتدمير .
· عند مشاهدتك لمواقع المحطات ومرورك بجانب مسار الخط تشعر بفخر وإعتزاز لهذا المشروع الذي فيه إتقان للتصميم والتنفيذ وتقول (أين هؤلاء العاملين بهذا المشروع وتتمنى بقاؤهم على قيد الحياة ).
· من أجمل ماقيل عن خط سكة الحجاز هو ماقاله الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ( حملته أمه ثماني سنين من 1901 - 1908م وعاش بعد ماولد عشر سنين 1908 - 1918م ثم أصابته علة مزمنة فلاهو حي فيرجى ولا ميت فينسى ).
· الزائر للمدينة المنورة يمكنه أن يرى مبنى محطة القطار بالعنبرية وبجوارها مسجد العنبرية المشهور .
من العهد القديم إلى العهد الحديث
كل واحد منا عندما يسافر من منطقة إلى منطقة يرى أثر المشقة عليه خصوصآ مابين شرق المملكة وغربها شمالها وجنوبها ويراوده السؤال
لماذا لم يتم ربط مدن المملكة الكبيرة بسكة حديد متطورة إسوةَ بالعالم ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال أقول :
جرت المطالبة في الثمانينات الهجرية من القرن الماضي إلى إعادة فتح خط سكة حديد الحجاز ووصل الطلب إلى مسؤول في الدولة فكتب على ملفه [ يغلق إلى الأبد ] .
· في بداية الخطة الخمسية الثانية إقترحت شركة كورية على المملكة عمل شبكة من خطوط السكك الحديدية بين مدن المملكة وربطها من جميع الجهات . مع إستثمارها مدة عشر سنوات ثم تسلم للحكومة .* المفاجأة : رفض الإقتراح نهائيآ.
· نسمع حاليآ عن إنشاء خط سكة حديد مابين المدينة المنورة ومكة المكرمة وقد أختير موقع للمشروع مابين المدينة وآبار الماشي وإن شاء الله يرى النور هذا المشروع .
التعليق :
قضية رفض مشروع سكة الحجاز تأخذ بعد سياسي وإحتماعي في تلك الفترة وربما كانت المصادر غير مؤهلة لإنجاز المشروع .
قضية رفض إقتراح الشركة الكورية يضر بمصلحة الطيران داخل المملكة .
إن تنفيذ مشاريع مثل هذا المشروع يعد تطورآ حضاريآ في المملكة
ويوفر من حصد آلآف الأرواح التي راحت ضحية السيارات خلال 25 سنة ماضية والتي تقدر بمايزيد عن الستين ألفآ .
· مسؤولى وزارة المواصلات ظل إهتمامهم بمشاريع الطرق السريعة بين المدن ولم يتجرأ أحد منهم بحث هذا المشروع على مستوى داخل المملكة .
· لايضر بمصلحة أفراد أو شريحة من المجتمع بل من هناك من يفضل ركوب السيارة أو الطائرة أو القطار .
· يخفف الضعط على الخطوط السريعة بين المدن ويجعل صيانتها سهلة جدآ ويحميها من آثار الهبوط نتيجة زيادة الأحمال.
· يكون وسيلة سهلة وسريعة للبضائع التجارية بأنواعها.
آمل كل من تسمح له ظروفه أن يقوم بزيارة للمدينة المنورة ويطلع على مبنى العنبرية وبه معرض يحكي قصة سكة حديد الحجاز كما لاتفوته فرصة مشاهدة بعض مواقع المحطات ( قلاع ) الممتدة مابين المدينة والعلا . وهي تعتبر من المواقع الأثرية بالمملكة