عرض مشاركة واحدة
  #5 (permalink)  
قديم 12-06-2020, 08:59 PM
alharbe12 alharbe12 غير متصل
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2020
المشاركات: 62
معدل تقييم المستوى: 10
alharbe12 يستحق التميز
رد: الأعور الدجال حقيقة أم مجاز ؟ ( تحقيق وبيان )

.



تابع :


في الحلقة السابقة ذكرت كلامًا لابن كثير ، وقلت أن الطبري أورد نحوه عن ابن عباس رضي الله عنهما، الآن إليكم هذا من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) :

( ولقد أخبر بعض الشيوخ الذين كان قد جرى لهم مثل هذا بصورة مكاشفة ومخاطبة فقال : يريني الجن شيئًا براقا مثل الماء والزجاج ، ويمثلون له فيه ما يطلب منه الإخبار به ، قال : فأخبر الناس به ، ويوصلون إلي كلام من استغاث بي من أصحابي فأجيبه فيوصلون جوابي إليه )


كما ترون : هذا شبيه بتقنية البث المرئي في العصر الحاضر ، وبين وفاة شيخ الإسلام وظهور البث التلفزيوني ، أكثر من خمسمئة سنة ، والناس تتداول هذا الكتاب ، ومستوعبة للأمر ، مع أن السائد عند جميع الناس ، أن الجن تعتمد على سرعتها وقدرتها الذاتية ، فلم يظهر من يعترض ويكذب هذا الكلام ، بحجة أن العقل لا يصدق مثل هذا الأمر ، وأن الجن تعتمد على قدرتها الذاتية وسرعتها الخارقة !

فإذا كان هذا المشعوذ أخبر بمثل هذا الأمر واستوعبته الناس وصدقته ، فهل يُعقل أنه لو أخبر النبي عليه الصلاة و السلام بمثل هذا الأمر أن تضيق به العقول ، ويتزعزع إيمانها ، مع أن عقول الصحابة أصح العقول ، وتصديقهم للنبي عليه الصلاة والسلام أعظم من تصديق الناس لهذا المشعوذ ؟!


فالناس قبلوا هذه الأخبار من أناس مثلهم ، فكيف لو جاءهم الخبر عن نبي آمنوا به وأنه مرسل من الله ، ليحذرهم ويبين لهم ، وآمنوا بأنه ناصح لهم مشفق عليهم ، أتُراهم يتشككون في خبره ؟! ، لا يتشكك في خبره إلا أهل البدع والضلال .

فالصحابة رضي الله عنهم كان مرجعهم هو إيمانهم القوي بقدرة الله على إيجاد وإحداث هذه الأمور التي أخبرهم بها الصادق المصدوق والذي لم يجربوا عليه كذبًا .

فمن كان إيمانه قويًا بقدرة الله عز وجل ، وأن هذا الرجل نبي مرسل من الله فإنه سيؤمن بكل ما اخبر به .

وهذا هو الفرق بين أولئك وهؤلاء، فأولئك كان مرجع إيمانهم يعود إلى قوة إيمانهم بقدرة الله عز وجل على إحداث هذه الأمور ، التي اخبر بها من لم يجربوا عليه كذبًا .

أما هؤلاء فبالرغم من قولهم بصدق النبي عليه الصلاة و السلام ، ووصول هذه الأحاديث الصحيحة إليهم – أو التي صححوها هم – فإن عقولهم لم تستوعب ، ووقع في قلوبهم ريب !

ولا ندري ما مرجعه ، هل هو عدم إيمان بقدرة الله عز وجل على إحداث هذه الأمور، أو عدم إيمان بصدق النبي عليه الصلاة و السلام ؟!

إلا أنني على يقين بأن الجهل هو الذي أوقعهم في مثل هذه التحريفات التي تبين لنا خطأها وسيتبين خطرها .

والعجب أن يأتي هذا الجاهل ويطعن في عقول وفي إيمان الصحابة رضي الله عنهم ، ثم يجد من يصدقه و يصفق له ويشجعه ! .


لنا لقاء بمشيئة الله ، اللقاء القادم مهم جدًا ففيه بيان خطورة مثل هذا التحريف .




<






.