.
تابع :
تبين لنا الآن خطورة مثل هذه التحريفات ، لو سألنا أحد أصحاب هذه التحريفات الآن : هل تعتقد أن النبي عليه الصلاة و السلام كان يكذب على الصحابة رضي الله عنهم ؟ .
سيقول : لا . أستغفر الله ، أعوذ بالله من أن أعتقد هذا الاعتقاد !
نقول له : إذًا ماذا تسمي فعلك هذا ؟
وأصحاب هذه التحريفات لا يستطيعون مناقشة الباطنية و القرامطة والرد عليهم ، لأن الفكر و المنهج واحد ، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتكلم بكلام لا حقيقة له ، أو خلاف الحقيقة !
وهنا نقطة مهمة ، ولا بد من التنبيه عليها، وهي أن هؤلاء المحرفين ، لا يقرون ولا يرون بأنهم بتحريفهم هذا يُكَذِّبون النبي عليه الصلاة و السلام .
فيقولون مثلاً ، نحن نصدق النبي عليه الصلاة و السلام ولا نكذبه ، وقولنا هذا تصديق له ، فالفخذ تخبر الرجل الآن ، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يقصد هذه التقنية ( الجوال ) ، فنحن لم نكذبه .
فنقول له :
لو كنت في زمن النبي عليه الصلاة و السلام وسمعت هذا الحديث من النبي عليه السلام ، هل تصدقه وتأخذ الحديث على حقيقته ، وأن الفخذ تخبر الرجل على الحقيقة ، أم أنك سترده وترفضه ( تكذبه ) ؟
فإن قال : بل أصدقه ، وآخذ الحديث على حقيقته ، نقول له : هذا عكس فعلك اليوم ، فهذا يدل على أن فعلك اليوم تكذيب له بإقرارك الآن ، ثم إن كنت ستصدقه لو كنت في ذاك الزمن ، فما لذي يمنعك من التصديق اليوم ؟
أما إن قال ( ولا أظنه أن يقول ) : بل سأرفضه ، ولن يقبل عقلي هذا الأمر حتى ولو كنت في ذاك الزمن ، نقول له : هذا هو نفس فعلك اليوم ، فإن كنت رفضت هذا ورددته في ذاك الزمن ولما يأتك تأويله ، فأنت سترفض أمور أخرى غيره .
فهذا تكذيب ورفض لخبر النبي عليه الصلاة و السلام ، وهذا بإقرارك أنت بقولك : سأرفضه ولن يقبل عقلي هذا ، وهو نفس حالك اليوم .
فعلى كل تقدير نكون قد جعلناه يقر بأن فعله هذا تكذيب لخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
لنا لقاء بمشيئة الله .
<
.